الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«إمام أوغلو» قاهر الديكتاتور

«إمام أوغلو» قاهر الديكتاتور
«إمام أوغلو» قاهر الديكتاتور




شهدت شوارع المدينة التركية الكبيرة احتفالات كبيرة بإعلان فوز إمام أوغلو، فى الانتخابات البلدية، أمام مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا بن على يلدريم، حيث خرجت مسيرات فى شوارعها للاحتفال بفوز مرشح المعارضة التركية، مع وعود بـ«بداية جديدة» لكل من المدينة والدولة.

انتعاش الليرة


ارتفعت قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكى، أمس، بعد ظهور نتيجة انتخابات بلدية إسطنبول التى أنهت شهورا من عدم اليقين، بفوز ساحق للمعارضة فى أكبر مدن البلاد.. وبلغت قيمة الدولار 5.717 ليرة، أمس الاثنين، بارتفاع بنحو 2%، بعد ساعات فقط من فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، على منافسه بن على يلدريم، فى أول تغيير رئيسى منذ 25 عاما.

غليان فى الحزب الحاكم


ويعيش حزب العدالة والتنمية فى إسطنبول حالة من الغليان، وصلت إلى مطالب أعضاء الحزب بإقالة الهيئة الرئاسية، مشيرا إلى أن رئيس الحزب فى إسطنبول سيستقيل، إذ اعتبر محللون سياسيون أتراك أن ما حصل محفز كبير للمعارضة، مؤكدين أن الخطر على حزب العدالة والتنمية بات محدقا أكثر من أى وقت مضى، خاصة فى البعد الداخلى، وتساءل بعضهم هل توجد شخصية داخل العدالة والتنمية يمكنها أن تهزم إمام أوغلو فى أى انتخابات!

«فوز المعارضة.. صفعة مذلة»


فوز المعارضة قد يكون بمثابة فجر جديد لتركيا، ستبدأ معه تغييرات فى السياسات الداخلية والخارجية، إذ إن فوز إمام أوغلو سيمنحه قاعدة شعبية عريضة ونفوذاً سياسياً واسعاً من شأنه أن يهدد وضع أردوغان على الأمد البعيد.
من شأن فوز المعارضة أيضا أن يعزز الانشقاقات داخل «العدالة والتنمية»، بسبب فقدان الحزب الحاكم لهيبته داخل تركيا وانهيار قبضتهم على مفاصل الدولة، وفقدان رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب الثقة فى أعضاء الحزب، ومن ثم فشل أغلب مشاريعهم الاستثمارية، ويمكن أن يعزز ذلك نزعات الانشقاق داخل الحزب، إذ سيسعى رجال أردوغان للهروب من مسئولية الهزيمة وعواقب فوز المعارضة.
ولا يمكن أن يكون فوز إمام أوغلو بمثابة العصا السحرية التى ستغير حال تركيا للأفضل، إذ إن فوز المعارضة لن يغير من واقع تمتع أردوغان بجميع الصلاحيات، ومن الممكن أن تحظى اسطنبول بحل لمشكلة الإسراف والإهدار التى اتهم بها حزب العدالة والتنمية مرارًا، فضلا عن تخفيض أسعار وسائل النقل والخدمات التعليمية، وتقديم مساهمات مالية بمقدار 2000 ليرة للعائلات تحت خط الفقر، وتخفيض نسبة البطالة التى تتجاوز الـ15%، إذ ستعمل البلدية على توفير عمل لـ200 ألف شاب عاطل.

سيناريو دميرطاش

وبالرغم من كونها انتخابات محلية فإن هيمنة المعارضة على اسطنبول سيتسبب فى تغيير قواعد اللعبة السياسية فى تركيا وقد ينجح سيناريو الزعيم الكردى صلاح الدين دميرطاش هذه المرة، ويتمكن «أوغلو» من قيادة البرلمان وتشكيل مجموعة برلمانية والحصول على الغالبية ثم تشكيل الحكومة، والتمهيد لسحب البسطام من تحت أقدام أردوغان لتقلد منصب الرئيس، وهو نفسه سيناريو صعود أردوغان، وبالتالى سيكون لذلك تأثيره على السياسات الخارجية من خلال إحداث التوازن مع الاتحاد الأوروبى، وتخفيف الجفاء فى العلاقات مع الولايات المتحدة، والابتعاد قليلا عن إيران، إلى جانب إمكانية حدوث تغيير فى العلاقات السيئة لتركيا مع الدول العربية كالسعودية ومصر والإمارات والبحرين.