الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإسكندرية فى عيون الصحافة الفرانكفونية المصرية

الإسكندرية فى عيون الصحافة الفرانكفونية المصرية
الإسكندرية فى عيون الصحافة الفرانكفونية المصرية




 الإسكندرية - نسرين عبد الرحيم


منذ عهد محمد على باشا ارتبطت اللغة الفرنسية بالنخبة الثقافية حيث كانت الفرنسية هى اللغة الغالبة بعد اللغة العربية وقد برزت الصحافة الفرانكفونية بشكل أكثر بالإسكندرية, حيث كان هناك أكثر من 200 صحيفة فرنسية مصرية تصدر من الإسكندرية وعمل بتلك الصحف مختلف الجاليات وأبناء المدارس الفرنسية والكتاب الفرنسيون والكتاب المصريون، وقد ركزت الصحافة الفرنسية على «الصورة» بشكل كبير وعلى إبراز الجوانب الإيجابية للإسكندرية ومدى تنوعها الحضارى والثقافى حيث كانت تضم جنسيات مختلفة وتعتبر الفترة من 1939\1919 هى فترة ازدهار التنوع الثقافى والعرقى وأيضا فترة الازدهار للصحافة الفرنسية وهو ما أكدته الباحثة ياسمين حجاج المدرس بكلية الآداب قسم اللغة الفرنسية جامعة الإسكندرية, من خلال رسالتها للدكتوراه التى جاءت تحت عنوان «الإسكندرية فى عيون الصحافة الفرانكوفونية خلال فترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية», والتى استعانت لإعدادها بمركز الدراسات السكندرية التابع للمجلس القومى للبحث العلمى بفرنسا حيث وثق المجلس للصحافة الفرنسية التى كانت تصدر من مصر
وقد أكدت د.ياسمين أن فترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية كانت فترة وجود بعثات مختلفة من فرنسا بمصر وقاموا بتأسيس عدد من المدارس الفرنسية وأغلبها بالإسكندرية وعند تخرج الطلاب شاركوا فى الكتابة فى الصحف والمجلات الفرنسية المختلفة وأيضا شارك فيها مختلف الجنسيات الأوروبية التى كانت موجودة بالثغر وقد اختفت تلك الصحف ولم يعد هناك سوى إصدارين فقط وكانت بداية الاختفاء فى الستينات نتيجة لرحيل رواد الجاليات الأوروبية المختلفة عقب الحرب العالمية الثانية مما أدى أيضا إلى اختفاء القراء. وتضيف استنتجت من هذه الصحافة صورة الإسكندرية التى أراد محررو الصحف تصديرها عن لؤلؤة البحر المتوسط كصورة دعائية لا تخلو من بعد تاريخى وأدبى وفنى.  وأضافت أنه من أهم المجلات والصحف الفرانكفونية المصرية التى تناولت مدينة الإسكندرية مجلة «مصر الجديدة»،  الجريدة «المصرية» برئاسة هدى شعراوى وسيزا نبراوي، وكتب فيها شعراء وكتاب فرانكفونيون مثل أحمد راسم وأحمد رشاد وفولاد يكن وتناولت قضايا المرأة.»مجلة الإصلاح المصورة»، مجلة اجتماعية خفيفة صدرت فى الإسكندرية. «الإسكندرية ملكة المتوسط» وهو إصدار من بلدية المدينة ويتناول إبراز جمال المدينة ومعالمها السياحية وشعار المدينة الرسمى كان «الإسكندرية ملكة المتوسط» حيث كتب عن المدينة كتاب يعشقونها حسب ما قالوه وأكثرهم من الجاليات الأجنبية وتطرقوا لمعالم الإسكندرية التاريخية مثل الفنار وكليوباترا وسانت كاترين ومقبرة الإسكندر والمناظر الجميلة مثل الحدائق وأيضاً مما تناولوه مشروعات بناء الإستاد وترام الرمل واحتوت المجلة على إنتاج أدبى فى وصف المدينة من قصص وأشعار. وأيضا مثل المتحف اليونانى الروماني, كوم الشقافة, صور قديمة للإسكندرية فى القرن الثامن عشر حيث كانت المدينة شبه مهجورة نتيجة عدم الاهتمام بها واقتصرت على حركة التجارة البسيطة فى الميناء.
وأيضا اهتمت الصحف بالجوانب الاقتصادية مثل البورصة بمحطة الرمل وكالات القطن بمينا البصل واجهات المحال التجارية, البنوك, المستشفيات، وأيضا الحدائق مثل أنطونيادس والشلالات والأوبرا أو مسرح محمد على الذى شهد عروضا للأوبرا الملكى أما عن دور السينمات فمن أهم دور السينما الـAlhambra،
وأوضحت أن الصور الغالبة على الإسكندرية فى تلك الفترة هى التى كونت شعار الإسكندرية «ملكة المتوسط» وقد كانت العناصر المسيطرة على أغلب تلك الصور النخل والقوارب الشراعية والنورس والعناصر والأعمدة اليونانية.