واحة الإبداع.. حلق عاليا

اللوحات للفنان: محمد خضر

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


 

حلق عاليا

كتبها أحمد الجيزاوى

أمى تريدنى أن أتزوج اليمامة لابنية، وأنا أحب اليمامة الداكنة. منذ خرجت من البيضة، وأنا أراقبها تطير وتتراقص من شرفة إلى شرفة ومن شباك إلى شباك، فقد كانت أكبر منى ببضعة أسابيع.
كان عشهم فوق جرس الكنيسة، وعشنا فوق المئذنة المقابلة، وكلما ارتفع صوت الأذان أو دق جرس الكنيسة نطير معا لنرقص على الصوت.
اصطحبتنى سرا فى رحلة طيران طويلة إلى شجرة العنب البعيدة، كانت تطعمنى العنب بمنقارها وأنا أختلس القبلات بين حبة عنب وأخرى، حيث كانت القبلات تفوق العنب فى حلاوته، وهناك عرفت الغناء لأول مرة.
وعاد كل منا إلى عش أمه بنشوة الحب الجديد.
فى اليوم الذى صوب الصياد بندقيته جرحنى جرحا سطحيا وخسرت بضع ريشات من جناحى، رغم ذلك كنت سعيدا يومها لأنى علمت بحبها عندما رأيتها تبكى من أجلى.
رفضت أمى أن أتزوجها دون إبداء السبب، يبدو أننا سنذهب لشجرة العنب ولا نعود.