الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استقالة وزير






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 27 - 10 - 2009


علي خلفية حادث تصادم قطاري العياط وما نتج عنه من مشاهد مأساوية تقدم وزير النقل محمد منصور باستقالته.. وعند هذا قد تهدأ مشاعر الغضب وتوجيه الاتهامات في كل اتجاه و تكتفي باستقالة الوزير.. بغض النظر عن شجاعة الاعتراف بالخطأ الحقيقي الذي تسبب في وقوع هذا الحادث المروع.

والذي لا يمنع من تكرار وقوع مثل هذه الحوادث الكارثية بعد شهر أو اثنين أو سنة، طالما مازال الإهمال والتراخي وعدم تقدير المسؤلية عن حياة البشر هو السمة الأساسية التي تسيطر علي من يقودون عربات بعجلات تحمل أرواحا بشرية ويقررون بكامل إرادتهم تعطيل عوامل الأمان للوصول في الموعد المحدد.

من يعلمون جيدا أن هناك قواعد وأسسا ونظما تفرض عليهم اتخاذ إجراءات معينة تضمن سلامة تلك الأرواح البريئة في حالة تعرض القطار إلي موقف استثنائي أو حادث عارض كحالة اصطدامه بجاموسة. من يدركون جيدا أن قيادة عربات تحمل هذا الكم من الأرواح البشرية البريئة تستدعي الانتباه واليقظة المستمرة لإشارات الطريق وأضوائه وتنبيهاته وتحذيراته وكل لون فيها له معني.. من أخضر إلي أصفر إلي الأحمر.. وله أيضا مرحلة من الأمان إلي الانتباه إلي الخطر. هم يدركون جيدًا ما معني أن يتوقف قطار علي القضبان التي تنتظر مرور قطار آخر بعد أن يمر هذا القطار.. وفي حال توقفه هناك إجراءات يجب أن تتخذ تعلن للقادم من الخلف طبيعة الموقف.. ويعلم القطار القادم أن هناك قطارا قد سبقه وأن هناك آليات محددة تضمن له سيرا آمنا في جهاز تحكم آلي يمكن قبول فصله عن العمل.

ثقافة الإحساس بالخطر علي الأرواح البشرية وإمكانية ضياعها في مشاهد مأساوية دامية تغيب عمن أدمنوا التواكل والتراخي وعدم تقدير المسؤلية واتخذه منهجا وأسلوبا وغيره، وهو الشيء المستغرب وغير المنطقي.. والكلمة الشائعة "خليها علي الله".. ولكن الله يحرم الإهمال والتراخي وعدم تقدير المسئولية عن أرواح البشر. ثقافة لن تغيرها استقالة وزير.