الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حدوتة × صندوق الورنيش

حدوتة × صندوق الورنيش
حدوتة × صندوق الورنيش




الفلاح عبدالناصر يراقب «السادات»

 

أسرار ومغامرات وحواديت عن رؤساء ووزراء وساسة أثروا تاريخ مصر والبرلمان المصرى، تجدها مدفونة فى صندوق ورنيش قديم  داخل مجلس النواب.. فقط عليك أن تفتحه لتدخل عالم من حكايات، ولا حكايات ألف ليلة وليلة.. ولكن عليك أولا معرفة كلمة السر، والتى هى عبارة عن ابتسامة صادقة من القلب فى عيون حارس الصندوق.. «عم رفعت» ماسح أحذية البرلمان.
يجلب من صندوقه الخشبى القديم علبة «ورنيش» يفتحه ويبدأ فى مهامه بتلميع حذاء باهظ الثمن لأحد النواب.. ثم يرفع عينيه قائلًا فى حواره لـ«روزاليوسف»: «الريس جمال عبدالناصر.. كان يحب الشعب قوى ..صورته بجلابية الفلاح على باب مجلس الشعب تقريبًا أواخر الستينيات، لا يمكن أنساها».
ويروى «عم رفعت» أن الرئيس جمال عبدالناصر  جاء متخفيا فى جلباب فلاح وحده لا أحد بصحبته، ودون حراسة ليراقب صديقه أنور السادات أثناء مناقشة تعديلات على قانون الإصلاح الزراعى بمجلس الشعب المصرى، ويقول «عم رفعت» وقف فلاح  بشال أبيض متلحف بيه وكأنه جاى من سفر بعيد، وكنت معدى من قدام البوابة سمعته بيطلب من الشاويش يدخل يستمع لجلسة المجلس لمناقشة قانون الإصلاح الزراعى.. عرفته من عينيه فاتسمرت مكانى». ووفقا لـ«عم رفعت» كان الرئيس عبدالناصر جاء الى مجلس الشعب فى سيارة صغيرة تركها أمام مبنى وزارة الصحة المواجه للباب الخلفى للبرلمان، وقد استمع لجزء من جلسة ساخنة عبر سماعات فى مكتبه تبث له جلسات  مجلس الشعب حينها برئاسة الراحل أنور السادات حول قانون الإصلاح الزراعى، فجاء متخفيا فى زى فلاح للبرلمان. ويستكمل عم رفعت حكايته مع الرئيس الراحل «ناصر» مؤكدًا أنه اندفع الى باب المجلس وهمس فى أذن الشويش «افتح للريس»، إلا أن الأخير وقف فى حالة من الذهول ,فاندفع «ماسح الأحذية» وفتح الباب للرئيس، وبخطوات سريعة صعدا معا الى شرفات كبار الزوار، وجلس ناصر يراقب المناقشات الساخنة حول تعديلات بقانون الإصلاح الزراعى نصف ساعة كاملة دون أن يشعر به أحد.
ويشرح «عم رفعت» الأزمة التى كانت قد نشبت حينها حول قانون الإصلاح الزراعى ببساطة قائلًا «المعارضة كانت على خلاف مع وزير الزراعة اللى هو الحكومة، كان رأيه أن توزيع الأراضى على صغار المزارعين بيعمل  صعوبة فى توريد المحاصيل للحكومة».
ويسرد عم رفعت كيف وجد صعوبة فى إقناع المسئول عن الإذاعة الداخلية فى منحه «ميكروفون»، واضطر أن يقسم له أنه «الريس»، وما أن وصل إلى «عبدالناصر» حتى أخذ الميكرفون ليفاجئ الجميع بصوته قائلا «ما تكلفتش الكلام يا سادات»، مسجلا اعتراضه على قطع السادات كلمة أحد النواب لصالح وزير الزراعة، ومبديا انحيازه للنواب فى معركتهم مع الحكومة».
انتهت الحدوتة بعاصفة تصفيق بالبرلمان امتدت لربع ساعة ,بينما غادر عبد الناصر من حيث أتى، واستكمل السادات جلسته.