الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. «عُصفورتى الثكلى»

واحة الإبداع.. «عُصفورتى الثكلى»
واحة الإبداع.. «عُصفورتى الثكلى»




اللوحات للفنان: شعبان الحسيني

■ فنان متفرغ من مواليد الشرقية عام 1971م
■ حاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة - قسم جرافيك - جامعة حلوان 1995م
■ عضو نقابة الفنانين التشكيليين
■ عضـو أتيليه القاهرة
■ عمل فى مجال الرسوم المتحركة كما عمل فى مجال التصمـم الداخلى
■ شارك فى العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية.

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]


 

«عُصفورتى الثكلى»

 

هبة أنور حزين

وعُصفورَتى الثكلَى
تتسكعُ جَديلتها على
وترِ العَذَاب ِ
وفى مُقلتيها
ضاجعَ الزمانُ
حُلمًا من سَرابٍ
والذئابُ الرخيصةُ
تخنقُ شوقًا غجريًّا
خلفَ الأبواب ِ
وتعوى وحوشُ القريةِ
والخناجرُ تنفُذُ من
السرداب ِ
عصفورتى تصرخُ
و تسألُ و تنزفُ
الحروفُ بلا جَوابٍ
قَطّعوا لحمَها أشلاءً
قَصُّوا جديلتَها
أطعمُوها للترابِ
ما ذنبُ عصفورتى؟!
مزَّقوها و انتحرت الأسبابُ
كلُّ الأسباب ِ
كانت رفيقتى كحلمٍ
عجوزٍ حَلُمَ يومًا
بالشباب ِ
ماتت حبيبتى
وعاشت الذئابُ
كلُّ الذئاب ِ
عصفورتى حبُّها نامَ
بين الأضلع
وعلى قبرها  
نزفَ العمرُ كلَّ الأدمعْ
و ذاكَ الثَّرى يأكلُ
أدمعَنا و لا يشبعْ
يا عصفورتى المقبورةَ!
أنا لن أركعْ
لن أحيا كما حييتِ
عُمراً فى المَخدعْ
وسأثأرُ  لكِ «يومَ المعركةِ»
يومَ أرجعْ
لن أخضعَ مثلَك يومًا
لن أخضعْ
لن آمنَ للجاهليةِ يومًا
لن آمَنْ
وفى الكونِ سأغزلُ
من ذكراك الحبَّ و لن أذعنْ
يا عصفورتى المذبوحةَ!
لستِ وحدكِ هنا
فى المدفنْ
جميعُ عصافيرِ قريتى
مذبوحاتٌ مثلُك
والقريةُ لا تعلنْ
يا حبيبتى! نعيتُك
على جدرانِ المعابدِ
ولكن معابدَنا لا تُعبدْ
و رسمتُك على شطآننا
يومًا و لكنَّ الموجَ لا يخلدْ
يا شهيدتى!
أسمعُك فى الحنايا
تصرخين و الجوانحُ تفزعْ
وخناجرُ الفراقِ تغمدُ
بين الضلوعِ و تطلعْ
و الوحوشُ الرخيصةُ
فى قريتِنا مازالتْ ترتعْ
تبحثُ عن أخرى غيرك
لتأكلَها و تشبعْ
ولا تشبعْ
وقوافلُ الأحزانِ فى
حشايايا تطمعْ
لكنَّ غدًا سيجيءُ الصبحُ
 من المدفنْ
ستنهضُ عُصفورتي
من مدفنِها و ترجعْ
ستثأرُ لنفسِها
ولبنى جنسِها
والذئابُ ستركعْ