الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بالوعات الصرف تبتلع الأطفال

بالوعات الصرف تبتلع الأطفال
بالوعات الصرف تبتلع الأطفال




المحافظات: إلهام رفعت وعلا الحينى

وحنان عليوه وسارة الهوارى

 

لم تعد مشكلة الصرف الصحى فى المحافظات منحصرة فى توصيل هذه الخدمة لبعض القرى المحرومة منها او حتى صيانتها بل ظهرت لهذه المشكلة تباعات اخرى تمثلت فى مشكلة البالوعات والتى باتت وسيلة سهلة وسريعة للموت.. «روزاليوسف» رصدت هذه الظاهرة وكيفية تعامل الاجهزة التنفيذية معها وما يتم انفاقه على صيانتها فكان لنا هذا التحقيق.

ففى محافظة القليوبية يعانى حى شرق شبرا الخيمة ، من كارثة بالوعات الصرف الصحى الغير مغطاه والتى تنتشر بالشوارع حيث يعرض الأطفال وكبار السن للخطر، الأمر الذى تسبب فى وفاة طفل منذ عدة أيام إثر سقوطه فى بالوعة بالشارع الجديد فى شبرا حيث كثير من البالوعات غير المغطاة  بالشوارع، ومواسير عشوائية تم ردمها بالكسر وبقايا المبانى والطرق، لتحدث ازمة وكارثة أخرى دون ان يتحرك ساكنا.

شكاوى دون جدوى

ويقول محمد الباسطى عضو اللجنة الشعبية بشبرا الخيمة، انه منذ عدة أيام سقط الطالب مصطفى احمد سعيد 14 سنة من أبناء حى شرق شبرا ببالوعة صرف صحى بالشارع الجديد فى حى شرق شبرا، مؤكدا أنهم قبل الحادث بأيام تقدموا بالعديد من الشكاوى لتغطية البالوعة ولكن دون جدوى الى ان حدثت الكارثة وتسببت فى وفاة الطفل، وبعد ذلك اصبح الأهالى يخطرون المسئولين بالحى فى حالة وجود بالوعة غير مغطاة لعدم تكرار الكارثة.
ويؤكد احمد محمود الشافعي، ان ما يحدث يأتى نتيجة اهمال المسئولين وعدم متابعتهم للشوارع وما يشهده، فلابد من ابلاغ المسئولين فى حالة وجود أى مشكلة بالشوارع ولكن اهمالهم تسبب فى وجود ضحية جديدة وهو الطفل الذى توفى فى البالوعة.
 من جانبها قالت النائبة ثريا الشيخ عضو مجلس النواب عن دائرة حى شرق شبرا الخيمة، انها تقدمت بطلب احاطة لوزير التنمية المحلية بسبب تقاعس المحليات حيث لا يتحركون الا بعد وقوع كارثة، ولا يوجد اسبقية من المحليات للأصلاح، ونحن فى قرن الـ 21 ولايزال الاطفال يموتون فى بالوعات الصرف،  وذلك نتيجة التقصير فى عمل المحليات، وقلت « مش هندفن رءوسنا فى الرمال.. ودم الطفل مش هيروح هدر»، الطفل كان بيلعب بطيارة ورق وعندما رجع للخلف فسقط فى البالوعة وجثته انتقلت من خلال المواسير لمسافة 2 كيلو متر فلابد من السيطرة على تلك الكارثة مؤكدة انه يقوم الخارجون عن القانون بسرقة بالوعات الصرف لكونها مصنوعة من مادة الزهر، والتى من الممكن ان تباع بثمن لشراء مواد مخدرة للإدمان، مطالبة بتصنيع الأغطية من مادة اخرى زهيدة الثمن، وبالفعل تم تصميمها من الخرسانة والحديد بديلا للزهر.

ارتفاع الاسعار مشكلة

ومع ارتفاع سعر خامة الحديد المصنوع منها تلك اغطية بالوعات الصرف الصحى تشتهر محافظة الاسكندرية  بظاهرة سرقة هذه الاغطية مديرية أمن الإسكندرية سبق وأن ألقت القبض على تشكيل عصابى تخصص فى سرقة الأغطية لما يسببه من أذى للمارة خاصة الأطفال، إلا ان تلك  الظاهرة لم تختف.
يقول خميس محمد من الكيلو21غرب الإسكندرية ان منطقة العجمى والكيلو 21 وعلى الرغم من انتهاء مشروع الصرف الصحى الذى استمر سنوات طويلة إلا ان مواسير الصرف الصحى مسدودة باستمرار والبيارات ممتلئة بمياه الصرف الصحي، والبالوعات مفتوحة وتغرق  العديد من الشوارع دون اهتمام من المسئولين بشركة الصرف الصحى والمحافظة وكأن سكان غرب ليسوا من أهالى الاسكندرية.
ومن جانبه يؤكد محمد سلطان محافظ الإسكندرية  أن المحافظة وشركة الصرف الصحى تعملان على الخطة الموضوعة من أجل حل أزمة الصرف الصحى فى أنحاء الثغر، وأنه تم تشكيل لجنة من المحافظة لعمل حملات دورية على المناطق التى تحدث فيها انفجارات وطفح للبيارات مثل منطقة العجمى والعامرية وبرج العرب وشرق المحافظة لحل مشكلة الصرف الصحى، وتغطية البالوعات المكشوفة التى تتسبب فى موت بعض الأشخاص بسبب سرقة الأغطية بشكل متكررلافتا الى تنفيذ خطة لاستبدال جميع أغطية بالوعات الصرف الصحى بالشوارع من الغطاء الحالى المصنوع من مادة الزهر إلى غطاء آخر مصنوع من مادة بلاستيكية لا تمثل قيمة مالية عند بيعها بعد سرقتها، وتم  شراء أغطية بنحو 3 ملايين جنيه هذا العام كما يتم تدبير سائقين للعمل فى الورديات المختلفة فى حالات الطوارئ مثل انفجار المواسير وغرق مناطق بسبب الأمطار.

انتعاش السرقة

عادت من جديد فى تلك الأيام سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحى بالأقصر، بعد توقفها لشهر تقريبآ، وسجلت عدد الأغطية المسروقة بمحافظة الأقصر اقترب من 40 غطاءً شهريًا، ونحو 500 غطاءً خلال السنوات الأربع الماضية.
حيث يقوم عدد من الشباب بسرق الأغطية ويقومون بتخبئتها داخل كراتين ويضعونها على تروسكل ، ويتم تكسيرها وبيعها لتجار الخردة، ويباع الكيلو بعشرة جنيهات لتصل تكلفة الغطاء الواحد إلى 1000جنيه.
وأثارت تلك الظاهرة غضب الأهالى والتى تسببت فى تهديد المارة، خاصة الأطفال وكبار السن، إلى جانب طفح مياه الصرف الصحى بالشوارع نتيجة طبيعية لسرقة الأغطية.
من جانبة أكد المهندس علاء برعى مدير إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأرمنت، أنه تم اكتشاف العديد من حالات سرقة البالوعات بالمحافظة وإنه بمعاونة المواطنين تم حصر تلك الحالات وتم إتخاذ الازم للقضاء على تلك الظاهرة، مناشدا المواطنين بالتعاون للحفاظ على أغطية بالوعات الصرف من السرقة حرصا على حياتهم وحياة أبنائهم.
ويقول أبو النجا عرابى مدير إدارة الأقصر بشركة مياه الشرب والصرف الصحي، إن مبادرة الشركة نجحت فى قيام الأهالى واللصوص بترك عدد من أغطية البالوعات المسروقة بجوار مقر الإدارة، وقام رجال الإدارة بإعادتها لمواقعها فى شوارع المدينة.
ويقول وليد الإدفاوى مسئول إدارة التوعية بشركة مياه الشرب والصرف الصحي، أن المحافظة شهدت خلال الأيام الماضية عدد كبير من سرقات بالوعات الصرف الصحى ورصدت الكاميرات بالشوارع والمحال بالمحافظة اللصوص إلى أن فؤجئت الشركة بقيام اللصوص بإعادة عدد من أغطية البالوعات

فخ البالوعات المفتوحة

اما فى محافظة المنيا فظاهرة اختفاء وسرقة أغطية البالوعات ظهرت على الشارع المنياوى بشكل كبير وتسببت فى وقوع العديد من الحوادث ناهيك عن تعرض السيارات للسقوط فيها أيضا.
فالبعض يفاجأ ببالوعة مفتوحة أو وجود حجارة أو إطار سيارة  يقوم سكان المنطقة بوضعه لتحذير السيارات والمارة  ولكن تظل البالوعة المفتوحة فخا يتركه اللصوص للأطفال الذين لا يبالون ويسقطون بداخلها ويفقدون حياتهم.. الأرقام الرسمية من شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنيا تؤكد أن خسائر الشركة من سرقة أغطية البالوعات يصل إلى مليون جنيه فى ظل تكلفه شراء وتوفير بدائل أغطية خرسانية لحل المشكلة خاصة أن سعر الغطاء المصنوع من الزهر على الشركة يبلغ  600 جنيه.
المهندس إبراهيم خالد رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة المنيا أكد أن الشركة تعانى من انتشار ظاهرة سرق أغطية البالوعات ووصلت عدد الأغطية المسروقة التى تم الإبلاغ عنها بمراكز الشرط بالمحاضر الرسمية حتى الآن حوالى 1200 غطاء بالوعة على مستوى المحافظة  سعر الغطاء الواحد 600 جنيه على الشركة.