الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ليلة حمرا» وراء مقتل سيدتين فى بهتيم

«ليلة حمرا» وراء مقتل سيدتين فى بهتيم
«ليلة حمرا» وراء مقتل سيدتين فى بهتيم




«آخرة المشى البطال»، طريق ممتلئ بالعثرات، خطواته فوق الأشواك، سطرها الشيطان واستغل ضعف سيدتين أمام شهوة جسديهما، وبدأ يوسوس لهما لإغراء الرجال على شاكلتيهما، بدأت قصتهما باحتياجهما الجنسى خاصة بعد حبس زوجيهما، وبدلاً من طلب الطلاق والزواج من آخر لعفة نفسيهما، لجآ لإقامة علاقات محرمة، وبعد أن كان ممارسة الجنس خلسة لروى ظمأيهما، اتجهتا للدعارة، بغرض كسب الأموال وتوفير نفقات الكيف، استمرا فى طريق الشذوذ حتى لفظا روحيهما على معصية.
جريمة بعد أن أحاطها الغموض، وتعددت الأقاويل حول سبب مقتل السيدتين، وبعد دائرة شك كبيرة اتسعت القريب والبعيد منهما بعد تحديد هويتهما، لم يتبق سوى شخص واحد، لم يخطر ببال أحد من الأهالى ولم يكن يتوقع أحد أنه خلف تلك الجريمة، إلا أن رجال المباحث لم تسقط أحدا من دائرة بحثها، وهو صاحب المقهى المواجه لمركز الشرطة، «صنع لها بابا من الخلف لسهولة خروج ودخول فتيات الليل، جعلها بالنهار مقهي، وفى الليل «غُرزة» يمارس فيها كل الأعمال المنافية للآداب.
بمنطقة بهتيم، قسم ثان شبرا الخيمة، فى مخزن مهجور ينتشر به الرائحة الكريهة من أدخنة مواد مخدرة، وخمور وعدم وجود مكان تهوية لقيت سيدتان من فتيات الليل مصرعيهما عقب ليلة فاحشة مع صاحب مقهى، وخوفًا من افتضاح امره قام بحمل الجثتين وقام برميهما على بعد 100 متر من نزلة زراعات بهتيم.
بداية الواقعة عندما تلقى اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية، إخطارا من العميد إسماعيل عبدالله مأمور قسم ثان شبرا الخيمة، يفيد بورود بلاغ من الأهالى بالعثور على جثتين لفتاتين أسفل كوبرى بهتيم.
تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء أحمد السيد مساعد مدير الأمن للجنوب، واللواء هشام سليم مدير المباحث الجنائية بالقليوبية.
وبانتقال العميد يحيى راضى رئيس مباحث المديرية، والعميد محمد عبدالهادى رئيس فرع البحث الجنائى بشبرا الخيمة، والمقدم محمد الشاذلى رئيس مباحث القسم، والنقيبين حسام سند، ومحمد حسام، معاوني مباحث القسم، وتبين أن الجثتين لسيدتين وقد القيتا بطريق ترابى بين أرض زراعية والطريق الدائرى بناحية بهتيم بدائرة قسم ثان شبرا الخيمة، ولا توجد بهما إصابات ظاهرية.
وأكد تقرير الطب الشرعى أن سبب الوفاة هبوط حاد فى الدورة الدموية إثر التدخين وأخذ جرعة مواد مخدرة وخمور زائدة، وعدم وجود تهوية بالمخزن، وتم نقل الجثث لمستشفى ناصر العام، وتم التصريح بالدفن.
وكشفت تحريات المباحث أن المجنى عليهما، متزوجتان وزوجاهما محبوسان على ذمة قضايا، وهما من فتيات الليل، حيث يتنقلان من مكان إلى آخر، وبعد تكثيف جهود رجال المباحث استطاعوا كشف هوية الفاعل «محمد ع،  44 سنة، مالك مقهى».
بعد قضاء ليلة جنسية، ومعاشرتهما معاشرة الأزواج، فى مخزن خاصته خرج بعد الفجر، كما أن المكان لا توجد به تهوية وانتشار أدخنة المواد المخدرة حتى ملأت المكان فأدت إلى اختناقيهما، ولم يستطيعا إنقاذ نفسيهما بسبب حالة السُكر الموجودتين عليها، وعندما عاد وجدهما جثتين هامدتين، دون اى ملابس.

اعترافات «القهوجى»


ففكر فى كيفية التخلص منهما، فاستعان بصديقه «سمير. م، 43 سنة سائق، ومحمود. خ، 18 سنة سائق»، وجميعهم مقيمين بدائرة القسم، وقاموا بنقل الجثتين فى سيارة خاصة صاحب المقهى، وإلقائهما فى الزراعات بين كل جثة ١٥٠ مترا.
وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة تفصيليًا.
قال المتهم «محمد، مالك المقهى»:  حضرت إلىّ الفتاتين للمبيت بمخزن ملكه خلف المقهى، وفى صباح اليوم التالى توجه إلى المخزن فوجدهما قد فارقتا الحياة، فأغلق عليهما المخزن واتفق مع سائقين على مساعدته فى التخلص من الجثتين وإلقائهما بعيداً عن مخزنه «مكان العثور» باستخدام أتوبيس ملكه.
وأكمل المتهم اعترافاته أن السيدتين من مدمنى المواد المخدرة، وأوضح أنه عاشرهما ليلة الحادث معاشرة الأزواج، وتعاطوا المواد المخدرة، ولم يقدم على قتلهما ولكن الوفاة بسبب الدخان لعدم وجود منفذ فى المخزن.
واستكمل:  قمت بتغطية الجثتين العاريتين وتخلصت منهما خوفًا من الفضيحة؛ وأرشد عن الهاتف المحمول الخاص بالسيدة الثانية بالمخزن الخاص به.

«شهود العيان»:


أكد كريم رفاعى «أحد الشهود» لـ«روزاليوسف» أنه يعمل خفيرا بمخزن أخشاب مجاور لمكان العثور على جثة إحداهما، وتابع: ليلة الواقعة سمع صوتا عاليا من الكلب الخاص به، ولكن لم يلتفت إليه لظنه أن أحدا يسير فى الطريق أو يحمل أكياس قمامة، ولكنه فوجئ فى الصباح الباكر نحو السابعة صباحا، بسائق توك توك يخبره بوجود جثة تحرك إليها ليرى صحة ما قاله السائق، وعندما وجد جثة سيدة عارية قام بتغطيتها وانتقل لأمين الشرطة المعين على كوبرى بهتيم، واستكمل: عقب ذلك انتقلت قوات الأمن، وتم فحص كاميرات منزل مجاور ولكن لم تثبت الواقعة، وقاموا بفرض كردون أمنى حول الجثة، واصفا «شكل الجثتين بالمرعب».
وتابع «صاحب ورشة مجاورة للمخزن الذى شهد مصرع السيدتين «رفض ذكر اسمه»، أنه لم يتوقع ما حدث، حيث إن المخزن مغلق معظم الوقت ولا يوجد به سوى قطع حديد سيارات ورمال وأخشاب وكراسى تالفة من القهوة ملك المتهم.
وأشار صاحب الورشة إلى أن «محمد.ع» دائما ما يجلس داخل القهوة بمقر منزله، ولم يقم بأى أعمال عنف أو مشاكل بالمنطقة.  
تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وقررت النيابة العامة تجديد حبس المتهمين 15 يوما على ذمة التحقيقات.