الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شراكة استراتيجية تاريخـــــــــــــــية بين القاهرة وباريس

شراكة استراتيجية تاريخـــــــــــــــية بين القاهرة وباريس
شراكة استراتيجية تاريخـــــــــــــــية بين القاهرة وباريس




السيسى: الإرهاب يشكل تهديدًا مباشرًا لجهودنا فى تحقيق متطلبات التنمية المستدامة

 

 

كتب ـ أحمد إمبابى وأحمد قنديل


«الصداقة بين مصر وفرنسا تستند إلى تاريخ طويل من المصالح المتبادلة والعلاقات بين الشعبين» هذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال كلمته بمؤتمر صحفى عقده أمس مع نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، والذى يزور مصر للمرة الأولى منذ توليه رئاسة فرنسا.
ورحب الرئيس السيسى فى كلمته بالرئيس ماكرون والوفد المرافق له بزيارته للقاهرة، قائلاً: «أود بدايةً أن أعرب عن ترحيبى الشديد بالرئيس «إيمانويل ماكرون» والوفد الرسمى المرافق له، حيث يحل ضيفًا عزيزًا على مصر فى زيارته الأولى كرئيس للجمهورية الفرنسية، وذلك فى ضوء علاقات الصداقة الممتدة والشراكة الاستراتيجية القائمة بين مصر وفرنسا، وهى صداقة تستند إلى تاريخ طويل من المصالح المتبادلة والتفاعلات الإنسانية والحضارية بين شعبينا منذ قرون، عزز من عمقها ما شهدته علاقات البلدين فى السنوات القليلة الماضية من زخم متواصل على أصعدة التعاون فى جميع المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية، والمستوى الرفيع من التنسيق إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية».

وأضاف الرئيس: «استعرضت مع الرئيس «ماكرون» مختلف أوجه التعاون الثنائى، وكذلك شهدنا سويًا مراسم التوقيع على عدد متنوع من الاتفاقات ومذكرات التفاهم للتعاون فى مجالات متعددة كالنقل والصحة والثقافة والتعليم والشباب، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم لتأسيس شراكة استراتيجية مع الوكالة الفرنسية للتنمية خلال الفترة 2019-2023 بقيمة مليار يورو».

 

الإصلاحات الاقتصادية

 

وشدد الرئيس السيسى على أن المباحثات مثلت فرصة مهمة لاستعراض أهم خطوات تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الشامل الذى تنفذه مصر منذ عام 2016، بهدف معالجة الاختلالات الهيكلية التى يعانى منها الاقتصاد المصرى منذ عقود، وهو البرنامج الذى يحظى بإشادة مستمرة من مؤسسات التمويل والتصنيف الائتمانى الدولية، حيث اتفقنا على ضرورة إعطاء دفعة قوية للتعاون فى المجالات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة لتعكس مكانة وتميز العلاقات السياسية والاستراتيجية بين مصر وفرنسا».

 

الشراكة المصرية ـ الفرنسية

 

وأكد السيسى ترحيب مصر بالشركات الفرنسية وتعظيم مشاركتها فى المشروعات القومية العملاقة واستفادتها من الفرص الواعدة فى شتى قطاعات الاقتصاد المصرى، فضلاً عن حرصى الشخصى على دعم ودفع الاستثمار الأجنبى فى مصر عامة، والشركات الفرنسية على وجه الخصوص، كما أبديت تطلعى واهتمامى لأن يسفر منتدى الأعمال بين رؤساء كبرى شركات القطاع الخاص فى البلدين، عن نتائج إيجابية تسهم فى تعظيم المصالح المتبادلة بين بلدينا.

 

التعاون الثقافى والتعليمى

 

وقال الرئيس: «ناقشنا أيضًا بإسهاب سبل تعزيز التعاون الثقافى والتعليمى بين مصر وفرنسا فى ظل احتفال البلدين بعام 2019 كعام للثقافة المصرية الفرنسية، وفى ضوء التأثير المتبادل للتراث الحضارى لكلا البلدين على الحياة الثقافية والاجتماعية للشعبين المصرى والفرنسى، فالنخبة المصرية المثقفة تأثرت بكتابات مفكرى عصر النهضة الفرنسية، كما أن الشعب الفرنسى ـ والرئيس ماكرون ذاته ـ لديه ولع بالحضارة المصرية القديمة، ولا ننسى هنا إسهام علماء فرنسا فى كشف أسرار وفك رموز حضارتنا الفرعونية العريقة».

 

مكافحة الإرهاب

 

وتابع السيسى: «لقد شهدت محادثاتنا كذلك اتفاقًا فى الرؤى بشأن أهمية الاستمرار فى مواصلة العمل لمكافحة ظاهرة الإرهاب البغيض الذى يستهدف أمن الدولتين ومصالحهما على حد سواء، وبالتالى يمثل تهديدًا مباشرًا لجهودنا فى تحقيق متطلبات التنمية المستدامة، والتحدى الأكبر على درب تحقيق رخاء شعوبنا.

 

ملف حقوق الإنسان

 

وأشار الرئيس إلى أن المحادثات شملت حوارًا إيجابيًا حول الأوضاع الراهنة لحقوق الانسان فى بلدينا ومنطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية، حيث أكدت الأهمية التى توليها مصر لهذه المبادئ والقيم التى ترسخت عالميًا، باعتبارها مكونًا رئيسيًا فى جميع الجهود المبذولة لانطلاق شعب مصر نحو التقدم والازدهار.
واستطرد السيسى: «أن مؤسسات المجتمع المصرى، بجميع أشكالها التنفيذية والتشريعية والقضائية والمدنية، تتضافر جهودها لتطوير منظومة حماية حقوق الإنسان من منطلق فهم معمق لعوامل التاريخ والحضارة والتراث التى تقود إلى حركة التطور الطبيعى للمجتمع، وفقًا لدرجة امتلاكه للعناصر اللازمة التى تدفعه من مرحلة إلى أخرى اتساقًا مع تطلعاته الوطنية ومسئولياته الإنسانية».
واستكمل الرئيس: «لا يخفى هنا ضرورة التعامل مع قضايا حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، لأن جميع تلك الحقوق متشابكة ومتداخلة وتعزز بعضها البعض بحيث لا يمكن تجزئتها، فالحق فى الحياة، والأمن، وحرية الرأى والتعبير، والتنمية بما يشمل الحصول على غذاء ورعاية صحية وتعليم ومسكن لائق، إنما هى حقوق توليها مصر أولوية كبيرة انطلاقًا من مسئوليتها تجاه مواطنيها والتزامًا ببنود الدستور التى تعد أساسًا راسخًا لحماية حقوق الإنسان، وأن الشعب المصرى صاحب الحق فى تقييم مدى ما يتمتع به من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية».

 

التحديات وتوفير الحماية للمواطنين

 

وأضاف السيسى: «كما يجدر بنا فى هذا المقام تأكيد ضرورة ألا تثنينا التحديات التى تواجهنا سواء بالمنطقة أو أوروبا، من انتشار لظاهرة الإرهاب وزيادة معدلات الجرائم المرتبطة بالعنصرية وكراهية الأجانب، عن التشبث بمواصلة توفير الحماية والتقدم لمواطنينا».

 

ملفات شائكة

 

وقال الرئيس: «استعرضنا أيضًا تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة فى ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية ومنطقة الساحل الأفريقى، وكذا ملف الهجرة غير الشرعية، فضلاً عن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى، وأولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى خلال العام الجارى وما تتيحه من فرص لتدشين تعاون ثلاثى بين مصر وفرنسا لدفع جهود التنمية فى دول القارة الأفريقية».
وأكد السيسى، وقوف مصر ومساندتها للجهود السياسية الرامية لتسوية النزاعات الإقليمية والحفاظ على الدولة الوطنية وسلامتها الإقليمية والحيلولة دون تفككها أو السماح لقوى خارجية باستمرار العمل على زعزعة استقرار وأمن المنطقة تحقيقًا لأهدافها الأيديولوجية أو مصالحها الضيقة.