الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رئيس مهرجان قرطاج: لسنا أوصياء على ذوق الجمهور.. والعرى فى «يا كبير» ارتجال من الممثل

رئيس مهرجان قرطاج: لسنا أوصياء على ذوق الجمهور.. والعرى فى «يا كبير» ارتجال من الممثل
رئيس مهرجان قرطاج: لسنا أوصياء على ذوق الجمهور.. والعرى فى «يا كبير» ارتجال من الممثل




لن يترك لك أيام قرطاج فرصة لالتقاط الأنفاس، فمنذ وصولك شارع الحبيب بورقيبه أصبحت متورطا فى المشهد المسرحى شئت أم ابيت، انقلب الشارع بساحته وشوارعه إلى مسرح كبير يضم عروضا متنوعة من كل بقاع الأرض مسرح وموسيقى وشعر داخل وخارج التسابق؛ زخم مسرحى وتنوع غير مسبوق بين عروض رقص ودراما، وعن المهرجان وخطوات الاستعداد له وإدارة هذا الزحام من الأعمال المسرحية المتنوعة قال رئيسه حاتم دربال فى حواره لروزاليوسف..
أيام قرطاج عدة مهرجانات وليس مهرجانا واحدا، هذا ليس اختيارا فهو حسب قانون التأسيس مهرجان تونسى عربى دولى وإفريقي، منفتح على باقى الفنون والجهات وبالطبع  عندما تواكب فعالياته لن تستطيع متابعة كل العروض هناك إقبال جماهيرى كبير نفتتح حوالى 10 أو 12 قاعة عرض منذ الثالثة وحتى السابعة مساء، وكنا انطلقنا فى العمل للدورة الحالية والتحضيرات الأولى لتبين ملامح مشروعها الفنى منذ شهر فبراير الماضي.

■ كيف كان الاستعداد للدورة الحالية؟
ــ نحن نستلهم من الذاكرة لأن المهرجان فى السنوات الأخيرة جاء ضمن تحولات كبرى فى تونس وكل العالم العربي، وبالتالى لابد أن نفكر كيف يتواصل مهرجان بتشريعات جديدة مع نظام مؤسس منذ عام 83 يجب أن تكون لدينا مراجعات كبرى على مستوى التشريع الفنى والجمالى بمعنى لابد أن تكون هناك حياة ومحطات بين الدوريتن ترصد ورش تدريبية أعمال مشتركة عربية وأفريقية مهرجان ينتج مسرحيات هذه خيارات مهرجان ويشبك ويفعل علاقات شراكة يعمق مع عواصمنا العربية والأفريقية على مدار السنة، حتى يكون سندا للتبادل المسرحيات بين دولنا وعواصمنا العربية طيلة السنة يحرك كوامن وشواغل الساحة المسرحية العربية يطمح لتطوير فعالياتها ويربط بين كل المكونات سواء على المستوى النقدى أو الجمالى أو الدلالى هذا الحراك المشترك نحن نسأل به ذاكرتنا حتى نستشرف مستقبلنا ماذا نريد بهذا المهرجان ماذا يمكن أن يفعل فى ظل كل هذه التحولات الاقتصادية والسياسية والثقافية أنه دور المهرجان فى ظل كل هذا المتحول العربى الإفريقى والتونسى المحلى والعالمي.
■ كيف يحتفل المهرجان فى دورته العشرين بمرور 35 عاما على تأسيسه؟
ــ نحن نحتفل بمرور 35 عاما من عمر المهرجان لأنه كان ينعقد كل عامين فكان منقسما بين عام للسينما وآخر للمسرح.
■ لاحظنا ضمن فعاليات المهرجان عروضا تتمتع بجرأة العرض والتناول ؟
ــ المسرح دائما جرىء وطلائعى لأنه ولد من رحم الديمقراطية فى ساحات أثينا حتى يبرز الاختلاف بين  الرأى والرأى الآخر الملتقيات والمهرجانات هى فرصة لانفتاح الأخر على قضايا الأخر، وايضا فرصة للإجابة على سؤال الإشكالى الأكبر وهو «المسقبل»، المسرح ينخرط فى قضايا الجغرافيا الآن وهنا، ينخرط فى قضايا المجتمعات التى تنتج التعبيرات الفنية والجمالية، هذه الجرأة لها علاقة بهذه التحولات الكبرى الهيستريا الجماعية التى تلف العالم وما أحوجنا لمنابر وفضاءات فى كل العالم تستوعب التعبير عن ما يختلج فى انفسنا ومخاوفنا وتوجساتنا وقناعتنا، خيباتنا وإنكسارتنا المسرح مرآة عاكسة لكل هذه الشواغل فى تقديرى المسرح تعبير ملتصق بآنيته وجغرافيته فإذا كانت هناك جرأة لأن فى الواقع هناك أزمات وصدع اجتماعى يعبر عنه بعنف وقسوة يعبر عنه بجرأة باعتبار كونه فى عدة مواضع تجاوز الخيال بكثير ما نشاهده من قتل ودم وما نشاهده من حيرة امام المسقبل الذى يلفنا جميعا هذا الألم والخوف يترجم بعدة تعبيرات فنية من بينها جرأة الخطاب.
■ كيف ترى صدمة الجمهور من عرض «يا كبير»؟
ــ نحن فنانون ندافع عن حرية التعبير وندافع عن حرية الإبداع وفى الجهة المقابلة أيضا نوصى بمسؤلية الفنان والمبدع فى التزامه بكل المادة المقدمة للمهرجان، الحرية مطلب مهم فى تحولات كبرى بمجتمعاتنا من أجل الحرية من المهم أن يكون الفنان مسئولا عن خطابه ومضمون مسرحياته.
■ لكن تباين رد فعل الجمهور فهناك من استنكر بيان المهرجان ضد الممثل وهناك من أيده؟
ــ صناع العرض أرسلوا لنا فيديو العمل المرشح للمشاركة لم يحتوي على أى مظاهر للعراء، وبالتالى ما حدث كان تصرفا شخصيا ذاتيا حينيا ارتجاليا من طرف الممثل، حتى أن جهة الإنتاج الألمانية أرسلت اعتذارا عما حدث، نحن مع حرية التعبير لكن مثل السينما عندما يكون هناك مشاهد نكتب عبارة للكبار فقط، وإذا كان هذا النوع من العروض خيارنا بالمهرجان كنا فقط نريد أن ننوه الجمهور فى البلاغات الصحفية حتى يكون على بينه، ما قولناه خلال البيان الذى لم يفهم أو يقرأ بعمق أننا تساءلنا ووضحنا ورفضنا ممارسة فردية بها علاقة بإخلال مهنى واحترافى يفترض حسب كل المعايير وأخلاقيات وشرف المهنة عندما تقدم عرضا وتترشح به للمهرجان أن تلتزم به حرفيا كما ارسلته وألا تدخل عليه تغييرات خاصة لو كانت تغييرات قد تربك وتفاجىء الجماهير دون سابق إعلام فرفضنا جاء فيما يتعلق بالعلاقة التعاقدية بين المهرجان وفرقة مسرحية مستضافة.
■ هل هناك رقابة فى تونس؟
ــ ليس هناك صح أوخطأ المسألة  تتعلق بالتعبير عن أوجاعنا تجاه قضية ما وكل شخص يقدم حسب رؤيته الفنية والرقابة الحقيقة هو مدى تقبل الجماهير لهذا التناول والطرح الفنى فإذا كان المسرح ممتلىء هذا نجاح، وإذا حدث العكس فهذا يعتبر رفضا من الجمهور للعمل، لكن يجب ألا ننصب انفسنا رقباء أو أوصياء على ذوق الجماهير وشكل تقبلهم للأعمال لأن  الشباك هو الذى يفصل ويحكم فى النهاية، وفى ايام قرطاج نقدم مشروعا فنيا وما يتوافق مع المشروع يتم برمجته وما لايتوافق لا تتم برمجته سواء كان تونسيا عربيا أو افريقيا.
■ ماذا تعنى بالمشروع الفني؟
ــ كل دورة لها مشروعها الخاص هذه الدورة نعمل على الكتابة المسرحية، «مسرح ما بعد الدراما» وذاكرة المهرجان كل هذه مكونات اساسية بالنسبة لاختيار العروض والندوات الفكرية والورش مشروع موحد مستويات البرمجة والندوات الفكرية يخدم لصالح فكرة وفلسفة المهرجان كل دورة لها حيثياتها ومقوماتها.
■ هل تقتصر العروض على العاصمة فقط؟
ــ إطلاقا نحن نقيم عروضا بالجهات حوالى 10 جهات وهذا العام هناك 35 عرضا بالجهات من عروض المهرجان الدولية والعربية لأن الجهات لها الحق فى الثقافة فنحن نعمل بنظام ديمقراطية الثقافة بمعنى أنها ليست حكرا على المركز كل مواطن من حقه مشاهدة عروض مسرحية عالمية ودولية مؤمنة له وبكل فخر.
■ هل حققت كل طموحك بالمهرجان هذه الدورة؟
ــ أيام قرطاج يحتوى على مهرجان آخر هو تنشيط شارع بورقيبة يوميا هناك قاعة مفتوحة مبرمجة ضمن فعاليات المهرجان تحتوى على شعراء ومسابقة فى الارتجال وموسيقى ومسرح فى الشارع هذا مهم للغاية هو مهرجان آخر  فى قاعة مفتوحة للعموم وهناك مسابقة يومية فى الارتجال مثل مسابقات كرة القدم ماتش فى التمثيل بارتجال موضوعات يساهم فى اقتراحها جمهور الحاضرين هو يقترح والممثل يرتجل مثل الملاكمة فيه جانب هزلى وساخر بقدرة الممثل بالتفاعل من خلال الارتجال فى الشارع هناك «الروند الأول» والثانى و«الثالث» ساعة ونصف الساعة يوميا مع حكم للمباراة وشروط وعقوبات وورقات صفراء وحمراء والماتش الأخير الفاينال يكون فى قاعة المسرح المفتوح يوميا يلتحم مع نسيج المواطنين ينشط الحركة السياحية والتجارية يشع الحياة داخل المدينة تجار الشارع الرئيسى اقترحوا فى العام القادم أن يشاركوا فى تأمين مصاريف كل الفرق المشاركة بالحبيب بورقيبة لأن هذا التواجد يزيد من دخلهم بالمطاعم وكذلك بالمدينة العتيقة يريدون التشارك فى هذا العرس المسرحى لأنه يسهم فى إنعاش الحالة والحركة الإقتصادية بتونس.
■ تعرض الشارع لحادث إرهابى قبل قرطاج السينمائى  مباشرة هل فكرت فى التراجع عن الفعاليات المفتوحة؟
ــ على العكس تماما الشارع الرئيسى له رمزية خاصة وله مجال للمطلبية كل المطالبيات تمر بهذا الشارع والمسرح البلدى تحديدا ولا يمكن بأى حال من الأحوال ان نتخلى عن ساحاتنا ومكاننا الطبيعى هو شارع ثقافى لن نتنازل أو نتخلى عنه هذه قناعة لا يمكن ان تنتهى إلا بانتهائنا سيظل الفن يمجد ويعلى من ثقافة الحياة على حساب ثقافة الموت.