أفريقيا فرنسا قمة السلام والبزنس

 


   كرم جبر روزاليوسف اليومية : 30 - 05 - 2010


مصر تشترط عدم استبعاد أي دولة أفريقية


1


أفريقيا كلها هنا في هذه المدينة الرائعة «نيس» التي تقع في جنوب فرنسا، علي بعد 70 كيلو متراً من مدينة «كان» الشهيرة التي تشهد مهرجان السينما الدولي الشهير.


80 من رجال الأعمال الفرنسيين و150 من رجال الأعمال الأفارقة، وجهت إليهم الدعوة، فضلا عن عدد كبير من التنظيمات النقابية.
هذه هي المرة الأولي في تاريخ قمم أفريقيا فرنسا التي تشهد حضورا مكثفا لرجال الأعمال، بهدف تحقيق تعاون اقتصادي واستثماري في مختلف المجالات.
2
القمة التي تبدأ أعمالها اليوم الأحد، تحمل رقم «25»، ويستهلها وزراء الخارجية باجتماعات مكثفة، أما الجلسة المهمة المغلقة للرؤساء فتعقد الاثنين بعنوان: «موقع ومكانة أفريقيا في إدارة العالم».
مصر تحرص علي حضور هذه القمم منذ دورتها الأولي التي عقدت في 13 نوفمبر 1973 في باريس برئاسة الرئيس الفرنسي الأسبق جورج بومبيدو.
عقدت القمة الأولي «التاريخية» في أعقاب حرب أكتوبر المجيدة وصدر عنها بيان يؤكد حرص المشاركين فيها علي تحقيق السلام الذي يهم المجتمع الدولي كله وليس القوتين العظميين فقط.
3
«نيس» المدينة الفرنسية الجميلة، ليس فيها موضع لقدم، والبشر ذوو البشرة السمراء يملأون فنادق المدينة ومطاعمها وأسواقها، في حضور هو الأكبر في مثل هذه القمم.
لا تشعر أن الأفارقة يشعرون بالغربة، غالبيتهم يتحدثون الفرنسية بطلاقة، بل يتصرفون علي الطريقة الفرنسية، بعد أن نجحت فرنسا في ربطهم بسلسلة من العلاقات المتينة.
منذ عام 1973، تحرص فرنسا كل الحرص علي الحفاظ علي إطار مؤسسي يجمعها بالدول الأفريقية، بدأت بالدول الفرانكفونية ثم وسعتها بالأفريقية، حتي أصبحت قمة لرؤساء الدول الأفريقية وفرنسا منذ عام 1981 .
4
القمة الحالية رقم (25)، تضع في صدارة جدول أعمالها قضايا في منتهي الأهمية لتوثيق أطر التعاون بين الدول الأفريقية وفرنسا، مثل: كيفية حصول الشركات علي التمويل.
تعقد ورش عمل أخري تتناول: دور التدريب المهني لتأسيس وتفعيل تنافسية الشركات الأفريقية، مصادر الطاقة البديلة لمستقبل أفريقيا.
أهم جلسات المؤتمر هي الجلسة الثانية التي تعقد مساء الاثنين بعنوان: «لندعم سوياً السلام والأمن» وتبحث الخلافات الناشئة بين الدول الأفريقية وسبل تسويتها.
5
القضية الأولي في القمة هي: « موقع ومكانة أفريقيا في إدارة العالم ».. فهذه القارة العظيمة التي يشكل سكانها 18% من سكان العالم لايتجاوز ناتجها الإجمالي 4% من الناتج الإجمالي العالمي.
القضية الثانية هي «تعزيز السلام والأمن العالمي»، والتعاون المشترك لمكافحة الإرهاب والاتجار بالمخدرات والقرصنة، وما يمكن تقديمه لنظام الأمن الجماعي الأفريقي.
القضية الثالثة: «المناخ والتنمية».. مكافحة تغير المناخ جزء لا يتجزأ من التنمية، فكيف يمكن التوفيق بين ذلك وبحث سبل مكافحة الفقر والأمن الغذائي؟
6
وجهة نظر مصر في القضايا المطروحة علي القمة تأتي علي النحو التالي: أولاً: إن صراع الدول الأفريقية علي الفوز بمقعد دائم في مجلس الأمن سينتهي إلي طريق مسدود.
تري مصر أنه من الأفضل دعم صلاحيات الاتحاد الأفريقي وتدعيم دوره في صناعة القرارات السياسية والاقتصادية فهذا هو الذي يعود بالنفع علي الدول الأفريقية.
ثانياً: تؤكد مصر أهمية أن تقوم فرنسا بتطوير آليات مؤتمر أفريقيا فرنسا ودعم ومساعدة الدول الأفريقية، علي غرار ما تم في محافل أخري مثل أفريقيا الصين.
7
ثالثاً: بالنسبة لقضية تغير المناخ والتنمية تشير مصر إلي أنه لاتوجد حقائق تؤكد أو تنفي آثار المناخ علي التنمية وهل هي مؤامرة أم حقيقة؟ ولا تتدخل في الجدال الدائر بشأن ذلك.
من المقرر أن يلقي الرئيس مبارك كلمة مصر في الجلسة الافتتاحية باعتبارها الدولة المضيفة للقمة القادمة التي تستضيفها عام 2013 حيث لا تنعقد القمة بشكل منتظم.
أكدت مصر ضرورة دعوة كل الدول الأفريقية لحضور القمة وعدم استبعاد أي دولة مثلما حدث في الدورة الحالية حيث لم توجه الدعوة إلي كل من السودان وزيمبابوي.


E-Mail : [email protected]