الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حليم رأى فى المنام أنه محمول على الأعناق فى ميدان التحرير




حرص العديد من أصدقاء العندليب الأسمر المقربين الاحتفال فى ذكراه ببعض الكلمات فقالوا بأنه قلب يمشى على قدمين لإحساسه المرهف وأطلق عليه آخرون «طمى النيل» الذى يمد مصر بالخصوبة والحياة وذكروا بعض المواقف التى تدل على حبه لمصر ولاصدقائه.. العندليب تفوق فى أغانيه الوطنية على كل المحاولات التى كانت تريد التنافس معه، وظل سحره لغزاً يحير محبيه.
 

 
الشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودى قال إن علاقتى بالمطرب الراحل عبدالحليم حافظ كانت انسانية اكثر منها فنية وهذا نتيجة العمق الانسانى بيننا حيث اتذكر عندما اعتقلت فى عام 1966 كان عبد الحليم يقوم بالتوجه للكثيرين من ضباط الداخلية ليقنعهم بتمرير الاوراق لى لامارس هوايتى فى الكتابة وكان يفعل ذلك دون تخوف من الشبهات او اى شىء اخر وعندما خرجت من السجن فؤجئت بجرس الشقة يدق فذهبت لأفتح الباب فوجدت مجدى العمروسى ومن ورائه عبدالحليم حافظ يلهث من عناء السلم قلت له انت مريض كيف تصعد هذه الدرجات فغضب منى وقال لي لا تريد ان أكون فى استقبالك مرة اخرى وبعد ان استراح قام بتوزيع شربات خروجي من السجن بنفسه علي الزائرين وأتذكر ايضا اننى عندما قدمت له اغنية «المسيح» والتى أحالتها الاذاعة المصرية الى لجنة بالازهر الشريف للبت فيها طلب منى عبدالحليم أن أذهب معه للتفاوض مع علماء الازهر بشأن اجازة هذه الاغنية   ولكنى رفضت الذهاب معه لاننى حاد الطباع ومن الممكن ان تصدر منى بعض العصبية وذهب بمفرده للحديث معهم وكان اعارضهم على جملة «صلبوه نفس اليهود» لان القرآن الكريم يقول «وما صلبوه» الى ان انتهينا الى تغيير كلمة صلبوه واصبحت يخونوه وتقرر اذاعة الاغنية فى مسرح البيرت هول فى لندن فقط ولكن الاغنية انتصرت على الجميع وفكت حبسها بنفسها واصبحت نموذجا للوحدة الوطنية والتضامن مع فلسطين والمسيحيين .. وكشف الابنودى ما حدث لعبدالحليم حافظ بعد غنائه « موال النهار» التى اصبح الكثير يطلق عليها عدى النهار حيث قال الابنودى حدث لعبدالحليم ما لم يحدث له فى اى اغنية من قبل « حيث ظل يحلم لمدة ثلاثة ايام بأنه يرتدى جلباباً ابيض ويحمل على الاعناق فى ميدان التحرير ويغنى وسط الشباب هذه الاغنية التى خرجت فى لحظة مظلمة من تاريخ مصر لتفتح نافذا على الضوء وتبشر بالنهار وقد تحقق ما تنبأت به الاغنية وتحقق نصر 73 وايضا أخبرنى محمد عروق مدير الاذاعة سابقا انه عندما كانت تتأخر الاغنية فى اذاعتها كان يتصل الرئيس عبدالناصر بالاذاعة ويقول «فين الاغنية مبتتزعش ليه» فكانت هذه الاغنية اقرب الاغانى لقلب عبدالحليم حافظ والكثير من الشعب المصرى.. وانهى الابنودى حديثه قائلا انقطعت علاقتى بالعندليب قبل وفاته بعدة سنوات بسبب مرضه وفوجئت باتصال منه يطلبى للعمل معه مرة اخرى ورفضت فقال لى اتريد ان يقال انك كتبت اغانى النكسة ورفضت ان تكتب للنصر وكتبت بعدها اغنية « صباح الخير يا سينا» والتى لحنها الموسيقار كمال الطويل واعادت الروح لعبدالحليم حافظ رحمه الله مرة اخرى .
 

 
حسن يوسف:كان فى بيته فلاحاً مصرياً أصيلاً
 
اكد الفنان حسن يوسف انه لازم المطرب الراحل عبدالحليم حافظ فى منزله لفترة دامت عدة اسابيع قبل البدء فى فيلم الخطايا حيث قام العندليب بدعوة حسن يوسف لمنزله لقراءة السيناريو معا ودراسة الشخصيات فى الفيلم حيث اوضح يوسف ان العندليب كان يعيش فى بيته مثل اى فلاح مصرى بسيط يرتدى الجلباب والطاقية طوال الوقت وكان يبدأ نشاطه الفنى بعد الساعة التاسعة مساء ولم يغمض له جفن الا بعد شروق الشمس وهذا لانه كان يخاف من الموت اذا نام وكان يقول لى «ادخل فى غيبوبة لمدة ثلاثة او اربعة ايام فيجب على ان اعطى عملى كل الوقت وانا بكامل صحتى وكان بيته مليئا بالاصدقاء والاقارب حيث اتذكر انه عندما تنتهى البروفات كان يتحول منزله الى صالون ثقافى يستضيف فيه اكبر مثقفى مصر مثل احسان عبدالقدوس، موسى صبرى، على امين، مصطفى امين، عبدالوهاب محمد، مرسى جميل عزيز وغيرهم الكثير من نجوم ومثقفى مصر فى هذه الفترة... وعلى الجانب الفنى قال يوسف انتهى عصر الطرب بعد وفاة عبدالحليم حافظ لانه كان اخر مطرب يقف امام الميكروفون وكان يجبر المستمعين على احترامه وكنا اثناء حفلاته نقوم بالتركيز حتى نستمتع بما يقول ومازال اشهر مطرب فى العالم العربى حتى الآن .. وعن الجانب الانسانى فى حياة العندليب قال يوسف كان رجلاً جدعا يتمتع بشهامة كبيرة مع اصدقائه واقاربه وكان له الكثير من الاعمال الخيرية حيث كان يتولى شئون الكثير من الاسر الفقيرة فى قرية الحلوات او فى القاهرة ولن انسى له الموقف الذى فعله مع مفيد فوزى عندما فصل من عمله وذهب به الى صلاح نصر وقال له ما سبب فصل مفيد من عمله فقال له: إن مفيد صاحب نشاط سياسى فقال عبد الحليم لو كان مفيد صاحب نشاط سياسى فأنا شريكه ويدير هذا النشاط من منزلى وعندما علم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بهذا الحديث امر بعودة مفيد فوزى لعمله مرة اخرى فكان يكره الظلم كثيرا لذلك كان يساعد الكثيرين وكنت اشبهه بالقلب الذى يمشى على قدمين من كثرة احساسه بالآخرين.. وأنهى يوسف حديثه داعياً للعندليب بالرحمة والمغفرة.
 

 

 
 
نادية لطفى: كنت فتاة أحلامه وظل نجماً رغم رحيله
 
 
قالت الفنانة نادية لطفى ان من نعم ربنا علىَّ اننى التقيت عبدالحليم حافظ لاننى كنت احس انه نسمة قادمة من نهر النيل وكنت اشبهه بطمى النيل الملىء بالخصوبة والذى يعطى حياة لمن حوله .. وذكرت الفنانة نادية لطفى العديد من زكرياتها مع العندليب حيث قالت انه كان مرحاً لدرجه كبيرة فى اوقات فراغه وكان جادا لدرجة اكبر فى عمله حيث اتذكر انه اثناء سفرنا الى اسوان فى إحدى الرحلات كنا نلعب الكوتشينة وكان «بيخمنى» وكان يضحك على من حولى لاننى لا اشاهده وهو يستمر فى اللعب دون اظهار اى شىء وعندما وصلنا بدأ فى البروفات وكان فى غاية الجدية.. واضافت نادية قائلة تعرفت على عبدالحليم من خلال حفلات اضواء المدينة التى كان ينظمها جلال معوض وكانت ملتقى لجميع فنانى مصر فى هذا التوقيت ونشأت علاقتى بعبد الحليم من إحدى حفلات اضواء المدينة وبعدها تعاونا معا فى فيلم «الخطايا» والذى حققت من خلاله نجاحا لم اشعر به من قبل حيث زاد حب الناس لى بعد هذا العمل لاننى كنت فتاة احلام عبدالحليم حافظ وهذا كانت تتمناه اى فتاة فى مصر .. فاستطاع عبدالحيلم ان يحظى بحب المصريين جميعا من خلال اعماله الوطنية والعاطفية ايضا حيث شارك عبدالحليم فى العديد من الحفلات الخيرية التى تبرع بأجرها للمجهود الحربى فكان يقدم الآلام التى عاشها الشعب المصرى فى فترة نكسة 67 وأيضا وقت انتصار مصر فى حرب 73 فكان عبدالحليم الوجة الآخر للزعيم الراحل جمال عبدالناصر وكان رئيسا للوجدان المصرى الشعبى فلم يكن مطربا فقط فكان قائدا يذكرنى عبدالناصر يحب مصر ويخاف عليها ويكفى انه ظل نجما حتى بعد رحيله .. وتابعت نادية حديثها قائلة كنت احب له كل اغانيه وكنت اعيش مع كل اغنية حتى لو لم تكن عاطفية فمثلا اغنية «عدى النهار» التى لمس بها قلوب المصريين وقت النكسة كنت اعيش بداخلها فعلم الكثرون حب مصر والانتماء لها من خلال اغانيه التى سعدت كثيرا عندما سمعتها فى ثورة 25 يناير .. وانهت لطفى حديثها قائلة «افتقدنا عبدالحيلم ومفتقدنهوش» حيث ذهب جسده ولكن مازالت روحه بجانبنا وذكراه معانا حتى الآن فرحم الله هذا الفنان النادر.