الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزراء وسياسيون في بلاط سوزان مبارك






 روزاليوسف اليومية : 27 - 10 - 2011


ربما لم تتدخل امرأة في تاريخ مصر السياسي الحديث في شئون الدولة والثقافة والسياسة مثلما تدخلت "سوزان ثابت" قرينة الرئيس المخلوع "حسني مبارك" حتي القوانين صدر بعضها متماشياً مع آرائها وفي ويكيليكس نجد وقائع ففي الوثيقة الصادرة بتاريخ 18 مايو 2005 برقم 05 القاهرة 3807 نجد رئيس البعثة الدبلوماسية "جوردون جراي" يصفها أولا بالمسيحية ثم بالمتحكمة في مفاصل الدولة ولا تنتهي الوثائق لنجد الوثيقة الصادرة بتاريخ 26 مايو 2005 برقم 05 القاهرة 3953 تصف لقاء تم في 23 مايو بقصر الاتحادية بمصر بين "لورا بوش" زوجة الرئيس الأمريكي "جورج دبليو بوش" وسوزان بحضور"ليلي كمال الدين صلاح" زوجة وزير الخارجية يومها "أحمد أبو الغيط" يصفها بذات الوصف أما الوقائع المسجلة فكلها أثبتت أنها كانت (سيدة القصر) التي حكمت السياسة والثقافة ووزارات أخري حيث كان الوزراء والسياسيون يجب أن يكونوا علي مزاج الهانم.. ربما لا يمكننا تحديد نقطة بداية محددة لتلك السيدة الغريبة التي تبدو وديعة للغاية وفي نفس التوقيت كل من عاصرها يعلم أن لدغتها كانت في أحيان كثيرة مميتة لكننا سنبدأ من مشهد جلوسها بجانب "جيهان السادات" خلال العرض العسكري يوم 6 أكتوبر 1981 آخر يوم لجيهان كسيدة مصر الأولي وأول يوم لسوزان في اللقب وبداية لا قرابة بين جيهان وسوزان نهائيا كما أشيع ..فسوزان من "بونتي بريد" في مقاطعة وايلز وجيهان والدتها من مقاطعة "شيفيلد" التابعة لجنوب "يوركشاير" البريطانية والفارق كبير. كانت سوزان علي مر الأعوام تشعر بالغيرة الشديدة من جيهان كتمتها دائما وأخرجتها في طريقة تعامل غير لطيفة مع أسرة الرئيس السادات طبقا لشهادة جيهان السادات الأخيرة في الذكري ال30 لاغتياله.
في الواقع بني حكم مبارك من أول يوم علي الدسائس والمكائد والمؤامرات بشكل جعل سوزان تحتك وتتعلم علي أيدي أشرار القصر مثل زكريا عزمي ملك مزاج مبارك الذي كانت علي خلاف دائم معه وفي القصر كان عزمي كأنه ضرتها نظرا لأنها ضبطته عدداً من المرات يستضيف بعضا من المذيعات من قنوات مختلفة كان الرئيس المخلوع يفضلهن وكانت تعتبرهن سوزان مفسدة عزمي لزوجها ومع ذلك كانت لا يمكنها التنازل عن (عزمي العفريت) كما كان يلقبه مبارك نظرا لمعرفته بكل صغيرة وكبيرة في الحكم وبسبب تلك الحاجة لعزمي كانت تكتفي دائما بأن تنهره بصوت عال أو تهدده ليرتدع لكن عزمي كان مخلصا لمزاج سيده وفي أحيان كثيرة شكا معاملتها القاسية لمبارك الذي سمعه أحد من كان بالقصر يقول لعزمي يوما ما عقب توبيخ عال من المدام لعزمي بسبب النساء: "ما هي عارفة يا واد إنك بتاع المزاج كله وبصراحة تستاهل يا عزمي" ثم كان يضحك.
والمعروف أن مبارك كان ينام وحيدا في غرفة بعيدة عن سوزان بدعوي العمل في أوقات مقلقة لسوزان وكان عزمي هو مدير غرفة نوم مبارك حتي لون الستائر والمفروشات كان عزمي يعرف مزاج الرجل الكبير ويطلبها بنفسه وعلي الجميع تنفيذ طلبات عزمي لأنها طلبات الرئيس الشخصية.
كانت سوزان تعلم جيدا أن عزمي سيخرب الدنيا ولهذا كانت تراجع باستمرار كل شيء وراءه مع أن ذلك لم يكن من مهامها وكانت تسأل عن الأوامر التي يوزعها يوميا وكانت تعارض حتي علي الفواتير الغريبة ومن أشهر تلك الأحداث مثلا ذكريات اللواء "شفيق البنا" عن فواتير مزاج عزمي التي كانت المدام تطلب مراجعتها دائما لتعرف كم من الشراب وزع بالقصر مساء من وراء ظهرها.
سوزان شخصية مودية بعلم المحيطين بها وكانت كذلك مع الجميع فمثلا كانت زوجة وزير الصحة الأسبق إسماعيل سلام من الصديقات المقربات من سوزان مبارك ولا تفارقها تقريبا لكن في فترة ما وبدون سبب انقلبت سوزان عليها بسبب وشاية من شخصية علمية شهيرة لسيدة تحمل لقب الدكتوراه كانت تلعب دور المخبر في حياة سوزان أوشت بأن زوجة سلام سخرت من حذاء معين لسوزان فما كان من سوزان إلا أن أبعدت زوجة سلام بل لم تكتف سوزان بإخراج السيدة من دائرتها لكن بعد قليل خرج إسماعيل سلام نفسه من الحكومة بسبب حذاء الهانم لأنه كان موضة قديمة.
ذات المصير نالته "جمالات السمالوطي" زوجة ممدوح البلتاجي وزير السياحة الأسبق بسبب غضب سوزان من ممدوح لأنه لم يخصص عدداً من قطع الأراضي المميزة لنجليها علاء وجمال ولرجل الأعمال الهارب حسين سالم في مدينة طابا المصرية وفضل عليهما رجل أعمال مصرياً مسيحياً شهيراً المشكلة الحقيقية أن البلتاجي كان أيضا يخشي زعل الهانم وعندما سأل زكريا عزمي قال له: "يا أخي نفذ أوامر الهانم تسلم" فقام البلتاجي بسؤال علاء وجمال مبارك مباشرة عن أي قطعة يفضلان في طابا فأعلنا له أنهما لا يريدان الظهور في المشروع لأن به كازينو قمار سيدار بنظام الشراكة مع ضابط مخابرات إسرائيلي كبير يملك شركة "لومير للبناء المحدودة" وهي شركة إسرائيلية كان لها نسبة في المشروع بعلم جميع الجهات المصرية وبسبب خشية علاء وجمال أن الأضواء ستسلط علي المشروع أدخلا حسين سالم كي تكون نسبتهما معه فقام البلتاجي بطلب مساعدة من رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد الصديق الشخصي لرجل الأعمال حسين سالم فنجح عاطف عبيد بالخروج بقرار جمهوري يصادر الأرض للمنفعة العامة وهو القرار رقم 83 لعام 1996 بسحب تخصيص قطعة الأرض وبعدها منح الأرض لحسين سالم وحرم صاحبها منها حتي بعد أن أنفق المالك مبلغ 46 مليون دولار إنشاءات عليها وصادر البلتاجي بأمر سوزان الأرض وما عليها لحساب نجليها وحسين سالم فما كان من صاحب الأرض والمشروع وقد كان مصرياً مسيحياً يحمل الجنسية الإيطالية وكان شريكا مع ضابط مخابرات إسرائيلي سابق من الموساد أن رفع قضية تحكيم دولية علي الحكومة المصرية وفاز بالقضية التي حكمت علي الحكومة المصرية بدفع تعويض قدره 134 مليون دولار أمريكي وهو الحكم الذي تحملته الحكومة المصرية ولاتزال بسببه مدينة بباقي المبلغ للمدعي الذي وصل به الأمر حد الحجز علي أموال فرع بنك مصر باريس وكلها أخطاء تسبب فيها مزاج الهانم ودفعت الخزانة المصرية ثمنه ولاتزال تدفع.
نجح عزمي في تنفيذ رغبات الهانم التي حاولت أن تستميل بهية حلاوة زوجة عزمي حتي تجعلها تؤثر عليه كي يبتعد عن مزاج مبارك خاصة أن مبارك يشرب في بعض الأحيان الكثيرة حتي التعب الشديد لكن بهية حلاوة كانت سيدة وحيدة بعض الشيء ولم تكن من المقربات من سوزان.
أما عزمي فقد علم بنية سوزان ولأنه كان يعرف شخصية سوزان جيدا فقد حرص دائما علي إبعاد زوجته عن الهانم التي كان يخشاها حتي إنه في إحدي المرات عندما أحرجته سوزان كي يحضر زوجته للقائها أدخل عزمي زوجته بهية حلاوة المستشفي دون أن يكون لديها أي مرض حتي يكون لديه عذر مقبول يمنع زيارتها للقصر.
شخصية أخري في السياسة المصرية لنظام مبارك بجانب عزمي كانت تعلم سوزان أنها شرسة ومؤثرة فكانت تستمع لأفكار وخطط صفوت الشريف نظرا لحنكته وطرحه للسهل الممتنع في حل المشاكل المستعصية خاصة ما يتعلق منها بمؤامرات لا يجدون حلا لها ومع ذلك كانت تتحفظ معه وتحرص دائما أن يكون معها أكثر من سيدة بل إن معلومة مؤكدة من داخل القصر تفيد أنها كانت تطلب دائما تسجيل محادثاتها التليفونية مع صفوت بالذات وكانت تحتفظ بتلك التسجيلات لسبب لا يعرفه غيرها.
أما فتحي سرور فكانت لا تفهم منه شيئا وكانت تقول إن كلامه دائما يحمل معنيين وهو ما كانت لا تحبذه وكانت تقول إنه سياسي أملس وبالرغم من ذلك كانت عندما تريد تمرير مشروع أو قانون يخص مشروعاتها كانت تستدعيه وفي اللقاءات لم يعارض سرور أي طلب وكانت منصته في مجلس الشعب تملك دائما الجواب والخطة والحنكة لتنفيذ رغبات قوانين الهانم التي طالت كل شيء تقريبا حتي جسد المرأة المصرية.
ومع أنها تعاملت مع معظم الشخصيات الشريرة في النظام إلا أنها فشلت في أن تتعامل مع المحترمين منهم ومن بينهم عمرو موسي فكانت تخشي علي زوجها وابنها الذي تعده للرئاسة من شعبية موسي ولا أحد ينكر حاليا أنها كانت تعين وزراء بعينهم كان منهم وزير الخارجية فسوزان كان لها بمثابة (الكوتة) في تحديد وزراء بعينهم كان منهم الخارجية والتعليم والثقافة والآثار أيضا في نهاية الحكم ولا يمكن أن ينكر أحد أنها كانت وراء قرار مبارك والنظام بترشيح عمرو موسي لأمانة الجامعة العربية حتي تتخلص منه وكانت الفكرة لصفوت الشريف وللدكتور فتحي سرور ففي يوم ما جمعتهما سوزان في القصر حيث كان لها مكتب بقوة مكتب الرئيس الفعلي لمصر وذلك كي يبحثا لها عن حل لإبعاد خطر عمرو موسي الذي ينادي ويتغني بمواقفه الشخصية من إسرائيل الشارع المصري كي تتخلص سوزان منه دون إثارة الشارع والمشرع فخرجا لها بعد جلسة استمرت أكثر من ثلاث ساعات طرحا عليها كما شهد من كان بالقصر أكثر من 7 حلول لإبعاد موسي كان أفضلها الحل بمنحه (شلوت) لأعلي ومن يومها ومبارك وافق علي دعمه الشخصي لموسي لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية ومن ثم تخلصوا جميعا من الرجل.
وفي الحديث عن الخارجية واختيار سوزان لوزرائها فهناك وزير للخارجية أصرت عليه سوزان وهو "أحمد أبو الغيط" وقصة أبو الغيط مع سوزان قديمة فهو رجل مبارك في نظام السادات منذ أن كان عضوا بمكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي في عام 1972 وكان مبارك يوطد علاقاته بأبو الغيط حتي يشق طريقه في سلم الحكم وزاد علي العلاقة الجيدة صداقة سوزان الشخصية مع "ليلي كمال الدين صلاح" زوجة أبو الغيط التي كانت تصاحب سوزان خلال سفرياتها أو تستقبلها في السفارات المصرية التي عمل زوجها بها ولا ينسي أحد في الخارجية المصرية الحفلات الأسطورية واستقبال الملكات التي كانت تحظي به سوزان مبارك خاصة في روما بداية من عام 1992 عندما كان أبو الغيط السفير المصري لإيطاليا ومصاحبة زوجة أبو الغيط لسوزان مبارك كمرشدة في كل الأمور ومع أن ذلك كان جزءا من مهام زوجة السفير المصري الدبلوماسية لكنها كما شهد الكثيرون كانت علاقة مثيرة للجدل حتي إننا وجدنا ذكرها في وثائق ويكيليكس نفسها.
من عاصر حكم مبارك يذكر أن لسوزان مبارك نصيبا في تعيينات الوزراء خاصة الثقافة والإعلام والآثار بمعني أنها كانت تعين هؤلاء بالأمر المباشر حتي إن بينهم شخصيات أثارت جدلا أمنيا صاخبا فمثلا فوجئنا من تحقيقات سرية للغاية جرت مؤخرا بالدولة أنها هي من جاءت بالوزير "يوسف بطرس غالي" بالرغم من اعتراض رئيس المخابرات الجديد يومها في 22 يناير 1993 اللواء "عمر سليمان" وبسبب موقفها ربما بدأ العداء بين سوزان وسليمان وحتي آخر يوم حيث بلغ ذروته عندما تعرض سليمان لمحاولة قتل حقيقية عقب أدائه اليمين الدستورية نائبا لرئيس الجمهورية في 29 يناير 2011 .
سوزان في الحقيقة وقفت أمام تحريات الجهاز المصري الوطني كله لحساب غالي حتي رجحت كفته للوزارة المصرية وربما كانت لها أسبابها وصداقاتها بعائلة عم بطرس نفسه الدكتور بطرس بطرس غالي السكرتير العام الأسبق للأمم المتحدة وهو ما يظهر بعدها بأعوام في وجود غالي العم معها في منظماتها في سويسرا التي تخضع حاليا للتحقيقات المختلفة.
لكن الثابت أن سوزان كانت صديقة شخصية لزوجة غالي اللبنانية "ميشال خليل حبيب صايغ" حيث كانت ميشال هي المستضيف الرسمي والمرشد السياحي لسوزان والنجلين خلال رحلات الصيف في لبنان بل كانت ميشال تعمل من الباطن لحساب سوزان مديرة لقسم أزياء الهانم ولأنها فنانة تشكيلية أساسا فقد حكمت الهانم علي وزير الثقافة يومها فاروق حسني حتي يساعد سوزان في اختيار أزياء الهانم كل موسم ومع أن الرجل للأمانة كان ممتعضا من طلبات الهانم لكن حكم الوظيفة وأدب حسني البالغ كان يفرض عليه التماشي مع رغبات الهانم.
في الواقع فاروق حسني يمكن أن نقرر بارتياح أنه كان أحد ضحايا سوزان فاستغلته من اختيار الموديلات والألوان الخاصة بملابسها حتي الاستخدام في النكات والقفشات فقد كان يجعل مبارك يضحك بشكل ملحوظ وقصة فاروق حسني وشائعة "شذوذه الجنسي" لم تعد خافية علي أحد بعد سقوط مبارك ففي أحد الأيام كان صفوت الشريف يلقي بنكتة بذيئة علي مسامع الرئيس الذي أحب هذا النوع من القفشات للترفيه عنه وكانت النكتة عن شخصية تشبه فاروق حسني فما كان من مبارك أن ضحك حتي البكاء، لكن صفوت أشار إلي أنها نكتة لكن يمكن استغلالها لإبراز سياسة الحرية التي تعيشها مصر علي حد إدراكهم في هذا الزمان واقترح صفوت أن يمررا النكتة لتتحول لحقيقة أن في الوزارة المصرية وزيراً شاذاً جنسيا مما يجعل المنظمات الأوروبية التي تدعو بالحرية للمثليين تعجب بنظام مبارك وعن طريق إعلاميين إسرائيليين في التليفزيون الإسرائيلي خرجت الشائعة من القاهرة إلي تل أبيب ومنها لعواصم العالم لتلصق تهمة الشذوذ بفاروق حسني حتي يومنا هذا والغريب أن الشائعة كما علمنا خرجت أيضا بموافقة الهانم.
فاروق حسني كان له مع سوزان قصص عديدة ولأنه معروف عنه الهدوء ودماثة الخلق فلم يتمكن كثيرا من معارضة سوزان حينما كانت تطالبه بالقيام بأعمال تخرج عن نطاق عمله كوزير للثقافة ومنها أن يخبرها بالموضة الجديدة وخلافه حتي إنه شكا عدة مرات لأحمد نظيف حيث كانت المهمة تأخذ من وقته الكثير لكن نظيف نصحه بالتماشي مع الهانم ويومها قال له: "هذا أيضا عمل وطني" فقرر فاروق حسني يومها تقديم استقالته وأعلنها لكن مبارك طالبه بسحبها وطلب من سوزان عندما همس له نظيف بالسبب الحقيقي أن تترك فاروق وشأنه لعمله.
أما أنس الفقي راقص فرقة رضا الذي تحول لوزير الإعلام الأخير في عهد مبارك فكان من الوزراء باختيار الهانم أيضا وفي الواقع كان الرجل منفذا لكل طلباتها من أول يوم تعرفت عليه سوزان مندوبا لمبيعات موسوعات علمية في معرض خاص للكتاب بعدها تبرع الفقي بكل ما يملك لمشروع الكتاب الخاص بسوزان وكان مبلغ 25 الف جنيه فتح له الطريق للوزارة بعدها مما دفعه لتقبيل يدها وكان مشهورا بتقبيل يدها.
أنس الفقي كان أيضا اليد الباطشة لسوزان بالفن المصري والمشتغلين به وكان هو منفذاً لرغباتها في منع فلان أو فلانة من الظهور علي الشاشات المصرية وقصص المنع كثيرة ومتعددة وصل البعض منها لمكتب النائب العام المصري مثل بلاغ وشكوي المطربة التونسية لطيفة.
الغريب أننا سمعنا من رجالات القصر أن نقطة ضعف سوزان كانت في تقبيل يديها وكل الوزراء كانوا يعلمون سرا أن تقبيل أيدي الهانم كانت جواز بقائهم في الوزارة والتصعيد لوزارت أخري وهناك وقائع كثيرة لتقبيل الأيادي من أشهرها قبلة عائشة عبد الهادي ليد الهانم أمام الجميع في مشهد تملق يصيب أي إنسان بالاشمئزاز أما قبلات يوسف بطرس غالي وزير المالية الهارب فكانت مع كل لقاء بالهانم وكأنها صلاة الخنوع الخاصة من وزراء مبارك لسيدة القصر.
هناك شخص واحد رفض علنا تقبيل يد الهانم في أحد الحفلات الرسمية بالقصر وهو الدكتور "مصطفي الفقي" وفي الواقع للفقي قصة طويلة لها جذور مع سوزان فعندما كان قنصل مصر في لندن ثم سكرتيراً ثانياً للسفارة عام 1975 رفض عدداً من الطلبات كانت وراءها دون علمه سوزان البريطانية التي أصبحت يومها زوجة نائب الرئيس بداية من 15 إبريل 1975 .
لم تكتف سوزان بذلك مع الفقي بل كمنت له حتي فصلته من المجلس القومي للمرأة وتحكي الواقعة أنه جاء متأخرا لجلسة احتفال المجلس القومي للمرأة عام 2007 بمرور 50 عاما علي أول تعيين لنائبة مصرية ولما لم يجد مكانا للجلوس فسأل مدير البروتوكول أين سيجلس فرد عليه الرجل بصفاقة قائلا: "وأنا شغال عندك" فحدثت مشادة رفع فيها الفقي صوته وكانت سوزان قد وصلت خارج القاعة فغضبت وطلبت من "جمال عبد العزيز" سكرتير الرئيس أن يتصل بالفقي ليطلب منه تقديم استقالته وعندما شرح الفقي موقفه وأنه كان لا يعلم بوصولها قالت لهم: "يكفي له أن يعلم أنني رئيسة المجلس فلا يمكنه رفع صوته في مجلس أنا رئيسته في مصر".
بل يقال إن مبارك عندما عين الفقي سكرتيرا خاصا للمعلومات في الفترة من 1985 و 1992 لم يكن فقط بسبب كفاءة الفقي التي يشهد لها القاصي والداني بل كانت كي تشفي سوزان غلها وغضبها منه.
أما إبقاء سوزان مثلا علي الدكتور "زاهي حواس" في مناصب عديدة نهاية بالمجلس الأعلي للآثار فلها أكثر من حكاية وكلها حكايات يتم التحقيق في بعضها حاليا لدي مكتب النائب العام من أخطرها وليس من بين أشهرها قصة عشق سوزان للآثار الفرعونية وتخصيص زاهي حواس لما أطلق عليه (النظرة الأولي) علي المقابر والاكتشافات الجديدة للهانم التي كانت تدعي سرا قبل العالم كله لتشاهد علي الطبيعة الاكتشافات الأثرية المصرية قبل أن تمتد لها أي أياد أو تسجلها دفاتر أو كاميرات ولأنها مبهورة بالفرعونيات أصابها الانبهار بزاهي نفسه.