الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

برج القديس.. تجربة رائدة لحفظ المقتنيات التاريخية بدير سانت كاترين

برج القديس.. تجربة رائدة لحفظ المقتنيات التاريخية بدير سانت كاترين
برج القديس.. تجربة رائدة لحفظ المقتنيات التاريخية بدير سانت كاترين




كشف د.عبد الرحيم ريحان خبير الآثار ومدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بآثار جنوب سيناء تجربة رائدة لإنشاء معارض ذاتية داخل أديرة، بإحياء متحف قديم لعرض مقتنياته الأثرية، حيث استغل رهبان دير سانت كاترين موقعا تاريخيا بأحد أبراج الدير بمنتصف الجدار الشمالى الشرقى وهو برج القديس جورج، ليكون معرضًا دائمًا لمقتنيات وأيقونات الدير يطلق عليه متحف الدير.
وقال: يتكون البرج من أربعة مستويات، الأول به مدخل الحجاج المسيحيين، حيث كانوا يدخلون منه إلى الدير، والثانى يسمى (سكيفو فيلاكيون)، وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات – أوانى مقدسة – ثياب مقدسة ومخطوطات الدير، فهو بمثابة متحف الدير القديم، والثالث به الدوفارة وهو الونش الذى يتم عن طريقه سحب المؤن، وأحيانًا الأشخاص للدير فى العصور الوسطى، والرابع به كنيسة القديس جورج التى أعيد بناؤها عام 1803م.
وأضاف ريحان أن هذا البرج ما يزال يحتفظ بالتخطيط الأصلى منذ بناء الدير فى القرن السادس الميلادى، شاملاً الدراوى العلوية والممر الداخلى، وقد حدث زلزال فى القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلادى أدى لتهدم جزء من البرج وفى عام 1798م تهدم جزء آخر من البرج نتيجة سيول شديدة، وقام كليبر الذى أرسله نابليون عام 1801م بترميم البرج وفى هذا الترميم تم كساء البرج من الخارج بكسوة خارجية غيرت من شكل البرج الذى كان فى الأصل برجاً مربعاً وفى عام 1971م تهدم الجزء العلوى من البرج شاملاً كنيسة القديس جورج نتيجة حريق ولم تصل النار للمخطوطات الموجودة بالسكيفوفيلاكيون.
وتابع: وقد أجريت ترميمات سريعة بالبرج عام 1977 للجزء الجنوبى من كنيسة القديس جورج بعمل أرضية أسمنتية وأعيد بناء السكيفو فيلاكيون باستخدام الأسمنت واستعملت لوقت قصير عام 1988 كسكن مؤقت لمطران الدير ومنذ عام 1988 حتى عام 2001 استخدمت مخزنا، وتم ترميم الواجهة عام 2001 وإعدادها كقاعة لعرض أيقونات الدير طبقاً لأساليب العرض العالمية.
وهى الآن معرض لأيقونات وذخائر الدير يضم أشهر أيقونات الدير كما يضم العهدة النبوية وهو كتاب العهد الذى كتب للدير فى عهد نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام وكان الأصل محفوظًا فى الدير إلى أن استولى عليه السلطان العثمانى سليم الأول عام 1517م فأخذ الأصل وأعطاهم نسخة معتمدة منه مع ترجمتها بالتركية وقد تقدم الدكتور ريحان بمذكرة علمية للمجلس الأعلى للآثار طالبًا عودة هذا المخطوط من تركيا.
وقال: المعرض يضم عدة نسخ من صورة العهدة النبوية المعتمدة، الني يؤمّن فيها رسول الله «ص» المسيحيين على أموالهم وأنفسهم ومقدساتهم وممتلكاتهم، كما يحوى أشهر مخطوطات الدير والتحف الفنية المختلفة المهداة للدير عبر العصور، من تحف معدنية وخشبية رائعة، ويقع المتحف فى أجمل موقع بالدير مواجهاً كنيسة التجلى الكنيسة الرئيسية بالدير وشجرة العليقة الملتهبة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتعانق برج كنيسة التجلى مع مئذنة الجامع الفاطمى داخل الدير لتتعانق الأديان فى بقعة واحدة لا مثيل لها فى العالم، وطالب بتعميم تجربة العرض المتحفى لتشمل بقية الأديرة والكنائس التى تمتلك مقتنيات، والمساجد الأثرية والقصور التاريخية والوزارات والنقابات والنوادى العريقة والبنوك وغيرها.