الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. الحب والوفاء

واحة الإبداع.. الحب والوفاء
واحة الإبداع.. الحب والوفاء





يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 550 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

اللوحات للفنانة: فاتن النواوى


 

الحب والوفاء 

كتبتها – سميحة خضر الروبى


زوجان متحابان جمعهما العشق فى بيتهما الأمان، ظلا معًا يواجهان الزمان سويًا متشابكى الأيدى، يحتضن الوفاء الحب يوميًا ليطمئنه أن لا شىء فى الدنيا قادر على أن يفرقهما، ويعطى الحب كل الشوق واللهفة للوفاء ليثبت له يوميًا أنه لا حب بدون وفاء.
وظلا هكذا يكبر بيتهما الأمان يومًا بعد يوم حتى تسلل فى يوم مشئوم شبح الخيانة مستترًا إلى بيتهما الأمان واختبأ فى الزوايا وبدأ رحلة مطاردته اللعينة للحب والوفاء بكل السبل يظهر لهما تارة لكل على حدة كشبح ويوسوس لهما تارة أخرى كشيطان.
بدأ يشعر الحب بابتعاد الوفاء عنه رويدًا رويدًا فبدأ يطارده عله يعود أدراجه إلى عشقهما، ولكن كان الوفاء ضعيفاُ أمام شبح الخيانة اللعين....
ظل الرعب يطارده أياماً وشهور والحب عاجز لا حيلة له إلا أن يعطى أكثر ظنًا منه أن العشق وحده قادر على إعادة الوفاء إلى قلب الأمان مرة أخرى.
و لكن ظل الوفاء على حاله يذبل يومًا تلو الآخر وهواجس شبح الخيانة تسيطر عليه وتطارده وتدمره، حتى جاء يوم ملعون وتمكن شبح الخيانة تمامًا من عقل وقلب الوفاء، فخرج مسرعًا يترنح من بيتهما الأمان، خرج تائهًا فى طرق الزمان دون أن ينظر خلفه على عشيقه الحب.
خرج الوفاء ولم يعد والحب ينهار من غياب الوفاء. بحث عنه كثيرًا ولم يستدل عليه والشبح الملعون يطلق ضحكاته عاليًا معلنًا انتصاره واستحواذه على بيتهما الأمان.
ثم فى يوم حزين قرر الحب بعد ما أصابه من إعياء جراء حزنه على الوفاء أن يحارب شبح الخيانة الملعون انتقامًا منه على تدمير حياته، فوقف أمامه معلنًا الحرب ولكن للأسف كان الحب ضعيفاً هزيلاً جداً دون شريكه الوفاء، وكان شبح الخيانة قاتل محترف ما لبث إلا أن طعن الحب فى مقتل وأرداه قتيلًا.
لفظ الحب أنفاِسه الأخيرة وانتصرت الخيانة وقبل أن تغمض عينا الحب للأبد ترك رسالة للوفاء محتواها: ستعود أيها الوفاء يوماً لتبحث عنى  وستفجع لموتى وقد يصيبك الجنون، ولكن لتعلم أننى حاربت من أجلك وصمدت حتى أخر أنفاسى فى انتظار عودتك.
رحل الحب للأبد وأطلق شبح الخيانة ضحكة أخيرة فى بيتهما الأمان ارتجت لها أعمدة المعبد، معبد الحب والوفاء وتحطم الأمان إلى الأبد.