الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكاية إفريقيا (20) اللقب الأول لجنوب إفريقيا.. وغياب نيجيريا لأسباب «غير كروية»

حكاية إفريقيا (20) اللقب الأول لجنوب إفريقيا.. وغياب نيجيريا لأسباب «غير كروية»
حكاية إفريقيا (20) اللقب الأول لجنوب إفريقيا.. وغياب نيجيريا لأسباب «غير كروية»




«نيلسون مانديلا» هو الاسم الأبرز فى قارة إفريقيا خاصة فى حقبة اوئل التسعينات من القرن الماضى فهو المناضل الشريف ضد العنصرية حتى انتصر، وفى 9 مايو 1994 انتخب نيلسون مانديلا رئيساً لجمهورية جنوب افريقيا، وأراد المناضل الذى اصبح رئيساً إعادة بلاده للواجهة القارية والدولية باحثاًعن اللحاق بركب التطور بعد عثرات الماضي. وكان مانديلا يرى أن الرياضة رسالة مهمة لتوحيد الشعوب، فسعى لاستضافة البلاد للفعاليات الرياضية الكبرى، فاستضاف كأس العالم للرجبى عام  1995 وتُوج بها المنتخب الجنوب إفريقى، ثم جاء الدور على كرة القدم، وأمم إفريقيا فتقدمت جنوب إفريقيا لتنظيمها فى تحدى كبير كون أن شعبية كرة القدم فى جنوب إفريقيا آنذاك كانت فى المرتبة الثالثة بعد الرجبى والكريكيت، ولكن مانديلا راهن على شعبية كرة القدم فى أوساط المواطنين الأصليين لبلاده، وقد كان ونالت جنوب إفريقيا شرف استضافة النسخة الـ20 من كأس الأمم الإفريقية والتى ارتفع فيها عدد الدول المشاركة الى 16 دولة لأول مرة .
تحدد موعد البطولة فى الفترة من 13 يناير إلى 2 فبراير من عام 1996، وشهدت البطولة نظاما جديدا، نظراً لزيادة عدد المنتخبات إلى 16 منتخبا حيث تم تقسيم المنتخبات الـ 16 الى اربع مجموعات كل مجموعة تضم اربع منتخبات يصعد أول وثانى كل مجموعة لدور الثمانية، ولكن قبل البطولة بأيام وبعد إجراء القرعة حدثت أزمة سياسية بين جنوب إفريقيا متمثلة فى زعيمها ورئيسها نيلسون مانديلا وبين دولة نيجيريا متمثلة فى رئيسها آنذاك الجنرال سامى أباشا الذى أعدم 8 معارضين له فى نوفمبر 1995 فى قرار أثار غضب زعماء القارة والعالم، وخصيصاً مانديلا، الذى طالب بمقاطعة شراء الذهب والنفط من نيجيريا احتجاجاً على عملية الإعدام، ذلك الاحتجاج الذى اعتبره أباشا تدخلاً فى شئون بلاده، ورد عليه بأمر منتخب بلاده بالانسحاب من أمم أفريقيا فى جنوب أفريقيا، فى قرار مفاجئ حتى لاعب ومسئولى الفريق، وأدى لثورة كبيرة من الجماهير. أصر أباشا على موقفه وفسره بأنه يخشى على نجومه من التواجد فى بلاد مانديلا، وأقنع لاعبيه برفض المشاركة ومساندة قراره بعد رفضهم فى البداية الانصياع لأوامره وانتقاده علناً فى وسائل الإعلام، وانسحبت نيجيرياً فعلاً قبل أيام فقط من انطلاق البطولة رغم تهديدات الاتحاد الأفريقى بالإيقاف لست سنوات، وتوسل المسئولين والرعاة لأباشا ليتراجع عن قراره، ولكن دون جدوى.
لتبدأ البطولة بمشاركة 15 فريقاً فقط بعد انسحاب نيجيريا حامل اللقب، ورفض غينيا أن تحل محلها  بحجة عدم وجود وقت كاف للاستعداد، ولكن وسائل الإعلام آنذاك ذكرت أن السبب الحقيقى هو ضغط أباشا عليها للرفض وتهديدها بعقوبات سياسية واقتصادية.
 وكانت قرعة البطولة قد أسفرت عن وقوع منتخبنا الوطنى فى المجموعة الأولى التى ضمت معه منتخبات كل من الكاميرون، أنجولا، وجنوب إفريقيا، وضمت المجموعة الثانية منتخبات الجزائر، زامبيا، سيراليون، وبوركينا فاسو، بينما ضمت المجموعة الثالثة منتخبات ليبيريا، زائير، والكونغو، بعد انسحاب نيجيريا، فيما ضمت المجموعة الرابعة منتخبات تونس، موزمبيق، غانا وكوت ديفوار.
شهدت البطولة مولد جيل ذهبى من اللاعبين بجنوب إفريقيا، بعد الفوز على الكاميرون فى الافتتاح بثلاثية نظيفة بأقدام فيل ماسينجا، ومارك وليامز، وجون موشوي، وأحرز النجم  أحمد الكأس هدفى فوز مصر على أنجولا 2-1. فى الجولة الثانية خسرت مصر أمام الكاميرون2/1، وأحرز هدف مصر الوحيد على ماهر، بينما فاز منتخبنا فى الجولة الثالثة على جنوب إفريقيا بهدف دون رد لأحمد الكأس. وتأهلت جنوب إفريقيا لدور الثمانية متصدرة المجموعة بفارق هدفين عن منتخبنا الوطنى الذى حل فى المركز الثانى وتأهل أيضاً.
فى المجموعة الثانية استطاعت زامبيا والجزائر حصد 7 نقاط لكلا منهما ليتأهلا سويا لدور الثمانية، فيما تأهل عن المجموعة الثالثة منتخبى الجابون والكونغو. وشهدت المجموعة الرابعة تألق نجوم غانا، الذين قادوا منتخبهم لصدارة المجموعة برصيد 9 نقاط والعلامة الكاملة بعد الفوز على كوت ديفوار 2-0، وعلى تونس 2-1، وعلى موزمبيق 2-0، بينما لحقت تونس بها فى المركز الثانى برصيد 4 نقاط، بعد التعادل مع موزمبيق 1-1، للراحل الهادى بالرخيصة، والفوز على كوت ديفوار 3-1، لعماد بن يونس، وعبدالقادر بلحسن.
فى 27 و 28 يناير 1996 انطلقت مباريات الدور ربع النهائى «دور الثمانية» وفِى هذا الدور فشلت الجزائر ومصر فى مواصلة التألق والاستمرار فى البطولة، فخسرت الجزائر  أمام جنوب افريقيا 1-2، بينما خسر منتخبنا  أمام زامبيا 1-3، بالرغم من تقدم مصر فى الشوط الأول  بهدف لسمير كمونة، وفِى اللقاءين المتبقيين من هذا الدور تغلبت غانا على زائير بهدف لأنتونى يبيواه، وأكملت تونس عقد الفرق الأربع المتأهلة إلى الدور نصف النهائي، بعد الفوز على الجابون بركلات الترجيح 4-1، حيث انتهى الوقت الأصلى للمباراة بالتعادل الإيجابى 1-1.
شهد يوم  31 يناير انطلاق مباريات الدور قبل النهائى، حيث  تأهل المنتخب التونسى للمباراة النهائية بعد الفوز على زامبيا 4-2، وحجزت جنوب إفريقيا البطاقة الثانية على حساب غانا بثلاثية، جون موشوى، ومارك وليامز.
ليلتقى المنتخب الغانى مع نظيره الزامبى فى مباراة تحديد المركز الثالث ويتلقى الهزيمة بهدف نظيف لتكون الميدالية البرونزية من نصيب زامبيا.
ويأتى الموعد المرتقب المباراة النهائية والتى أقيمت فى  3 فبراير 1996 على ملعب البنك الوطنى الأول بجوهانسبرج وأمام 80 ألف متفرج، وجمعت بين المنتخب الجنوب إفريقى ونظيره التونسى وأدارها تحكيمياً الأوغندى تشارلز ماسيمبى، تلك المباراة التى حفر فيها أصحاب الأرض والجماهير أسماءهم فى خانة المتوجين لأول مرة فى تاريخهم، بعد الفوز على تونس 2-0، بأقدام مارك وليامز صاحب الهدفين.
شهدت تلك البطولة إحراز 78 هدفا وتوج الزامبى كالوشا بواليا بلقبى الهداف برصيد 5 أهداف.