السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التغيير الذي نريده
كتب

التغيير الذي نريده






كرم جبر روزاليوسف اليومية : 06 - 04 - 2010

مشروع كبير ننتظره من الحزب الوطني

1

- التغيير الذي نريده، يجب أن يبدأ من الحزب الوطني صاحب الأغلبية والشعبية، وأن يصوغ لنا مشروعاً يلتف حوله الناس ويشعرون بأنه لصالحهم، ويبدل وجه الحياة علي أرض مصر.

- الخيال لابد أن يبدع والعقل لابد أن يعمل والإعلام لابد أن يخرج من دائرة السواد والتشاؤم والاكتئاب، إعلام الدولة - علي الأقل - الذي يجب أن يغير المناخ السيئ.
- الحزب الوطني هو الذي بدأ فكر التغيير، والآن يسطو الجميع علي التغيير، إلا الحزب الوطني الذي يقف أحياناً مدافعاً، مع أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع.
2
- التغيير الذي نريده، يجب أن يمس حياة الناس ويرفع مستوياتهم المعيشية، ويخفف كل المشاكل والأزمات الحياتية، تغيير حقيقي وجذري وملموس ويدخل كل بيت.
- الحزب الوطني لديه كثير من الإنجازات التي يمكن استكمالها ووضعها في «مرحلة التشطيب»، لأن البناء يمكن ألا يشعر به أحد إذا أهملنا مرحلته الأخيرة.
- المثل يقول «يبوظ الطبخة علي مليم ملح ».. وهذا المليم، رغم صغره، يكون له مفعول السحر.. لابد من العثور عليه، حتي لا تبوظ الطبخة.
3
- «السطو علي التغيير هو موضة هذه الأيام.. ونسمع عن تغيير علي كل صنف ولون ومقاس، وأفكار ما أنزل الله بها من سلطان، مساوئها أكثر من منافعها.
- تغيير الدستور، تغيير السياسة الاقتصادية، تغيير النظام الانتخابي، تغيير نسبة العمال والفلاحين، وربما يصل الأمر إلي المطالبة بتغيير الشعب نفسه.
4
- باسم التغيير تُرتكب جرائم كثيرة.. تحالفات وتربيطات وتكتلات سياسية وحزبية، جري تجريبها مرات كثيرة في سنوات سابقة، وكان مصيرها الفشل.
- علي سبيل المثال.. كيف يتآلف حزب التجمع اليساري مع الجماعة المحظورة؟ مع أن أول من سيدفع الثمن سيكون اليسار واليساريين، وستعلق رءوسهم علي أعواد المشانق.
- اليسار المصري يضحي بتاريخه ومواقفه، من أجل المجهول، وللأسف الشديد فلن يستفيد شيئاً من المناورة المفضوحة التي تحاول المحظورة استثمارها، لتظهر كجماعة سياسية شرعية.
5
- ومثلاً.. ما الذي يدفع الناصريين إلي الارتماء في أحضان المحظورة رغم التباعد الفكري والعداء التاريخي، ولو كان عبدالناصر حياً، لأمر بوضع المتحاورين في السجون والمعتقلات.
- ما الذي تغير، وهل اكتشف الناصريون الجدد أن المحظورة تراجعت عن أفكارها واعترفت بالنظام السياسي القائم وقبلت الانضواء تحت مظلته، حتي يهرولوا إلي الحوار معها.
- هل يعتقد الناصريون الجدد أن الجماعة المحظورة ستعطيهم بعض الفتات في الانتخابات المقبلة، أم أنها تستخدمهم كديكور تزين به الالتفاف حول الشرعية؟
6
- هل هذا هو التغيير؟ بالالتفاف حول التغيير بتحركات ومناورات هي ضد التغيير وتجهضه وتحطمه علي صخرة الأطماع السياسية التي لا تنظر إلا تحت قدميها.
- وهل مثل هذا التغيير الكاذب يصب في مصلحة الناس.. الفقراء ومحدودي الدخل والعاطلين والمتظاهرين أمام البرلمان، أم أنه تغيير يخدم أصحابه فقط ويلحق الضرر بغيرهم؟
- لم يرفع دعاة التغيير الكاذب مشروعاً أو فكرة أو شعاراً ينفع الناس وكلها أفكار متصارعة في حلبة سياسية أصبحت شديدة الارتباك.
7
- التغيير الذي نريده، يجب أن يكون في حجم طموح الناس للتغيير.. تغيير يعيد إليهم الثقة والأمل، ويفتح أبواب المستقبل، والطمأنينة في أن بكرة - بإذن الله - سيكون أحسن.
- تغيير يجسد العدالة في توزيع الثروة، فلا «يطق» الأثرياء من التخمة، ولا «يذبل» الفقراء من الاحتياج بل يحصل فيه كل إنسان علي شيء من خير بلده.
- الحزب الوطني هو القادر علي أن يصوغ مشروع التغيير العظيم الذي ينتظره الناس ، تغيير يقوده الرئيس الذي يحبه الناس، ويشعرون أنه لم يبرح أبداً صفوفهم.

E-Mail : [email protected]