الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الشيخ أبو الفتوح» قبطى استأمنه أخو صلاح الدين على أسرار جيوشه

«الشيخ أبو الفتوح» قبطى استأمنه أخو صلاح الدين على أسرار جيوشه
«الشيخ أبو الفتوح» قبطى استأمنه أخو صلاح الدين على أسرار جيوشه




كتب - علاء الدين ظاهر

 

قال الدكتور أحمد الشوكى أستاذ الآثار الإسلامية المساعد بكلية الآداب جامعة عين شمس والمدير العام السابق للمتحف الإسلامى: إن الحروب والحملات التى قادها الغرب الأوروبى خيمت بظلالها على المشرق لأكثر من قرنين، وكان لها الكثير من النتائج الوخيمة, لكنها لم تثن الأيوبيين عن انتهاج سياسة حكيمة مع رعاياهم من غير المسلمين، لاسيما من المسيحيين، باعتبارهم يمثلون عنصرا أصيلا فى بنية المجتمع الإسلامى.
 وتابع: عندما استولى المسلمون على القدس، غادرها عدد من المسيحيين إلى أنطاكية المسيحية، إلا أن أميرها الصليبى رفض استضافتهم، فرجعوا إلى بلاد المسلمين وقوبلوا بكل ترحاب، كما كان معظم الكتبة فى مصر والشام خلال العصر الأيوبى من النصارى، وخير دليل على ذلك «ابن الميقاط» الذى كان يلقب بالشيخ ابو الفتوح.
 وقال: كان «ابن الميقاط» كاتب جيوش الملك العادل – اخو صلاح الدين – وكان لديه فى ديوانه «جماعة من الكتاب مسيحيين أقباط»، وكان ابن الميقاط فى سفره بين الشام ومصر مرافقا للسلطان العادل, يصحب حاشيته القبطية معه ويقومون بطقوس عبادتهم فى الطريق بكل حرية, وقد اصطحب معه القس داود بن يوحنا بن لقلق ليصلى بهم.
 ودلل الشوكى على هذا التسامح بقطعة أثرية عبارة عن جزء من إناء من الخزف المرسوم تحت الطلاء «مصر أو سوريا - العصر الأيوبى - القرن 7هـ /13م»، وتعد أهم التحف الخزفية الأيوبية فى العالم، حيث زخرفت برسوم منظر مسيحى قوامه رسم للسيد المسيح والسيدة العذراء وهى تحتضنه أثناء انزاله من على الصليب، وهذه التحفة الأثرية تؤكد التسامح الدينى عند المسلمين حتى فى وقت ما عُرف بالحروب الصليبية.