الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

منصور عامر يرصد 29 محفزا للنجاح فى الحياة

منصور عامر يرصد 29 محفزا للنجاح فى الحياة
منصور عامر يرصد 29 محفزا للنجاح فى الحياة




باب العلم والاجتهاد مفتوح أمام الجميع، فهناك من يطرقه فى محاولة منه لإظهار صحيح الدين عبر فهم عميق لآيات القرآن الكريم، ومنهم رجل الأعمال منصور عامر، الذى لم تشغله أعماله عن تأليف كتاب « هكذا يحفزنا الأعظم.. تأملات منصور عامر»، والذى جاء كمحاولة منه لتطبيق الآية الكريمة التى تدعوا إلى التدبر فى معانى القرآن الكريم « أفلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»، حيث سعى فى كتابه لاستخراج المعانى الحقيقية من كتاب الله، التى تدعو إلى «التحفيز»، حيث يرى أن  «التحفيز» هو المحرك الرئيس للإنسان، فهو الدافع للعمل والإبداع، ما يجعل هناك معنى للحياة.

د. شوقى علام مفتى الديار المصرية، فى تقديمه للكتاب، أكد أن حضارة الإسلام فريدة من نوعها، فهى بعيدة كل البعد عن نشر الفوضى والخراب، فهى حضارة عمرت الأرض، وساعدت الإنسان، وأسهمت  فى تقدم البشرية ورقيها، مستشهداً بما قاله المؤرخ جورج سارتون فى كتابه «تاريخ العلم»، إن علماء الإسلام والعرب عباقرة القرون الوسطي، وتراثهم من أعظم مآثر الإنسانية، وأنهم لم يكونوا مجرد ناقلين كما قال بعض المؤرخين، بل إن فى نقلهم روحاً وحياة، فبعد أن اطلعوا على ما أنتجته قرائح القدماء فى سائر ميادين المعرفة نقحوه وشرحوه وأضافوا إليه إضافات تدل على الفهم الصحيح وقوة الابتكار، متابعاً: إن رجل الأعمال منصور عامر كان أحد أولئك الرجال الذين حملوا مشاعل هذا الدين وأناروا به دروب الناس، حيث أعلن فى كتابه « هكذا يحفزنا الأعظم» أن الدين طاقة فعالة يمكن استثمارها فى تحقيق الرخاء بالتعاون والتكافل  بين بنى الإنسان إن كانت هناك عزائم صادقة وهمم عالية.


الحياة الإنسانية
مفتى الديار المصرية، أوضح أن الكتاب يعد خطوة فى طريق إعادة اكتشاف أسس وملامح الحضارة الإسلامية، بشكل عصرى يتسق مع معطيات العالم الحديث وكانت أبرز أداة لتلك المحاولة هى تدبر «القرآن الكريم»، مضيفاً أن مؤلف الكتاب ذو عقل واع يرى الإسلام دين حياة، ويراه مرتبطاً بحركة الإنسان فى كل زمان ومكان، لذلك حاول بمهارة وذكاء أن يربط موضوعات كتابه بالحياة الإنسانية المعاصرة.
«عامر» فى كتابه اجتهد فى الوقت الذى يدعى فيه البعض احتكارهم لـ»الدين»، حيث حاول بطريقة ميسرة توضيح أن الله سبحانه وتعالى حفز عباده على اتباع دينه، مؤكدا أن مبدأ الترهيب لا يصلح فى الدعوة إلى الدين.


محفزات النجاح
الكتاب احتوى على 29 محفزاً، بدأها الكاتب بأعظم تحفيز للإنسان، وهو «التجارة مع الله»، حيث أكد فى هذا المبحث أن قمة حب الله تعالى لعباده أن حفزهم على التجارة معه،  وفتح أبواباً كثيرة لتلك التجارة، فالغنى يتاجر مع الله بماله عن طريق الصدقات وفعل الخير، ومن لا يملك المال فتح له باب الاجتهاد فى العبادات من صلاة وغيرها من العبادات.
كما جاء فى مبحث « التحفيز على بناء بيت فى الجنة»، أن حلم كل شخص الحصول على شقة أو فيللا، رغم إدراكه أن الفيللا أو الشقة سيسكنها لفترة مؤقتة، لكن من خلال قراءة المؤلف للقرآن وجد أن الله سبحانه وتعالى بنى للمؤمنين بيوتاً وقصوراً فى الجنة، وسداد الثمن فى متناول الجميع وأنظمة السداد مختلفة حسب حال كل إنسان، فهناك سداد بالتقوى وسداد بالعمل الصالح وسداد بالطاعة، وسداد بالإيمان، وسداد بالقول السديد، وسداد بالصبر والشكر، بالإضافة لطرق أخرى منها الالتزام بالصلاة والصيام والتبسم فى وجه الغير، علاوة عن شرحه لإجراءات تسليم بيوت الجنة والتى تقوم عليها الملائكة.
وتضمن الكتاب مبحث عن «التحفيز بتلقيب الناس»، والتى كشف فيها أن الله سبحانه وضع ألقابا للمؤمنين على حسب درجة إيمانهم، أو نوع العبادة فهناك الصابرون والشاكرون والحامدون والمحسنون، كما أطلق على من يقتل دفاعاً عن دينه ووطنه لقب الشهيد، داعياً الجميع لاستخدام الألقاب للتحفيز أسوة بالمنهج الرباني، بالإضافة إلى مبحث «التحفيز على المصالحات» والذى دعا فيه إلى العمل بمنهجية فتح التعامل بالعفو والتسامح والتغاضى عما يحصل بين الناس، علاوة على فتح باب الصفح لتحفيز من يخرج عن الطريق القويم بالعودة ليكون شخصاً صالحاً.
وفى مبحثى «التحفيز على الاستثمار» و«التحفيز على الانخراط فى المجتمع الضريبي»، أكد ضرورة الاستثمار يساهم فى إعمار الأرض ويوفر فرصاً للعمل ويحدث حراكاً اقتصادياً، مشيراً إلى أن القرآن تضمن حوافز لذلك العمل، وفى المبحث الآخر دعا لتطبيق مبادرة «عفا الله عما سلف» فى دعوة لحث المواطنين على استخراج بطاقتهم الضريبية.


احترام الآخر
«عامر» فى كتابه تطرق إلى موضوع  بات ملح ومهم فى الوقت الذى يشيع فيه البعض أن  هناك اضطهاد فى مصر، وهو «التحفيز على قبول واحترام الآخر»، حيث استند إلى آيات كثيرة من القرآن تؤكد أن المسلم لا يكون مسلما إلا إذا آمن بجميع الأنبياء، وهذا يمثل قمة احترام الثقافات والحضارات، داعياً الدول أن تبنى دساتيرها على منهجية احترام الآخرين، بالإضافة لاستبدال  مادة الدين فى المدارس بمادة «الأخلاق»، وفى مبحث «التحفيز على العدل»، حيث كشف المنهج الربانى فى التحفيز على العدل، مقترحاً أن تقوم الدولة بتكريم الموظفين الذين يقيمون العدل بين مرؤسيهم، أو مدرس عدل بين تلاميذه، مؤكدا أن التحفيز بالعدل لا يعلمه سوى الذى فطن إلى عظمة الخالق حينما أكد أن العدل أساس الملك .
الكتاب تناول أيضاً مباحث عن « التحفيز عن الالتزام بالقوانين والأوامر، والتحفيز على بيان المنفعة الكبيرة للشيء، والتحفيز على أخذ مكافأة نهاية الخدمة، و التحفيز على التطهر، والتحفيز على النظافة والتجميل، والتحفيز على التغيير بحثاً عما نحب، والتحفيز على قبول الاعتذار، والتحفيز على عدم مزاحمة الآخرين وإعطائهم الأولوية، التحفيز على زيادة الرزق، والتحفيز على السعى للفوز بالجنة حال حياتنا، والتحفيز على الإكثار من مبررات طلب استعمال الرأفة، التحفيز على ركوب البحر والسفر للسعي، التحفيز للإعراب عن الحب، التحفيز بالتيسير، التحفيز على فتح حساب للإنفاق منه فى الآخرة، التحفيز على استصدار بوليصة تأمين للأطفال الصغار، التحفيز على التأمين لإيجاد مخرج، التحفيز على أن نسعى لنيل بر الله سبحانه وتعالي، التحفيز على أن نكون ممن يحبهم الله والتحفيز على القبول والشكر.


مصر فى القرآن
المبحث الأخير فى الكتاب كان متميزاً ومتفرداً، حيث استدل «عامر»  من فهمه للآيات التى ورد بها ذكر مصر، أن هناك إشارات ربانية حفزت على زيارتها، حيث اختصها الله سبحانه وتعالى بأن تكون مسرحاً لكثير من الأحداث التاريخية، فعلى أرضها عاش نبى الله يوسف ونبى الله يعقوب، ودارت على أرضها قصة موسى وأخيه هارون مع فرعون، وعاش بها نبى الله إدريس، واحتمت بها العذراء مريم ونبى الله عيسي، ولا يوجد مكان على وجه الأرض تجلى فيه الله سوى مصر على جبل الطور، وأقسم الله بجبل الطور فى كتابه.
وفى النهاية، فالكتاب يعد مرجعاً لمن يبحث على النجاح، فالكاتب استند على القرآن الكريم فى شرح وجهة نظره، علاوة على أنه اجتهد وتدبر معانى القرآن كما أمر الله سبحانه وتعالي، فى رسالة منه أن أسرار القرآن لا تنتهى ولا تنضب، علاوة على أن الكاتب حاول إرسال رسالة مفادها أن علاقتنا بالله لا بد بأن نستمتع فيها بالتجارة معه فهى رابحة، ويستلهم كل شخص الحافز الذى يقربه من الله، ويستلهم منها الآليات التى تمكنه من التعامل به فى حياته، فيكون قد جمع مفاتيح التعامل مع النفس البشرية، ما يساعده على تحقيق نجاح أفضل فى حياته، فالكتاب دعوة لتطبيق آليات التحفيز الإلهى، ودعوة لننظر كيف حفزنا الأعظم؟