الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«تعبيرية لحظات» عمر النجدى و«وجوه» كريم القريطى فى «المسار»





 
 
يستعد الفنان عمر النجدى لافتتاح معرضه الجديد «تعبيرية اللحظات» بجاليرى المسار بالزمالك فى العاشر من مارس الجاري، وعن معنى عنوان معرضه يقول النجدى : «تعبيرية اللحظات» هى تعبيرية اللحظات الفارقة بين اليقين العاقل والواعى للإبداع الملموس، الذى يدخل فى نطاق واقعية المدارس الغربية منتسبا إلى الحضارة الإغريقية، بينما حضارات الشرق تنتمى للمدارس الرمزية واللازمنية، ووصولا إلى التجريدية المطلقة، وهنا ينبغى علينا القول بأن يقين اللاوعى المدرك بأفئدته ومشاعره الفياضة ما هو إلا تعبير لأدق الأحاسيس المطلقة والصادقة لما تحتويه من معاقل روحية خالصة فى وجدان الفنان الذى استقبل الصدمة البارقة ليترجمها لعواطف اللاوعى  وإدراك ناتج عن حدث ما غير متوقع يأخذ منه ما بظاهره بعد أن ينطبع فى دلالته حدث آخر، إن مشاهد هذا الحدث ينتقل لحاله من السكون، ثم سرعان ما تتفتح له أسرار مخزونه الغيبى مؤكدة على لحظة اندهاشه...تلك اللحظة التى ما هى إلا مرحلة اللاوعى الذى يعيش بها الفنان لحظة خلاص وجدانه بصدق الأداء فى عمل فني، يخاطب فيه مسار هويته لحظة هذا البرق...و عندما يرتد اللاوعى إلى واقعه، عندئذ  يحدث إتزان لقطبيهما فى ولادة جديدة مبتكرة.
هذه الفلسفة العميقة يترجمها النجدى بريشته فى لوحات فنية تتسم بالوضوح ونفوذ رؤيتها للمتلقى فى بساطة، فالنجدى بألوانه الدافئة التى تدور فى الباليتة الصفراء والذهبية يرسم شخوصه وكأنها لوحات مستطيلة اجتزأها من جدران المقابر الفرعونية ورسوم الإغريق ليعيد تشكيلها مرة أخرى فى أوضاع متجاورة وخط حركى متصل بينهم يخلق حوارا داخليا بالعمل الفنى يستشعره لمتلقى ويسمعه طالما تأمل العمل.
فى نفس الوقت يستعد أيضا الفنان كريم القريطى لافتتاح معرضه فى نفس التوقيت بنفس القاعة «وجوه عابرة» التى يستكمل فيها القريطى مشروعه الفنى الإنسانى فى دراسة الإنسان من خلال لوحاته التى يقدم فيها تكويناته القائمة على الإنسان البورتريه أو الأطراف، فى هذا المعرض يعرض القريطى زاوية جديدة من مشروعه الفنى تبرز فيها تقنيته المنفردة فى اللوحات الفنية، حيث رسم البورتريه بتفاصيله كاملة ومدروسة ثم يغطيها بطبقات لونية شفيفة أحيانا وجافة أحيانا، لتوحى بأنها وجوه من الذاكرة البصرية العابرة لكل فنان بصرى تحتفظ ذاكرته بعدد من الوجوه والنظرات والتعبيرات العديدة التى يقابلها فى طريقه، القريطى أيضا ابتكر تكوينات جديدة فى اجتزائه للقطات مختلفة من ذاكرته وتركيب البورتريهات بشكل مختلف فى أعماله.