الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دراسة بالافتاء تحذر من توسع داعش من خلال المساجد الليبية

دراسة بالافتاء تحذر من توسع داعش من خلال المساجد الليبية
دراسة بالافتاء تحذر من توسع داعش من خلال المساجد الليبية




حذرت دراسة بمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة بدار الإفتاء المصرية  من أن مساجد ليبيا أضحت رهينة لدى تنظيم داعش لتتحول بدورها إلى أهم مورد تجنيدى للتنظيم فى ليبيا، وفى تقرير جديد بعنوان كيف استغل داعش المساجد فى ليبيا؟» صدر اليوم أوضح المرصد كيف وظَّف التنظيم المساجد الليبية فى عملية التجنيد، فى مسعى منه للحصول على مزيد من المنتمين له خاصة داخل المدن الليبية التى خضعت تحت سيطرته، من أجل التمدد والتوسع بعد الخسائر التى تلقاها فى سوريا والعراق.
 وأكدت الدراسة أنه منذ عمَّت الفوضى ليبيا واستحكمت سيطرة الجماعات المتطرفة على مناطق عدة هناك؛ شهد الكثير من المساجد عدة تغيرات سببها السيطرة التى خضعت لها من قِبل هذه الجماعات، ومن ذلك السيطرة على عقول الشباب عبر الخطب والدروس التى تقدم فى المساجد، موضحة أن قيام العوام بالخلط ما بين العامل والإمام الهاوى والإمام الكفء كان من أسباب تمدد أفكار تنظيم داعش عبر المساجد.
  وأشارت الدراسة إلى أن التنظيم عندما دخل إلى ليبيا عمل على التسهيلات التى قدمها له مناصروه للاستعانة بهم فى عملية تجنيد الشباب عبر المساجد خاصة فى مدينة درنة، حيث تعد درنة المعقل التاريخى لكافة الجماعات المتطرفة، وكانت تعتمد عليهم ليس فقط لتجنيد الشباب بهدف التمدد فى ليبيا بل لإرسالهم إلى سوريا، مشيرة إلى أن التنظيم كان قد عمل على استغلال الشباب أصحاب الوعى الفكرى الضعيف والمترددين على المساجد حيث عمل التنظيم على استهداف المواطنين البسطاء فى المدن الليبية عبر المساجد والزوايا والخلوات، وأصبحت منابر لتجنيد الأطفال والشباب والتدريب على العمليات القتالية وطرق الذبح وغيرها.
وذكرت الدراسة أن التنظيم استعان بالعناصر التى تم تجنيدها فى المساجد للقيام بالعمليات الانتحارية ضد أهداف محددة، موضحةً أن تفجير المرفأ النفطى الذى وقع فى عام 2016 بالعاصمة طرابلس، تم من خلال أحد المراهقين الذين تم تجنيدهم داخل إحدى المساجد، وبينت الدراسة أن تنظيم داعش عندما سيطر على المدن الليبية قام بتوزيع المنشورات على الأهالى المترددين على المساجد التى تروج له ولأفكاره، مشيرة إلى أن التنظيم استخدم المساجد ليس فقط فى الدعاية والترويج لأفكاره بل فى عمليات القتل والاغتيالات والتعذيب ضد معارضيه.
ورصدت الدراسة شهادات لأشخاص حول استغلال تنظيم داعش للمساجد فى المدن الليبية، حيث أفصحت إحدى الليبيات عن تجربة أبنائها مع التنظيم عبر أحد المساجد هناك، فقد تعرض ابنها إلى محاولة التجنيد من قِبل تنظيم داعش عبر المسجد والخطب والدروس التى أقامها نظام الحسبة، وذلك بعد أن قامت السيدة بإرسال أبنائها إلى المسجد من أجل حفظ القرآن الكريم خشية الانحراف والأمية، خصوصًا بعد توقف الدراسة فى مدينة درنة بسبب تردى الأوضاع الأمنية، إلا أن الأمر انتهى بانضمام أبنائها إلى التنظيم.
كما أوضحت الدراسة أن التنظيم عمل على تجنيد بعض أئمة المساجد الخاضعة لسيطرته، حيث كشفت قوات الأمن عن إلقائها القبضَ على أحد الأئمة التابعين للتنظيم فى طرابلس بعد أن وردت معلومات تؤكد على قيامه بتجنيد عدد من الشباب للقتال لصالح داعش أثناء الخطب والدروس الدينية التى يقدمها لهم.
وقدمت الدراسة بعض المقترحات التى تحد من سيطرة داعش على المساجد حتى يتم حرمانه من أحد أهم أدواته فى التجنيد، إضافةً إلى ضرورة تكثيف برامج الدعوة والإرشاد لتوجيه الناس وتقوية الوازع الدينى لديهم مع تكثيف المحاضرات والندوات التى تتحدث عن المفاهيم المغلوطة التى تحاول الجماعات المتطرفة نشرها، مع ضرورة أن تخضع المساجد للإشراف التام من قِبل الحكومة الليبية.