السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ندوة آفاق السرد العربى الحديث

ندوة آفاق السرد العربى الحديث
ندوة آفاق السرد العربى الحديث




نظم الصالون الثقافى بمعرض الكتاب ندوة  عن «آفاق السرد العربى الحديث» شارك فيها عدد من الأدباء والمثقفون العرب لتقديم رؤيتهم لتقنياتهم السردية فى كتاباتهم . الدكتور صلاح فضل طالب الروائيين بضرورة أن تواكب إبداعاتهم متغيرات العصر، وتحولاته المتسارعة فى زمن الثورات والسترات الصفراء، وضرورة استشراف المستقبل، مع عدم إغفال قضايا المجتمع وآماله وطموحاته

أشار فضل إلى أن السياسة حاضرة فى الإبداع شئنا أم أبينا، لكن لا ينبغى أن يكون البعد الأيديولوجى هو الهاجس الذى يحرك المبدع لكى لا يفقد الأدب بعده الجمالى الذى هو الأساس فى أى تجربة إبداعية. ويشير فضل إلى أن النصى المحدث كان تنمية للاتجاهات السابقة عليه، وأنه أفاد بصفة خاصة من النقد المخصص للفنون البصرية الحركية – خاصة السينما – فى ضبط مصطلحاته وتحديد التقنيات الموظفة فيه. الزمان والمكان يتمثلان فى مادة الرواية وحجمها، والراوى لا يمكن تحديد موقعه ولا منظوره إلا عبر المادة المقدمة. يؤكد د.صلاح فضل أنه لم يعد بوسع النقد المعاصر أن يتحدث عن المادة القصصية اعتمادًا على مضمون الخطاب السردى وتوجهاته المذهبية، فقد انتهت سيادة الأيديولوجيا وشعاراتها القديمة، ولم تعد النوايا الطيبة هى التى تحدد مستويات الأعمال ودرجة أهميتها، فقد اتضح أن مستويات التوظيف ترتبط بالإنجازات التقنية والجمالية. ودخلت علوم اللغة بصرفها ونحوها ودلالتها، ومباحث الأسلوب بإشكالياتها المتعددة وأدواتها الإجرائية، ثم علم النص بما أسفر عنه من طرق تحليلية للأبنية الصغرى والكبرى وكيفية ترتبها، جاءت كل هذه العلوم لتصنع خرائط جديدة للحقول الإبداعية، واستحدثت معها مصطلحاتها وآلياتها.
الروائى إبراهيم الكونى أكد أن التغيير هو سنة الحياة، وينبغى الاهتمام بالطبيعة والعودة إليها.  الإنسان المغترب، مهما كانت من حوله، السبل مذللة، لأن يعيش، فإن فكرة الحنين، واستعارة الوطن فى الداخل، تبقى الجزء الأوضح فى ملامحه الداخلية، تلك الحالة من الـ«نوستالجيا»، ما يمكن اعتباره عربة عودته إلى ذاته. أما الروائى السودانى حمور زيادة فتحدث عن إشكالية الحرية قائلًا: «إن قضية الحرية بالنسبة للكاتب هى قضية شخصية، فأنا أريد الحرية لى ولبلدى ولكل بلدان العالم».وأوضح أنه غير قلق على مصير الدولة الوطنية، لأن القارة الأوروبية أصابها التغيير على مدى سبعين عامًا مضت, تغير كبير فى النهاية حصل المواطن على حقوق كثيرة.وأضاف زيادة : إن السارد يحتاج دائمًا إلى الحرية والمناخ الديمقراطي، لأنه دائما فى مواجهة بين نفسه والعالم، موضحًا أنه «لا يوجد أحد يقرأ رواية إلا ويتغير وضعه وفكره إلى الأفضل». وعن أهمية السرد فى إشاعة مناخ الحرية قال حمور: «كل كتاب سردى يصدر هى خطوة إنسانية وحرية إلى الأمام»، وكل هذه الكتابات تؤثر فى القارئ بشكل إيجابى وتجعله أكثر تطورًا ورقيّاً». أما الروائى وحيد الطويلة فقد بعث برسالة إلى الروائى العالمى جارثيا ماركيز قائلًا: إن السرد العربى بخير، ولنا رؤيتنا وتقنياتنا فى الكتابة إلى تعبر عن واقعنا وقضايانا.واستشهد الطويلة بمقولة الطيب صالح» الكتابة لم تشف جروح أحد منا».وخاطب ماركيز قائلًا: إن أشواق نسائك وهمومهن هى نفس أشواق نسائنا وهمومهن.والمشاكسة اخترعناها حين أغلقوا الأبواب والنوافذ. أما القاص المغربى أنيس الرافعى فأشار إلى أن التحول فى السرد العربى يقتضى حفر البئر الذى يتضمن طبقات جوفية من الكتابة التى تمكننا من التحليق فى عوام مغايرة مثل تقنية الواقعية السحرية القادمة من أمريكا اللاتينية. اشار الدكتور عادل ضرغام الناقد الأدبى وعميد كلية دار العلوم بجامعة الفيوم إلى أن السرد العربى الحديث يمر اليوم بمرحلة مفصلية وهى تحوله إلى التعبير عن واقع البسطاء، والتركيز على قضية الهوية منذ صدور رواية «الزينى بركات» للروائى الراحل جمال الغيطاني.
تحدثت الروائية مى التلمسانى عن جيل التسعينيات الذى يتميز بالإبداع والمثابرة دون انتظار شهرة أو مكانة أو جائزة  المهم هو الحفر فى طبقات الكتابة وبالفعل نجح جيلنا فى تشكيل شخصيته المستقلة فى الكتابة بدليل أننا نعيد طباعة أعمالنا أكثر من مرة لأنها حققت نجاحًا ملحوظًا فى الأوساط الأدبية.