الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فيس بوك» + المراهقين = خطر

«فيس بوك» + المراهقين = خطر
«فيس بوك» + المراهقين = خطر




 مع تطور العصر وتزايد التفاعل الشبابى عبر مواقع التواصل الاجتماعى أصبح هناك مساحة واسعة للمراهقين ببث العديد من الفيديوهات التى لا تلتزم بقيم أو تراعى أسس دين سواء فى نقل فيديوهات فاضحة بالرقص العارى أو من خلال فيديوهات  برسائل دينية مظلمة.

الأمر الذى أصبح ظاهرة تهدد  كيان المجتمع ومستقبله خاصة فى ظل وجود شريحة كبيرة من رواد تلك المواقع ليسوا على القدر الكافى من الوعي، وتقدير عواقب مشاركة فيديوهات الرقص والعري، وكذا التحريض على انتهاك الخصوصية، والاغتيال المعنوى لأشخاص استيقظوا فى الصباح الباكر ليجدوا أنفسهم مادة للسخرية.
إن فيس بوك المراهقين، لا يعنى بالضرورة أنه يخص فئة عمرية محددة تتراوح ما بين الثانية عشرة وحتى الثامنة عشرة، بل إن المراهقة هنا قد تكون فكرية، وهذا ما يراه الشيخ أحمد ترك، العالم بوزارة الأوقاف، حيث يجد أن شريحة كبيرة من جمهور مستخدمى الفيس بوك تحديدا، قد أصابتهم المراهقة الفكرية، من حيث مشاركة مقاطع الفيديو التى لا ترقى لطفل صغير أن يشاركها على فيس بوك.
كما وجدت الأخبار المفبركة طريقها للتداول بمنتهى السهولة على فيس بوك، على حد قول الشيخ «ترك» لـ «روزاليوسف»، ويتابع: «هذا إيذاء للمؤمنين، وإثارة للبلبة، ولعب بأقدار ومصائر الناس»، مشيرا إلى أنه لا يجوز حتى نشر خبر أو مشاركته عبر فيس بوك، يخص الأعراض، إلا إذا كان ذلك بحكم نهائى بات من المحكمة، ويجب أن تتم مشاركة الخبر من مصدر موثوق يتضمن جميع التفاصيل، ولا يجتزء.
وفيما يخص انتشار تداول مقاطع العُرى والرقص على فيس بوك، يعتبر ذلك الشيخ أحمد ترك، نشرًا للفاحشة، مستشهدا بقوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ»، مؤكدا أن كل يشارك تلك الفيديوهات عبر فيس بوك يتحمل ذنب كل مشاهدة لها، حتى وإن كانت مشاركته بغرض السخرية والتهكم على مقطع الفيديو.
أما عن تطبيقات تحقيق المشاهدة من خلال البث المباشر، أو مقاطع الرقص على الأغانى «تيك توك»، فيقول الشيخ أحمد ترك إن الأموال المربوحة من ورائها حرام، لو كان غرض الظهور فيها الشهرة والتعري، فهؤلاء يبيعون أعراضهم مقابل المال.
من جانبها ترى الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب، وأستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية، أن ثقافة «تداول القبح» أسوأ ما فى عصرنا، بما يحوى من إفشاء للأسرار، ونشر للفضائح، وتداول العُرى والإسفاف بمنتهى السهولة، وغياب الضمائر، وانعدام ثقافة الحياء.
سبق وأن هاجمت الدكتورة آمنة مواقع التواصل الاجتماعى معتبرة إياها «فتنة العصر»، لكنها قوبلت بالهجوم آنذاك على حد قولها، وتتابع: «رواد الفيس بوك يكتسبون سيئات بالمجان، ونحن فى مرحلة الفتنة بهذه المواقع التى لم ننتفع بإيجابياتها، وأخرجت أسوأ ما فينا من قُبح»، مشيرة إلى انعدام ثقافة النشر والمشاركة لدى أغلب مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى.
تحذر أستاذة العقيدة والفلفسة كل من يروج للإسفاف والعُرى والفضائح: «ستُكبون على وجوهكم فى النار من حصائد ألسنتكم، كما قال رسولنا - عليه الصلاة والسلام - وليس لكم سوى نار جهنم»، متابعة: «أنا أستشعر الغربة من هذه الثقافة المعاصرة، وكأننى فى عالم آخر غير الذى تربيت فيه».
وتناشد الدكتورة آمنة نصير وزير الأوقاف بتخصيص يوم الجمعة المقبل لمناقشة ما يُنشر من قبح ويتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى، مع ضرورة توضيح موقف الإسلام من هذه الفوضى اللاأخلاقية التى اجتاحت مجتمعنا، نافية وجود آلية محددة لضبط إيقاع الاستخدام الرشيد على الفيس بوك.
الدكتورة يمنى أبوالنصر، تعمل كمعالج نفسى وسلوكى، وواعظة بوزارة الأوقاف، تستخدم الفيس بوك كوسيلة للتواصل مع الجمهور، لكنها ترى فى «الفيس بوك» ملاذا لفاقدى الهوية، وفرصة لتحقيق الشهرة المجانية على حساب العِرض والشرف، فتقول: «أنا واحدة من جيل عاش أزهى فترات التواصل المباشر مع الأشخاص، سواء جيران أو أقارب أو معارف، ثم تحولت كغيرى إلى وسائل التواصل الاجتماعي، مجاراة للتكنولوجيا فوجدت العجب العجاب».
تتابع الدكتورة يمنى: «البعض يلجأ إلى نشر فيديوهات العُرى والإسفاف لجذب الانتباه، ثم يتحول مع الوقت لواحد من منتجى تلك الفيديوهات عن طريق تطبيقات تسمح بكسب المال مقابل عدد المشاهدات، فأصبح نصف مستخدمى فيس بوك كم منتجى تلك المواد، والنصف الآخر يشاهدها ويشاركها».
تؤكد أبوالنصر على فكرة أن الطريق إلى جهنم قد يبدأ فعلا بضغطة زر المشاركة أو الإعجاب لمقطع فيديو خليع، أو آخر ينتهك الأعراض ويستبيح الخصوصية دون إدراك العواقب الوخيمة لذلك، متابعة: «للأسف الاستهانة بالنتائج تقودنا إلى استباحة النشر لأى شىء».