الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مرصد الإفتاء يحذر: «القاعدة» أعاد توطيد صفوفه وبات الخطر الأكبر بعد اندثار داعش

مرصد الإفتاء يحذر: «القاعدة» أعاد توطيد صفوفه وبات الخطر الأكبر بعد اندثار داعش
مرصد الإفتاء يحذر: «القاعدة» أعاد توطيد صفوفه وبات الخطر الأكبر بعد اندثار داعش




كتب - صبحى مجاهد

قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن تنظيم القاعدة بات أكثر نشاطًا مما كان عليه فى السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن سعى إلى توطيد صفوفه وتوحيدها فى كثير من المناطق المنتشر بها، وأوضح المرصد أن تنظيم القاعدة هو أكثر الفواعل المستفيدة منذ ظهور تنظيم داعش فى 2014، حيث سعى إلى إعادة تكييف استراتيجياته لتواكب التطورات المستمرة منذ ذاك الحين.


أضاف المرصد أن تنظيم القاعدة عمل على عدة مرتكزات أساسية منذ عام 2014 وحتى الآن، أبرزها الانسحاب المؤقت من عدة ساحات ومناطق خاصة تلك التى حظيت بزخم عسكرى كبير من قِبل التحالفات الدولية مثل العراق وسوريا، وسعى فى الوقت ذاته إلى لململة صفوفه والحفاظ على فروعه وتوحيدها فى بعض الساحات مثل غرب أفريقيا، فيما سعى سعيًا وئيدًا نحو إعادة بناء شبكات جديدة وتقوية روابطها فى مناطق أخرى مثل تلك المنظمات التى أسست فى باكستان وكشمير منذ 2014.
وأكد المرصد أن التنظيم -بعد هزيمة داعش فى مناطق عدة أبرزها سوريا والعراق وليبيا- بات يتطلع أكثر إلى الانتقال للمرحلة الثانية بعد الإعداد والتأسيس والدمج، وهى مرحلة التوسع على المستوى الإعلامى والدعائى وكذلك الحركى والميدانى، وهو ما يتضح فى استراتيجية التنظيم فى باكستان وأفغانستان والهند.
ميدانيًّا أوضح المرصد أن منطقة كشمير باتت تشهد زخمًا متزايدًا من قِبل تنظيمات موالية للقاعدة، ترجع جذورها إلى 2014 حينما أعلن الظواهرى تأسيس أحدث فروع تنظيمه تحت اسم «قاعدة الجهاد بشبه القارة الهندية» وتولى آنذاك أحد قيادات حركة طالبان باكستان زعامة التنظيم.. ومنذ تأسيسه سعى التنظيم إلى تنفيذ عدد من الهجمات الإرهابية والاغتيالات خاصة فى باكستان وبنجلاديش، وشهد 2015 العدد الأكبر من هجمات التنظيم الوليد، ثم عاد مرة أخرى للخفوت منذ 2016 ليصل إلى أدنى فعاليته فى 2018.  وأشار المرصد إلى أن تنظيم القاعدة بشبه القارة الهندية ليس التنظيم الوحيد المبايع لتنظيم القاعدة الأم، ولكن توجد فروع تاريخية وقديمة خاصة بمنطقة كشمير تشير إلى ارتباطات وثيقة بتنظيم طالبان والقاعدة.. وتسعى القاعدة فى الوقت الراهن إلى دمج تلك التنظيمات فى تنظيم واحد، وهو ما تظهره دعوة زعيم تنظيم «أنصار غزوة الهند» الجديد المدعو «عبد الحميد لحنري» فى تسجيل صوتى إلى إنشاء مجلس شورى مستقل لتقرير العمليات التى يتعين القيام بها. وكشف المرصد أن تنامى نشاط التنظيم الميدانى يأتى متزامنًا مع الحرب الضروس التى تقودها القوات الأمنية الهندية والباكستانية ضد تلك التنظيمات، كان أبرز نتائجها مقتل المتحدث باسم تنظيم «أنصار غزوة الهند» فى يونيو الماضي، واعتقال زعيم تنظيم «عسكر طيبة» و12 عضوًا آخرين من التنظيم متهمين بتهمة غسيل الأموال وتمويل وتقديم الدعم للجماعات الإرهابية، من أبرزها تنظيما طالبان والقاعدة.. كما يتزامن ذلك مع إعلان تنظيم داعش تأسيس تنظيم تابع لها بكشمير، مما يعنى تحول الإقليم إلى ساحة منافسة شرسة وساحة صراع جديدة بين القاعدة وداعش.
فى السياق ذاته، وعلى المستوى الإعلامي؛ أكد المرصد أنه تم رصد نشاط مكثف لتنظيم القاعدة فى كشمير خاصة منذ بداية 2019، حيث بات تركيز إصدارات مؤسسة السحاب المحسوبة على التنظيم فى زيادة عدد إصداراتها المرئية والمقروءة الناطقة باللغة الأردية وباللغات المحلية فى تلك المناطق، وإطلاق عدد من الإصدارات الدورية والمجلات الناطقة باللغات المحلية مثل مجلتى «حطين، نوائى أفغان جماد»، توجيه خطابات مباشرة من قِبل قيادة التنظيم إلى أنصاره، فقد وجه زعيم التنظيم أيمن الظواهرى حديثه فى يوليو الماضى إلى القاعدة بشبه القارة الهندية محرضًا أنصاره على القتال فى كشمير ومواجهة الاستخبارات المركزية الباكستانية.
فى الختام دعا مرصد الإفتاء إلى ضرورة توجيه الجهد الدولى العام لمحاربة تنظيم القاعدة وتفرعاته المختلفة، حيث بات يمثل التهديد الأكبر للمجتمعات خاصة بعد أن فتح صراعات فى جبهات مفتوحة ومتعددة، الهدف منها استنزاف قدرات وموارد أجهزة الأمن الدولية، وتشتيت العمل الدولى المنظم، كما أنه يعد التنظيم الأخطر بعد داعش حيث يعتمد على خطط واستراتيجيات منسقة ومنتظمة ولا يعمل بشكل عشوائى.