الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لإمام الاكبر






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 11 - 03 - 2010


ربما وجد الإمام الأكبر شيخ الأزهر فضيلة الشيخ سيد طنطاوي ما كان يتمناه في أن تفيض روحه و يلقي ربه في الأراضي المقدسة.. بقدر ما قدم فضيلته من آراء وفتاوي مستنيرة إلي مصر والعالم الإسلامي منذ أصبح مفتيا للديار المصرية ثم إماماً أكبر وشيخاً للأزهر.

لم يتردد فضيلة الدكتور سيد طنطاوي في الدفاع عن وسطية الإسلام وسماحته وعصريته.. بدءاً من فتاوي الفائدة علي ودائع البنوك و حتي قرار منع النقاب في مؤسسات الأزهر التعليمية خاصة في فصول البنات اللاتي يتلقين دروسهن علي أيدي نساء.

وقف فضيلة الشيخ طنطاوي بعلمه في وجه دعاوي التشدد السلفي التي تغازل المشاعر الدينية للبسطاء من المصريين تريد أن تعود بهم قرونا الوراء لتتجاوز عن كل اجتهاد الفكر الاسلامي علي مدي ألف وأربعمائة سنة قدم الاسلام فيها مساهمته الكبيرة المؤثرة في الحضارة الانسانية.

ولم تلن عزيمة فضيلة الشيخ أمام حملات الهجوم المستمرة الممنهجة من دعاوي الأفكار الظلامية التي سعت وتسعي تريد للسيطرة علي عقل و وجدان المصريين والمسلمين ُتُحرّم الحلال وتبني مناطق الشك في اليقين الديني وهي تستخدم الدين ستارا للعمل السياسي والتي في حقيقة الامر كانت تبحث عن هز قيمة ومكانة الأزهر التاريخية كأكبر مؤسسة دينية مستنيرة للملايين من المسلمين السُنة في شتي بقاع الارض.. فتزرع بذور الشك فيما يصدر عن الأزهر الشريف لصالح مشروع فارسي يستند إلي المذهب الشيعي غطاء لتحقيق أجندته السياسية.

غاب الإمام الأكبر فضيلة الشيخ د.سيد طنطاوي ولقي ربه راضيا مرضيا.. وبقيت المواجهة مع كل القوي الشريرة التي تريد التشويش علي سماحة الدين الإسلامي واعتداله وعصريته.. والمواجهة مع الأفكار الظلامية التي لا تريد خيراً لهذا الوطن ولا للبسطاء من أبنائه في استقرار أو تقدم أو ارتقاءً بتفاصيل الحياة اليومية.

رحم الله الإمام الأكبر فضيلة الشيخ د.سيد طنطاوي وجزاه خيرا علي كل ما قدمه للإسلام والمسلمين.

[email protected]