الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ميسترال.. شاعر العفوية

ميسترال.. شاعر العفوية
ميسترال.. شاعر العفوية




تحل علينا فى هذا الشهر ذكرى ميلاد الشاعر والآديب الفرنسى فردريك ميسترال، الذى ولد فى 8 سبتمبر 1830، وتوفى فى 25 مارس 1914.

 

ويعتبر ميسترال من أهم شعراء الأدب الفرنسي، وبروفانس تحديدًا، حيث إنه ساهم بشكل واضح وقوى فى إحياء اللغة الأوكسيتانية فى القرن التاسع عشر لغويا وأدبيا، والمقصود بها هى لغة أهل منطقة «بروفانس».
وبسبب عشقه لبلدته الأم بروفانس، فقد حمل فردريك ميسترال على عاتقه إحياء تراث هذه البلدة وتقديمها للعالم، وكان أحد الشخصيات المهمة فى حركة فليبريج، التى كانت تهدف إلى إحياء الثقافة فى بروفانس.
وكرس ميسترال حياته لكتابة الشعر، حيث ألف العديد من الدواوين الشعرية، والقصة، والمسرحية، بالإضافة إلى قاموس لهذه اللغة المعززة إلى قلبه، فكانت قصيدة «ميرايو» من أبرز أعماله الشعرية التى تحولت بعد ذلك إلى أوبرا، وتنوعت لغات مؤلفاته ما بين اللغة القسطانية، والبروفنسالية، والفرنسية.
كما حصل على جائزة نوبل فى الآداب فى 1904 مناصفة مع عالم الرياضات الإسبانى خوسيه إتشيجاراي، وقد عللت اللجنة ذلك بسبب «عفويته المنعشة»، وأيضا بسبب نشاطه كباحث للغة البروفانسالية.
ورغم دراسة ميسترال للحقوق فى ايكس عاصمة بروفاس القديمة بمارسيليا، إلا أنه لم يعمل فى هذا المجال، ولكنه لجأ للكتابة والترجمة، حيث قام بترجمة «سفر التكوين»، الذى يعد أول أسفار التوراة «أسفار موسى الخمسة»، إلى جانب أنه أول أسفار العهد القديم لدى المسيحيين، مدون بها أحداث عدة بدأت مع بداية الخليقة، وسيرة حياة بعض الأنبياء فى تلك الفترة، حتى فترة نهاية حياة يوسف.
واستطاع ميسترال بأعماله الأدبية إعادة مكانة اللغة البروفانسية، فقد رفعها إلى قمة الشعر الغنائي.
وتعتبر «ميرايو» واحدة من أبرز أعماله فى الأدب العالمي، التى تتناول ملحمة شعبية، وهى قصة شعرية طويلة، تمتلئ بالأحداث، وحكايات عن الشعوب فى بداية تاريخه، وتتحدث أيضا عن تحرك الجماعات بأكملها وبنائها للأمة والمجتمع، وتدور أحداث هذه الملحمة حول قصة حب جمعت بين الشاب «فانسان» بالجميلة البروفانسية «ميريى»، واستطاع المؤلف عبر هذا العمل طرح لغته، كما أنه جعل القارئ يشاركه فى مخزونه الثقافى عن تلك المنطقة من فرنسا، وبعد عامين من نشرها، نال جائزة الأكاديمية الفرنسية.
ومن أبرز أعماله أيضًا قصيدة سردية رائعة عن صياد بروڤانسال تسمى «كالندو»، كذلك كتابه «جزيرة الذهب» الذى تضمن مجموعة من القصص، والقصائد.