الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ياسر منجى يدير حوار «ست البنات» وأبطال الشعوب بقاعة الفنون




مع اقتراب الذكرى الثانية من ثورة «25 يناير»، أعاد الفنان والناقد التشكيلى الدكتور ياسر منجى إلى أذهاننا فى معرضه الجديد «برافو .. اضطراب ما بعد الصدمة»، الذى أقامه بقاعة العرض بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، ما حدث لـ»ست البنات» المتظاهرة المنقبة التى تم تعريتها فى أحداث مجلس الوزراء بديسمبر 2011، وهو ما أثار المصريين وقتها لأنها كانت السابقة الأولى من نوعها.
 
إنما منجى لم يستخدم الصورة الصحفية المستهلكة إعلاميا لـ «ست البنات» وهى عارية تحت بيادات الأمن المركزى لكنه وبلغة «الفن المفاهيمى» أخرج «ست البنات» أو Blue bra girl كما اصطلح على تسميتها عالميا من سياقها المعتاد، ليضعها فى سياقات أخرى جديدة، ليعلى من قيمتها الإنسانية ويخلق منها أيقونة لمفهوم مغاير، وهو مفهوم البطل الشعبي، فسنجد «ست البنات» متكررة بشكل كامل أومستخدما اللون الأزرق الذى ميز «حمالة الصدر» الذى كان محور اللقطة الصحفية المعروفة والمتداولة إعلاميا فى 20 عملا مطبوعا لا يرتكز على تقنيات معقدة، بل إن هذه الأعمال تتشارك جميعا لتكوين جملة مفيدة تخدم فكرة واحدة دون الخوض فى استعراض العضلات التقنية.
 
 

 
أول الأعمال التى تقابلنا اللقطة السينمائية لوجه «ويليام والاس» البطل الشعبى فى تاريخ العصور الوسطى بأيرلندا، وهو مغطى باللون الأزرق والأبيض، مرة أخرى يتكرر اللون الأزرق فى لقطة للسيدة أم كلثوم، وهى تغنى رافعة يديها ويتدلى من يدها اليسرى منديلها الشهير الذى أكسبه منجى اللون الأزرق وكذلك الوردة التى تزين فستانها، كذلك استخدم اللون الأزرق فى تلوين نظارة المفكر وعميد الأدب العربى د.طه حسين وتلوين شفاه «ذات الجدايل» للفنان محمود سعيد أيضا العلامة المميزة لسوبرمان وهو يفتح قميصه كاشفا عنها فى استعراض لقوته الخارقة.
 
استخدم منجى أيضا اللون الأزرق فى تغيير لون قميص «الراهبة» اللوحة الشهيرة للرائد التشكيلى أحمد صبرى مستخدما مصفوفة إليكترونية من الحاسب الآلى كما لون كوفية الفنان محمود المليجى فى لقطته الشهيرة من فيلم «الأرض»، من استعراض بعض الأعمال التى استغل فيها منجى اللون الأزرق نجده قد اختار بعناية مجموعة من أيقونات شعبية عالمية ومحلية أثرت فى الإنسانية وفى مجتمعاتها حفرت فى ذاكرة ووجدان الشعوب قيمة إنسانية كبيرة لن تمحى، ليجعل من «ست البنات» رمزا شعبيا جديدا لا يقل عنهم.
 
فى استعراض اللوحات التى أدخل فيها منجى موتيفة «ست البنات» نجده اختارها أيضا بعناية ودقة من لوحات تاريخ الفن العالمى لنرى هذه اللوحات مرة أخرى وبشكل جديد فهى إعادة إنتاج للعمل إنما فى سياق جديد مثل لوحة «الحرية تقود الشعب» لديلاكروا، ليربط بينها وبين الضحايا المستلقية على الأرض، فى ارتباط عقلى ما بينها وبين المرأة التى تستصرخ الشعب للدفاع عن حريته وهى عارية الصدر، كذكلك الحال مع لوحة جويا الشهيرة «3 مايو» لتستلقى وسط القتلى رميا برصاص البوليس الإسبانى من الشعب الكادح، كذلك الحال فى لوحة «اختطاف السابينات» لنيقولا بوسان.
 
فى سياق آخر استخدم منجى أيقونة «ست البنات» ولونها الأزرق فى لوحات استهلاكية مثل: اللقطة الشهيرة لمارلين مونرو بفستانها الطائر، وصورة لشخصيات «السنافر» الشهيرة، وإعلان «ياهو»، أيضا فى الصورة التوضيحية لنظرية داروين عن تطور الإنسان.
 
عرض منجى فى الافتتاح فيلما قصيرا مدته 7 دقائق يقدم بشكل ساخر قضية «ست البنات»، والتناول الساذج لها شعبيا،