حواديت بلد المواويل ـ 12 ـ الحج المسيحى.. رحلة إلى الأماكن التى شرفها السيد المسيح

تحدثنا فى مرة سابقة عن الحج لدى المصريين القدماء وكيفية طقوسه والغرض منه، وهو ما يستعرضه متحف سوهاج القومى من خلال عرض مجموعة قطع أثرية تؤكد الفكرة وتوضح معناها.
واليوم نستكمل حدوتة جديدة من جولتنا فى سوهاج بلد المواويل،ومن داخل المتحف نتحدث عن الحج عند المسيحيين،والذى ارتبط بزيارة الأماكن المقدسة فى فلسطين،تلك الأماكن التى شرفها السيد المسيح بولادته وموته وقيامته فى القدس والناصرة وبيت لحم وغيرها.
وكان الهدف من زيارة هذه البقع المقدسة هو الصلاة واكتساب الفضائل الروحية، إلا أن التطور البارز فى فكرة الحج فى المسيحية حدث فى عهد الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى ومنذ ذلك الحين صار الحج إلى تلك البقاع قائما لدى المسيحيين.
وعندما حكم الإمبراطور الرومانى قسطنطين العظيم روما بين عامى (306–337م) أصبحت المسيحية دين الإمبراطورية الرومانية،وقد أصدر قسطنطين و ليسنيوس فى سنة 313م مرسوم ميلانو ويقضى بإضفاء الشرعية على العبادة والشعائر المسيحية،وأصبح الإمبراطور مناصرا كبيرا للكنيسة.
ونعود لما قبل قسطنطين،حيث اضطهد المسيحيون لأول مرة على يد الإمبراطورية الرومانية اضطهاداً رسمياً سنة 64م، عندما اتهم الإمبراطور نيرون المسيحيين بالوقوف خلف حريق روما العظيم كما ذكر المؤرخ الرومانى تاسيتس، وعانى المسيحيون من سلسلة اضطهادات متفرقة على مدى قرنين ونصف قرن، وانتهى هذا الاضطهاد رسميا إبريل 311م، عندما أصدر كبير أباطرة الحكم الرباعى غاليريوس مرسوما يدعو إلى التسامح، والذى منح به المسيحيون حق ممارسة شعائرهم الدينية.
وتخرج الزيارة حاليا من سيناء عبر الأردن للأراضى المقدسة ليعود الزائر مع عيد شم النسيم حاملا لقب المقدس نسبة إلى بيت المقدس، ولم يرد الحج فى المسيحية كفريضة، ولكنه رغبة عند المسيحيين فى أن يروا بأنفسهم تلك المواقع التى تنقل فيها المسيح، ومنها جاءت الفكرة بزيارة كل الأماكن التى سكنها القديسون أو القبور التى دفن بها شهداء المسيحية واعتبرت بقعا مقدسة يتم الحج إليها وأشهرها فى مصر منطقة القديس مارمينا وتقع غرب الإسكندرية.