الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أشهر الخلافات بين أهل السنة والشيعة حول الأحاديث النبوية

أشهر الخلافات بين أهل السنة والشيعة  حول الأحاديث النبوية
أشهر الخلافات بين أهل السنة والشيعة حول الأحاديث النبوية




كتب ـ صبحى مجاهد

 

يعد الخلاف بين السنة والشيعة فى أساسه سياسي، لكنه تطور فيما بعد ليشمل جوانب علمية ودينية تمس السنة النبوية، حيث وقع الخلاف بين السنة والشيعة فى منهج النظر للسنة النبوية الشريفة، وحول الخلافات السنية الشيعية حول الأحدايث النبوية يقول الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتى الجمهورية السابق، إن المنطلق الأساسى الذى خالف فيه الشيعة أهل السنة هو حقيقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دونه من الصدقين والخلفاء الراشدين المهدين والعلماء والمفكرين والأولياء والأتقياء، إنهم قد يصلون إلى حالة الحفظ من الله تعالى فلا يرتكبون المعاصي، ولكنهم لا يصفون بالعصمة.

أضاف إن الخلاف الثانى بين أهل السنة والشيعة هو أن أهل السنة قالوا إن النبى صلى الله عليه وسلم بلغ كل ما عنده، ولكن الشيعة يرون إنه عليه الصلاة والسلام لم يخف شيئا ولكنه صرح للعموم بغالب الشريعة، واختص الأوصياء وعلى رأسهم على بن أبى طالب بأجزاء أخرى، وعلى أباح عن بعضها، ثم اختص الحسن والحسين بشيء منها، والحسين بلغها لمحمد الباقر، ومحمد الباقر بلغها لابنه جعفر الصادق، وهكذا.
وأشار د. جمعة  إلى أن الشيعة يذهبون فى منهجهم إلى هذه الأجزاء الذى خص بها النبى أناس بعينهم مع الأوصياء، والأوصياء معصومون من الخطأ كعصمة النبى صلى الله على وسلم، فكانت هذه النقطة نقطة خلاف بيننا وبينهم أيضا، لأننا أهل السنة ليس عندنا معصومون غير النبى ومن مثله من الأنبياء والرسل.
أضاف إن من الخلافات بين أهل السنة والشيعة أيضا من له حق الرواية عن رسول الله فيرى الشيعة أن آل البيت فقط هم من حقهم الرواية عن النبى صلى الله عليه وسلم فقط،، واكد قائلا :» إن هذا راجع إلى أن المنهج عند أهل الشيعة منهج عاطفى وعند أهل السنة منهج علمي، نحن السنة نحب أهل البيت حبا شديدا، ولكن لا بد من منهج علمى.
وعن حقيقة الخلاف استطرد الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتى الجمهورية السابق، إن الخلاف بين السنة والشيعة منشأة سياسية ولكن هذه الأجيال ذهبت إلى ربها وبقى ما نحن عليه الآن.
أضاف إن الشيعة تنبهوا إلى الخلافات بينهم وبين أهل السنة والتى كانت قد وصلت إلى ذروتها، فقرروا التواصل معهم، كى يعرفوا سبب الخلاف بينهم وبين اهل السنة، ويوصلون إلى حل بينهم، وكان الأزهر وجهتهم فى ذلك، وأخذ الجدال بين أهل السنة والشيعة فى الوفود الآتية والذاهبة قرابة أربعين عاما، وفى سنة 1949 م، اتفقوا مع مجموعة من الأزهريين منهم الشيخ شلتوت، والباقوري، ومحمد محمد المدني، والشيخ منصور رجب، وغيرهم، على البحث والوصول إلى نتائج معا.
ولفت إلى انه تم الاطلاع على مصادرهم التى تعد أساس منهجهم وشريعاتهم، وهى أربعة كتب تعادل الستة كتب التى منها البخارى ومسلم وغيرهما عند أهل السنة، فانشأوا مجلة باسم رسالة الإسلام وترأس تحريرها الشيخ محمد محمد المدني، يتجادلون بها حول المصطلحات والاعتقادات عند أهل السنة والشيعة، والتى اتضح منها أنهم لا يكفرون الصحابة، كما يُشاع عنهم.
وأوضح أن الشيعة يقولون إنهم مختلفون مع الصحابة بما يرتقى إلى تخطيئهم، ويقولون عنهم الصحابة الكرام، ورضى الله عنهم، ولكنهم ينتقدون بعد أفعالهم، وهذا مقبول عند أهل السنة ونحن نفعله ولكن بطريقة مؤدبة فنقول مثلا: «هذا مبلغ علم عمر رضى الله عنه» ونقول عنه «سيدنا».
وأكمل  د. جمعة حديثه عما قاله هؤلاء الشيعة بأنهم لا يجدون مشكلة فى انتقاداتهم للصحابة، ولكن هناك فريقا منهم تجاوز النقد إلى حد التجريح، فرد عليهم أهل السنة أن هناك جرح رواية، وهناك جرح شهادة، والصحابة عدول من ناحية الرواية حتى لو ردت شهادتهم. ووصل ببعض أهل الشيعة تجاوزهم إلى حد سب الصحابة، وهناك طائفة غالت وكفرتهم، وهذا غير مقبول تماما.
وأوضح د. على جمعة أن هذه الطوائف ينقسم إليهم الشيعة ولذلك لا يمكن أن نعمم الأمر ونقول إن الشيعة تكفر الصحابة، لأن جماهير الشيعة لا تكفر الصحابة.