الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قناطر أسيوط الجديدة

قناطر أسيوط الجديدة
قناطر أسيوط الجديدة




كتبت - ولاء حسين

افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الأحد مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية التى تشهد على براعة أبناء مدرسة الرى المصرية من مهندسين وفنيين وخبراء، ويجسد صدق العزيمة وقوة الإرادة والإصرار لدى أبناء المحروسة على مواجهة التحديات وصناعة المعجزات من أجل خروج هذا المشروع القومى العملاق إلى النور.. والذى يعد أحد أهم المشروعات التى ترسخ لدخول مصر عصر التنمية النظيفة، والاعتماد على إنتاج الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الحرارية اتفاقا مع النهج العالمى فى مواجهة آثار التغيرات المناخية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى.
ويأتى اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بهذا المشروع الضخم تتويجاَ لاهتمام الدولة الخاص بتنمية محافظات الصعيد وإقامة المشروعات التى تخدم الزراعة والرى لتحقيق التنمية المستدامة بها، كما يأتى المشروع كثمرة لجهود الشعب المصرى فى جميع أنحاء البلاد، وإصراره على النهوض بمصر وحمايته والانتقال بها إلى مستقبل أفضل، حيث يسهم هذا المشروع العملاق فى تحسين رى وزراعة مليون وستمائة وخمسين ألف فدان، فضلا عن توليد طاقة كهربائية نظيفة بقدرة 32 ميجاوات من خلال أربعة توربينات وبما يوفر قرابة الـ 15 مليون دولار سنوياً حال إنتاج نفس الكمية باستخدام الوقود الأحفورى التقليدى، وهو ما يدعم توجهات الدولة باتجاه زيادة نسبة إنتاج الطاقة النظيفة.
وأكدت وزارة الموارد المائية والرى فى بيان لها بمناسبة انطلاق المشروع أمس أن قناطر أسيوط الجديدة بمثابة هدية لشعب مصر الكريم فى عهد الرئيس السيسى، كما تعتبر نقطة تحول فى تاريخ إنشاء وتنفيذ المنشآت المائية الكبرى على مجرى النيل الرئيسى, حيث استمر العمل فى تنفيذ أكبر مشروع مائى مقاوم للزلازل على نهر النيل فى مصر بعد السد العالى ومن أعظم المشروعات القومية التى نفذتها الدولة على مدى 6سنوات من العمل المتواصل وملحمة من الصمود والتحدى، وتكاليف تجاوزت 6٫5 مليار جنيه، كما شهد هذا المشروع الكبير حزمة من مراحل الإنجاز والعمل الشاق، تكاملت فيه أعمال المهندسين والعمال مع رسومات الفنانين التشكيليين لتسجيل وقائع المشروع، حيث تسابقت أيادى العمال المصريين لتبنى هذا الصرح العملاق والذى سيكون له مردود كبير خاصة فى قطاعى الرى والكهرباء بتلك المحافظات.
ومن جانبه قال د. محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى: إن مكاسب هذا المشروع القومى العملاق تخطت من مجرد تحسين عملية الرى ودعم التنمية المستدامة بصعيد مصر، وحيث ساهم أيضا فى إكساب جيل كبير من الشباب المهارات والخبرات التى أهلتهم لسوق العمل بما يتواكب مع احتياجات المشروعات الكبرى، حيث شهد المشروع رفع كفاءة وخبرة ومهارات آلاف العاملين به وأصبحوا على دراية بأدق التفاصيل، أيضا أثمر المشروع عن إعادة تأهيل جزيرة بنى مر برفع منسوبها لأعلى منسوب للمياه خلف القناطر الجديدة ليتمكن المزارعون من زراعتها طوال العام بعد أن كان يتم زراعتها لموسم واحد وتغمرها المياه باقى العام.
وأوضح الوزير أن المردود من تنفيذ مشروعات الوزارة، يتمثل فى حماية البلاد من أخطار الفيضانات وموجات الجفاف، فضلا عن توليد كهرباء نظيفة، والحفاظ على الملاحة النهرية، وزيادة قدرة حركة النقل النهرى والنقل البرى، وتنشيط حركة السياحة.,وهو ما يعبر عنه مشروع قناطر أسيوط الجديدة.
وأضاف وزير الموارد المائية والرى أن المشروع بمثابة نقلة حضارية فى الصعيد المصرى حيث إن من مكتسبات مشروع قناطر أسيوط الجديدة تيسير حركة الملاحة النهرية، حيث تم إنشاء هويسين ملاحيين من الدرجة الأولى بأبعاد 17م عرضًا و170 م طولًا بما يسمح بمرور وحدتين ملاحيتين فى ذات التوقيت فى زمن عبور قياسى يقدر بـ 11 دقيقة وبما يتزامن مع خطة الدولة الرامية لتطوير النقل النهرى ضمن المشروع الذى تقوده الدولة لخلق ممر ملاحى يربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط يكون بمثابة ممر تنموى لدول حوض النيل وبالأخص التى تفتقد الى منافذ بحرية منها, مما يعد نقلة حضارية واقتصادية واجتماعية لتلك الدول.
أضاف الوزير يسهم المشروع فى إنشاء 4 مراسى للسفن لوضع المحافظة على خريطة السياحة النيلية بما يسمح للسياح بالتوقف والتجوال داخل معالم محافظة أسيوط الأثرية وهو ما لم يحدث من قبل، وسيسهم فى رواج البرامج السياحية خاصة أن أسيوط تضم بين جنباتها جميع الآثار من الفرعونية والمسيحية والإسلامية. لافتا إلى أنه يعتبر المشروع بمثابة نقلة حضارية فى الصعيد تم فيه حفر وردم نحو 6 ملايين متر مكعب من الرمال وبلغت فيه أعمال الأحجار لنحو 360 ألف متر مكعب.
وأضاف «عبد العاطي» فى كلمته خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشروع قناطر أسيوط الجديدة، من أهم مشروعات الوزارة التى ساهمت فى دعم البنية الأساسية لمشروعات التوسع الزراعى الرأسي، وخلق مساحات على جسور الترع لإقامة مشاتل، واستخدام الطاقة الشمسية لتشغيل الآبار، والحفاظ على الشكل الجمالى لمجرى النهر والكورنيش لافتًا إلى، أن أعمال حماية وتطوير السواحل والشواطئ المصرية بلغت 500 مليون جنيه..
وأكد وزير الرى أنه يعتبر مشروع قناطر أسيوط الجديدة، أحد أهم الإنجازات المائية التى شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة، على ضفاف نهر النيل بعد السد العالى، ويعد بمثابة ملحمة وطنية ونقلة حضارية على طريق التنمية المستدامة لكل محافظات الصعيد.
لافتًا الى أنه يمثل المشروع اهتمام الدولة بتنمية الصعيد بإقامة مشروعات عملاقة تخدم محافظات الصعيد، باعتباره أحد المشروعات العملاقة، والذى يخدم أكثر من 18 مليون نسمة على مستوى 5 محافظات بإقليم مصر الوسطى وتمتد ثماره إلى مليون و650 ألف فدان فى خمس محافظات هى «الجيزة- الفيوم- بنى سويف- المنيا- أسيوط»، بنسبة 20% من مساحة الأرض المزروعة فى مصر, حيث يتم تحسين حالة الرى بها.  
وأشادت لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب المصرى بمشروع قناطر أسيوط الحديدة، حيث أكد النائب محمد رشوان عضو اللجنة لـ «روزاليوسف» أن المشروع يبرز جهود الدولة المصرية فى مواجهة مخاطر التغيرات المناخية ويساهم فى تقليل استخدام الوقود الأحفورى فى مصر، والاتجاه للاعتماد على الطاقة النظيفة.
ويأتى افتتاح مشروع قناطر أسيوط الجديدة بالتزامن مع جهود الحكومة المصرية المبذولة والإجراءات التى اتخذتها وزارة الكهرباء والطاقة بمصر فى مجال تأمين التغذية الكهربائية وتقليل الانبعاثات من خلال زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة لوضع استراتيجية للمزيج الأمثل فنياً واقتصادياً للطاقة فى مصر حتى عام 2035 والتى تتضمن تعظيم مشاركة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة لتصل نسبتها إلى ما يزيد على 37% بحلول عام 2035، كما يتضمن مزيج الطاقة أيضاً كل أنواع مصادر الطاقة (متجددة، نووى، الفحم النظيف، غاز) حيث اتخذ القطاع الكهربائى العديد من الخطوات المهمة للتوسع فى مشروعات الطاقة المتجددة من رياح وشمس.، وأيضا بالتزامن مع إنجاز مصر بتوقيع عدد من الاتفاقيات لإنشاء مزرعة بنبان للطاقة الشمسية، والتى تهدف إلى تحسين الخدمات الأساسية للمواطنين، وهى المحطات التى بمجرد استكمالها ستكون أكبر محطة شمسية فى العالم، ستزود مصر بالطاقة النظيفة والمتجددة وتساهم فى توفير الطاقة فى المنطقة.، ومن المتوقع أن تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى نسبة 42% حتى عام 2035.
واستمع الرئيس «السيسى» أمس لشرح مفصل عن أهم مكونات المشروع التى تتضمن بعد الهويس،المفيضان الغربى والشرقى وبواباتهما الثمانى وتعمل على التحكم فى تنظيم المياه ومناسيبها ويصل وزن البوابة الواحدة لنحو 80 طنًا بعرض 17مترًافى 9 أمتار والمفيض مكون من 3 فتحات عرض الفتحة 17 مترًا وكلها منشآت خرسانية بالدرجة الأولى تم فيها صب نحو 425 ألف متر مكعب من الخرسانة المسلحة ونحو 60 ألف طن حديد تسليح قام بها نحو 3000 مهندس وفنى وعامل على مدى 6 سنوات واصلوا فيها الليل بالنهار لإنجاز المشروع...كما يضم المشروع الكوبرى العلوى الذى ربط بين شرق النيل فى مدينة الفتح وغربه بمدينة أسيوط فى اتجاهين بعرض 20 مترًا وحمولة 70 طنًا والذى أحدث سيولة مرورية كبيرة، كذلك السد الغالق وهو سد ترابى مسطح على مساحة 30 فدانًا غرب المشروع بجوار منطقة الوليدية وفيه مخرج الكوبرى ومنطقة خضراء تقدر بنحو 25 فدانًا من مكتسبات المشروع تعد كمتنزه ومتنفس للمنطقة بأكملها، وهناك بعض المبانى الخدمية منها مبنى إدارى للعاملين يضم إدارتين الأولى تابعة لوزارة الرى والثانية تابعة لوزارة الكهرباء باعتبارهما الجهتين المالكتين للمشروع، وهناك مبنى للإطفاء ومسجد لخدمة العاملين.وهناك مبنى محطة طلمبات فى البر الغربى.
ووفقا للفيلم التسجيلى الذى انتجته وزارة الموارد المائية والرى عن قناطر أسيوط الجديدة فإن المشروع احتاج لأكثر من 3000 عامل على مدى 5 سنوات، و300 فرصة عمل دائمة بعد اكتمال المشروع والتكلفة وصلت إلى 6.5 مليار جنيه، وتم حفر أكثر من مليونى متر مكعب، فضلا عن تركيب ألواح الحماية وكميات عملاقة من الأحجار تذكر الجميع بالجهد الوطنى الجبار الذى بذله المصريون لبناء صرح عملاق آخر على نهر النيل قبل عقود وهو السد العالى فى أسوان، إضافة إلى أنها تساهم فى توليد 32 ميجاوات من الكهرباء النظيفة قيمتها السنوية 100 مليون جنيه، فضلًا عن إنشاء كوبرى علوى بحمولة 70 طنًا، وبعرض 4 حارات مرورية يربط شرق وغرب النيل، بجانب إنشاء هويسين ملاحيين من الدرجة الأولى؛ لخدمة أغراض الملاحة النهرية.، وتطوير الملاحة وتسهيل الحركة المرورية بين غرب وشرق النيل.
وتتكون قناطر أسيوط الجديدة من 8 بوابات قطرية عرض الواحدة 17 مترًا وبطول 160 مترًا، ما يعنى أنها جميعًا تُمثل سدًا عملاقًا على النيل، إضافة إلى محطة جديدة لتوليد الكهرباء بقدرة 32 ميجاوات، ورغم أنها سعة قليلة فى مجال توليد الكهرباء إلا أنها ستساهم بجزء فى دعم البنية التحتية لمصر من الكهرباء.
ويضم المشروع غرفة التحكم بأعلى موقع بالمبنى الإدارى المطل على المشروع وتم ربطها بالبوابات مما يتيح لها فتح وغلق البوابات إلكترونيًا كما تتحكم فى رصد حركة المياه فى الهويسين ومناسيب المياه خارج وداخل الهويس ورفع المياه وخفضها لعبور السفن وإتمام دورة التفريغ والعبور وضبط مناسيب المياه لبوابات المفيضين الغربى والشرقى ومتابعة حركة الملاحة، وكذلك عمليات المراقبة والتدخل الفورى عند أى طارئ.
ويعد مشروع قناطر أسيوط الجديدة تجسيداً للاستراتيجية التى أعلنتها وزارة الموارد المائية والرى لإدارة وتنمية الموارد المائية (4ت) وتحديداً المحور المعنى بترشيد استخدامات المياه.كما أن المشروع يعد من أهم مخرجات المخطط الاستراتيجى للوزارة حتى عام 2050 لإحلال أو تدعيم المنشآت الهيدروليكية الرئيسية على النيل والرياحات والترع الرئيسية والذى يهدف الى وضع خطة ديناميكية للتعامل مع المنشآت سواء بالصيانة أو الإحلال بعيداً عن تعدد الرؤى واختلاف التوجهات.