السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قصة الإدارة في مصر !






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 11 - 12 - 2009



إن أكثر هموم الأمة التي نعاني منها، هي نتيجة سوء إدارة مرافق الحياة في بلادنا والفاحص لكل معاناة شعب مصر ، سوف يجد أن وراء كل مصيبة، سوء إدارة ولعل من المشاكل الحياتية التي تواجهنا بقسوة هذه الأيام، وتلح إلحاحًا شديدًا علي المصريين بل وعلي الزائرين لمصر، ولافتة للنظر ، وأيضاً دافعة للاندهاش الشديد هي ظاهرة القمامة في أنحاء المدن ، والأكثر تدهوراً في القري والمراكز البعيدة عن الأضواء الاعلامية ولعل في حديث لنقيب أو كبير المرشدين السياحيين ، حينما بادر وزملاؤه بالإعلان عن تخصيص يوم أو أسبوع لرفع القمامة من الطريق الذي يستخدمه السائحون في مصر (لزيارة آثار الأهرام وأبو الهول)، حيث تنتشر القمامة وتمتلئ (المصارف ) وترعة المنصورية ، بالمخلفات وبالبهائم النافقة ، وتتكدس القمامة والعشش العشوائية علي جانبي الطريق من جهة وعلي ضفة الترع من الجهة الأخري. وهذا الطريق هو الوحيد دون بديل، للذهاب إلي آثار الجيزة الشهيرة ، سواء أهرام الجيزة أو هرم سقارة وكأن هذه المنطقة لا تتبع جهة إدارية في مصر تسمي محافظة الجيزة أو محافظة 6 أكتوبر وكأن الإدارة في (غيبوبة) في هذه المناطق ولعل المرشدين السياحيين- بمبادرتهم قد "اختشوا" علي دمهم، بل انكسفوا حيث هم في المواجهة أمام تعليقات ضيوف مصر، وسائحيها، حينما يواجهون بأسئلة لا إجابة لها.
لماذا تتركوا بلادكم الجميلة بهذه الصورة القذرة، هكذا يكون السؤال والإجابة لا بديل عنها- لأننا قذرون !! لأننا مهملون!! لأننا للأسف الشديد ، نعيش في القمامة ولا نراها !! هل هناك إجابات أخري ، يمكننا أن نستبدلها بالإجابات القاسية التي أوردتها؟ ولكن المصيبة في الإدارة - إدارة هذا المرفق (جهاز النظافة أو جهاز محافظة أو جهاز بيئة) ، المهم أن هناك إدارة فاشلة ، يجب محاسبتها ويجب فصلها وبمعني أدق (طردها )من الخدمة ، هذا هو الإسلوب الناجح في رأيي لتقويم الأمور في حياتنا، لا يمكن أبداً أن نتراخي في شئون عامة، لأن الشأن العام، والتراخي في اتخاذ القرار الأمثل، يجعل من البلد كله، شيئًا (رخوًا) شيئًا مقززًا، شيئًا يدعوا "للقرف" ، يجب أن يتحرك السيد وزير الإدارة المحلية لكي يسائل المحافظ، ويجب علي رئيس مجلس الوزراء أن يتحرك ليسائل وزير الإدارة المحلية -ويجب علي الصحافة المصرية والإعلام أن تظهر هذا الفساد الإداري لصاحب القرار السياسي!! مادام المجلس الرقابي في الدولة لا يحاسب أحدًا!!