الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«جراجوس» قبلة السياح

«جراجوس» قبلة السياح
«جراجوس» قبلة السياح




مدرسة لتعليم حرفة الخزف لشباب المنطقة وملتقى ثقافى فنى للمشاهير والمبدعين، يأتون لمشاهدة المنتجات المتميزة، بمصنع خزف جراجوس الذى أنشأه الراهب الفرنسى استيفان ديمون، بقرية جراجوس التابعة لمركز قوص بمحافظة قنا.
المصنع البدائى ذاع صيته ليصبح منتجا عالميا له اسمه المميز، فقد أبدع تصميمه الفنان والمهندس المعمارى حسن فتحى، فى 1966، بنظام القباب لتحمل حرارة الصعيد، وتولت الجالية الفرنسية مسئولية المصنع وبعد رحيلها تم تسليمه للعمال البالغ عددهم 9 أفراد حتى أصبح ملكا لهم، وبعدها أشهر المصنع كشركة مصرية لاستكمال الإجراءات الحكومية والتأمينية.
الفنان التشكيلى فواز سيدهم، أوضح أن المصنع بدأ تعليم الأهالى حرفة وصناعة جديدة بجوار الزراعة، إضافة إلى الزيارات المتكررة سواء من المدارس أو الجامعات أو الأجانب والمهتمين بالتراث، أما ما يصنع فى ورش القاهرة فهى تقليد لـ»جراجوس».
عمال المصنع بدرجة فنانين محترفين، إذ يعتمد المصنع على خامة تسمى «الطين الأحمر» لا يتم خلطها بأى مواد أخرى، بالإضافة إلى أن تشكيل رسومات معينة تسمى منتجات جراجوس لا تستخدم فيها سوى اللونين الأزرق والأخضر، للتعبير عن البيئة المحيطة والتراث.
رياض كامل أحد القائمين على المصنع، كشف أن مراحل التصنيع تبدأ بتجهيز الطينة ثم غربلتها وتصفيتها فى حوض ماء لمدة 20 يوما، ثم تجفيفها لـ3 أشهر، ثم نقلها إلى المصطبة داخل الورشة، ويتم اقتطاع مربعات يصل وزنها إلى 25 كيلو لبدء العمل بها ويتم تدليكها  باليد لمدة ساعة لتصبح قابلة للتشكيل، ثم تنقل إلى الدولاب لتشكيل المنتجات المختلفة.
كامل أشار إلى أن الآلات المستخدمة فى صنع المنتجات، عبارة عن قوالب مصنوعة من الجبس يتم تصنيعها لتتناسب مع المنتجات المطلوبة، كما يعتمد المصنع بشكل رئيس فى ترويج منتجاته على السياح بجانب المعارض التى تقام فى القاهرة والإسكندرية بالإضافة إلى بازار فى الأقصر لعرض منتجاتنا، لكن البازار تم هدمه ضمن أعمال التطوير.
رياض أوضح أن أهم المشاكل التى تواجههم فى الفترة الحالية هى أن العمالة المحترفة أصبحت سلعة نادرة والشباب يبحثون عن الكسب السريع مثل قطاع السياحة أو العمل بالوظائف الحكومية ولم يعد لديهم صبر لإنجاز هذه المنتجات الفنية الراقية التى يكون مكسبها قليل إلى حد ما، كما أن الناس تبحث عن الأضواء المبهرة والأسعار الرخيصة، وقليل جداً من يبحث عن الجودة والقيمة.
عم نصير رنان» أكبر العاملين بالمصنع»، كشف أن أبرز الزوار كانا ملك وملكة السويد عام 1986، وهناك الكثير من المشاهير سواء من داخل مصر أو خارجها زاروا المكان وأبدوا إعجابهم بالفن الراقى القائم عليه المصنع ومنهم على عامر شقيق المشير الراحل عبدالحكيم عامر، والشيخ أحمد الطيب الأمام الأكبر، وفاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، ممدوح البلتاجى وزير الإعلام الأسبق، الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى وعائلته، الفنانة فاتن حمامة، الشاعر صلاح جاهين، بجانب محافظى قنا.