الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خيبة أردوغان.. الديكتاتور يسقط تحت أنياب ترامب

خيبة أردوغان.. الديكتاتور يسقط تحت أنياب ترامب
خيبة أردوغان.. الديكتاتور يسقط تحت أنياب ترامب




كتبت - خلود عدنان


بعد مرور ساعات من ذكرى تنصيبه رئيسا لتركيا، وبدلا من أن يحتفل مع أنصاره المخدوعين بهذا اليوم المشئوم، تلقى رجب طيب أردوغان صفعة أمريكية من العيار الثقيل، وقف أمامها عاريا مترنحا، ليس لديه حلول تمكنه من الوقوف فى وجه عاصفة العقوبات الأمريكية، فلطالما اقتصر برنامج عمله على الأحلام والأوهام التى تنأى أكثر فأكثر عن الواقع، لذلك لم تحصد دولته نتائج ملموسة إثر السياسات التى تتبعها سوى الخيبات والمزيد من العزلة.
«صفعة أمريكية توقظ أردوغان من أوهام السلطنة»
أردوغان الذى طالما خدم مصالح البيت الأبيض كواحد من صبية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ووجد فى ذلك طاقة الفرج، لتحقيق احلام السلطنة العثمانية والخلافة الإسلامية، لكن النكسات التى أصابت تركيا على مستوى المنطقة أجبرته على تذكر حجمه، الذى تضاءل بمجرد فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على تركيا، تقضى بمضاعفة التعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم (التركيين) مع الأخذ فى الاعتبار عملتهم الوطنية الليرة، التى انخفضت سريعا مقابل الدولار.. الألومنيوم سيكون 20% والصلب 50%». تلك العقوبات الجديدة أطاحت بوعود أردوغان بزيادة قيمة عملة بلاده المحلية بعد انتخابه مجددا رئيسا للبلاد، حيث تسارع تدهور الليرة التركية مسجلة هبوطا حادا بنسبة 16,4% فى يوم واحد مقابل الدولار وتم التداول بها بمستوى 6,4 ليرات.
«الأزمة التركية .. الأسباب والحلول»
الوضع الاقتصادى المتردى فى تركيا يعود لعدة اسباب يطلعنا عليها الخبير الاقتصادى إبراهيم مصطفى، الذى قال أن سياسات أردوغان الداخلية والخارجية-  منذ محاولة الانقلاب فى ٢٠١٦ ترتب عليها انخفاض الاستثمار الأجنبى المباشر وتاثر قطاع السياحة وانخفاض جميع موشرات الاقتصاد الكلى من معدلات نمو وارتفاع التضخم نتيجة انخفاض قيمة الليرة بنسبة كبيرة على مدار السنوات الماضية فكان سعر صرف الدولار يشترى 1.6 ليرة تركية فى يناير 2011 واليوم 10 أغسطس 2018  يشترى 5.55 ليرة بانخفاض 71% فى قيمة الليرة، خلال سبع سنوات.
وأضاف مصطفى فى تصريح خاص لـ«روزاليوسف» أن السندات الدولارية التى أصدرتها تركيا العام الماضى بـ8% فائدة تباع اليوم فى الأسواق العالمية الدولار بـ75 سنت أى أن مشتريها خسر 17% من أمواله، وبالطبع لا أحد سيقبل مجددا على شراء سندات دولارية تركية إلا بفائدة أكثر تكلفة على الاقتصاد التركى الذى سيضطر لرقع سعر القائدة على السندات و تأمين عدم سداد مرتفع تدفعه تركيا لدى شركات ضمان قروض.. هذا إذا تم شراء أية سندات على الإطلاق فى خضم أزمة مرشحة للتفاقم.
حلول لن يلجأ إليها أردوغان بسبب ديكتاتوريته.. ذكر مصطفى أيضا أن العملة التركية ستواصل السقوط مالم يحل أردوغان مشاكله ونزاعه مع الولايات المتحدة بشأن تسليم القس الأمريكى المحتجز وأن يتعهد علنا باستقلال البنك المركزى ورفع يده عن السياسة النقدية، والتخلى عن سياسة التدخل فى شئون الدول المجاورة.
«قطر.. صديقة اليوم الأسود»
كما فشل مع الإيرانيين من قبل، يتجدد فشل تميم بن حمد أمير قطر  فى إنقاذ حليفه أردوغان الذى وصفه من قبل بـ«صديق اليوم الأسود» من الأزمة الاقتصادية الضخمة التى يعانى منها، عبر تمويل قطرى لأنقرة، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تدخلت لوقف هذا التمويل، حيث منعت تنظيم الحمدين من تحويل  أكثر من 2 مليار دولار إلى تركيا دعما لليرة التركية.
تحت عنوان «الليرة التركية تتعافى وتدفقات الأجانب تتضاعف» واصلت قناة «الجزيرة» أكاذيبها بأن الليرة قلصت من خسائرها، بعد وصول أنقرة وواشنطن إلى إتفاق يهدف لمواصلة المحادثات الدبلوماسية ناسبة ذلك إلى مصادر إعلامية، ولكن خرجت تغريدة ترامب التى أعلن فيها عقوباته على أنقرة لتفسد مخطط قناة دويلة الإرهاب فى تجميل النظام التركى الهش.
أردوغان وروحانى.. «تحالف المتعوس وخائب الرجاء»
هذا ما أصبح عليه حال التحالف التركى الإيرانى.. كلاهما وقع فى فخ العقوبات الأمريكية، فكانت محاولة أردوغان إنقاذ الاقتصاد الإيرانى هى السبب فى تعرض أنقرة لعقوبات جديدة، فغداة زيارة رئيس مكتب الرئيس الإيرانى حسن روحانى «محمود واعظى» إلى أنقرة لبحث التنسيق مع تركيا فى الهروب من العقوبات الامريكية المفروضة على البلدين، أصدر ترامب قراره بجلد تركيا بمضاعفة رسوم الصلب والألمونيوم على تركيا.
بدوره، وزير الخارجية التركى «مولود جاويش أوغلو» كرر مجددا تحديه للحظر الامريكى ضد ايران، وقال: «اعلنا صراحة أن تركيا لن تلتزم بتنفيذ الحظر الأحادى الأخير ضد إيران، ونعتقد بضرورة حل القضايا عبر الطريق الدبلوماسى». وأشار إلى قرب انعقاد اجتماعات اللجان المشتركة بين البلدين بعد تشكيل الحكومة التركية الجديدة، لافتا إلى رغبة رجال الأعمال الأتراك فى التجارة والاستثمار فى إيران، وهو ما قد ينم عنه تشكيل تحالفات اقتصادية لمواجهة عقوبات ترامب.