الملحن خالد البكرى: «بالرحمة.. أتحدى العالم»

كتبت - سوزى شكرى


حياة الفنانين والمبدعين مصحوبة دائمًا بقصص مؤلمة، وكأن الآلم رفيقًا لهم طوال سنوات الإبداع، وشريكًا قدريًا  لحظة الموت.
ودعت الساحة الفنية بحزن عميق الفنان والملحن «خالد البكرى» الذى رحل أثر حادثة مرورية ليس كالحوادث المعتادة، بل حادثة مأسوية تحمل لنا رسائل ومعانى عظيمة ودرسًا فى الإنسانية فى قيمة فعل الخير والعطف دون انتظار مقابل، وتدعونا لتأمل الحياة مراجعة النفس .
اصطحب «البكرى» أولاده الصغار (عمر– وأحمد) بسيارته وهما على الطريق الدائرى، شاهد «البكرى» كلب هزيل على الجانب الآخر من الطريق، توقف «البكرى»  ونزل من سيارته ونزل ليسقى الكلب «مياه»، ورغم أنه اكتشف أن الكلب مسعور إلا أن الكلب لم يؤذيه، فابتعد «البكرى» عنه وأثناء تخطيه الشارع متوجهًا إلى سيارته، جاءت سيارة ميكروباص مسرعة صدمته، وفر السائق، تركاً «البكرى» على الأرض، فمات أمام أولاده فى مشهد مأسوى سيظل متعلقًا بقلب وأعين أولاده.. ومن متابعتنا لصفحة الملحن الراحل «خالد البكرى» اكتشفنا أنه قبل أسبوع تحدث على صفحته «الفيس بوك» عن الرحمة وأنها لا تجزء وأنها لكل المخلوقات كما أوصى الله، وذلك عقب جريمة شنق كلب، وهذا يؤكد سبب تعاطف «البكرى» مع كلاب الشوارع.
الملحن الراحل خالد البكرى ترك إرثًا موسيقيًا ما بين توزيع موسيقى وألحان أكثر من 139عملاً لكبار المطربين من بينهم (راغب علامة - وردة – صابر الرباعى - هانى شاكر- سميرة سعيد– نسمة محجوب – آمال ماهر، باسكال مشعلانى غيرهم ومن أشهر ألحانه للمطرب صابر الرباعى وأغنياته الشهيرة «أتحدى العالم» كلمات عاصم حسين، وأغنية «أجمل نساء الدنيا» كلمات الشاعر هانى الصغير الذى رافقه 20 عامًا من الإبداعات، وقد رثاه «الصغير»  بجملته: رحل من شاركنى همى وفرحى أخى وصديقى وداعًا، وتقيم الأسرة العزاء اليوم الأربعاء بمسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين.