الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

4 حصـون حمت مصر من مخاطر البوابة الشرقية فى العصر البيزنطى

4 حصـون حمت مصر من مخاطر البوابة الشرقية فى العصر البيزنطى
4 حصـون حمت مصر من مخاطر البوابة الشرقية فى العصر البيزنطى




كتب - علاء الدين ظاهر


أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية  والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن الإمبراطور جستنيان حرص فى القرن السادس الميلادى على تحصين مداخل سيناء، ببنائه عدة نقاط للحراسة على رءوس التلال المهمة بين العريش ونخل بوسط سيناء، للدفاع عنها ضد أخطار الفرس الذين احتكروا تجارة الحرير.
وكشف ريحان تاريخ 4 حصون أثرية مهمة بسيناء وهى حصن ودير الوادى بطور سيناء،والمسجل بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 987 فى  30 مارس 2009 باعتبار منطقة حفائر دير الوادى – قرية الوادى- محافظة جنوب سيناء من الأراضى الأثرية،وقد أنشئ كحصن رومانى أعيد استخدامه كدير محصّن فى عهد الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى متوافقًا مع خطة جستنيان الحربية لإنشاء حصون لحماية حدود الإمبراطورية الشرقية ضد غزوات الفرس،كما أعيد استخدامه كأحد الحصون الطورية فى العصر الفاطمى كما ورد فى عهود الأمان من الخلفاء المسلمين المحفوظة بدير سانت كاترين كما عثر به على تحف منقولة مهمة من العصر الفاطمى، ويعد حصن ودير الوادى تحفة معمارية فريدة.
وهناك أيضا حصن الفرما بشمال سيناء،حيث إن الفرما تضم آثارًا عديدة رومانية ومسيحية وإسلامية،وتضم خزانات مياه ومنطقة صناعية لصناعة الزجاج والبرونز والفخار والعديد من الكنائس حيث تعتبر مدارس فنية فى طرز العمارة المسيحية ومنها كنائس بيلوزيوم والمعمودية وكنائس تل مخزن وكنيسة كبرى ذات تخطيط متعامد وتضم الفرما قلعة حصن الطينة على البحر المتوسط  الذى بناها الخليفة العباسى المتوكل على الله وتولى بناؤها عنبسة بن اسحق أمير مصر فى سنة 239هـ 853م  عندما بنى حصن دمياط وحصن تنيس.
أما الحصن والفنار البيزنطى بجزيرة فرعون بطابا،فقد أوضح ريحان أن بناءه كان فى عهد الإمبراطور جستنيان لحماية التجارة البيزنطية،وقد تم الكشف عن كنيسة بيزنطية داخل الجزيرة حفظت كاملة حين إنشاء صلاح الدين الأيوبى لقلعته الشهيرة على الجزيرة عام 567هـ 1171م،والفنار يقع فوق التل الجنوبى بجزيرة فرعون لإرشاد السفن التجارية عند رأس خليج العقبة وترك حامية من الجنود لإدارة وحراسة الفنار، لذلك أنشأ لهم أماكن معيشة وغرف حراسة حول هذا الفنار فى مبنى محصّن.
وأكد ريحان أن الإمبراطور جستنيان لم ينشئ دير سانت كاترين على أساس دينى صرف، ولكنه جزء من خطته الحربية، فلقد قام ببناء تحصينات على الحدود الشرقية للإمبراطورية من حدود سوريا إلى شمال أفريقيا لتحمى طرق التجارة ضد قبائل الصحراء والجبال الوعرة، ونماذج الحصون هذه أصبحت هى النموذج للأديرة الكبيرة حتى ولو لم تكن هناك ضرورة حماية عسكرية للمكان، وإن كان السبب المباشر لبناء دير سانت كاترين هو الإستجابة لمناشدة الرهبان حول الجبل المقدس ولكنه وجدها فرصة لتحقيق أهدافه الأبعد من ذلك وهى تأمين الحدود الشرقية للإمبراطورية والدفاع عن مصر ضد أخطار الفرس.