الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ضد إسرائيل






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 08 - 04 - 2010


نتانياهو لا يريد التقدم خطوة في اتجاه دفع استحقاقات إسرائيل تجاه عملية السلام.. ولا يريد أن يعرض ائتلاف حكومته إلي أي هزة حتي لو تسببت في أزمة حقيقية مع إدارة الرئيس أوباما التي مازالت حتي كتابة هذه السطور تحافظ علي تماسك موقفها في رفض الاستيطان في القدس الشرقية واعتباره عملا غير مشروع قد يهدم عملية السلام برمتها.

إدارة الرئيس أوباما- لا تتمسك بهذا الموقف من باب الحرص علي الحق الفلسطيني في الحياة والأرض وإنما انطلاقا من مبدأ الانحياز التاريخي للولايات المتحدة في ضمان الأمن لإسرائيل الذي أصبح يري استقراره في وجود الدولة الفلسطينية إلي جوار دولة إسرائيل تطبيقا للقرارات الدولية علي أساس حل الدولتين.

نتانياهو لا يريد.. ووزير خارجيته ليبرمان ينفي التوقف الإسرائيلي عن تنفيذ الخطط الاستيطانية غير المشروعة ليس فقط في القدس الشرقية وإنما في كل الأراضي الفلسطينية.. بما يتجاوز بكثير اضفاء وصف التعنت علي هذا الإصرار المتحدي للإرادة الأممية.. إلي وصف الالتزام بعدم المضي في طريق الحل حتي لو بالإشارة.

النوايا الإسرائيلية معلنة والأوراق الإسرائيلية علي الترابيزة.. واللوبي اليهودي ومنظمة «الإيباك» يتحركان داخل دوائر صناعة القرار الأمريكي وفي مجلسي النواب والكونجرس وتشحذ همم أصدقاء إسرائيل ومناصريها في الضغط علي إدارة الرئيس أوباما لتخفف من موقفها الذي تراه متشددا تجاه الحكومة الإسرائيلية من جانب.. ولتمنعها من التقدم بمشروعها المعلن عنه للسلام خلال الأشهر المقبلة.

ولا ندري ما إذا كانت إدارة الرئيس أوباما ستصمد أمام تلك الضغوط فتتم ما بدأته أم ستتراجع شأنها شأن إدارات الرؤساء الأمريكيين السابقين الذين سمعنا منهم كلاما جميلاً يطرب العين والقلب في مواقف أعلنوها تميل إلي كفة القرارات الدولية والحق الإنساني للشعب الفلسطيني وإنهاء مأساته وإحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط مرة واحدة وإلي الأبد.. ثم نشهد التراجع المنسحب خطوة خطوة يتحقق فيها لإسرائيل خططها التوسعية في هضم الأرض الفلسطينية.

وفي هذا السياق فإننا كعرب لا يجب أن نكون في موقف المتفرجين انتظارا لنتيجة ما تسفر عنها لعبة «البرا دو فار» بين اللوبي اليهودي ومنظمة الإيباك وإسرائيل وبين الإدارة الأمريكية.. تاركين الساحة خاوية للاعب واحد وإنما يجب أن نتحرك في دوائر أمريكية وأوروبية بما يمثل ضغطاً علي إسرائيل.
ومن ثم فإن الداعم الأكبر لهذا التحرك العربي المأمول والمطلوب في نفس الوقت ان ينتبه الإخوة الفلسطينيون خاصة في حركة حماس التي ترفض حتي الآن التوقيع علي اتفاق المصالحة الفلسطينية امتثالاً لأجندة لا تراعي المصالح العليا للشعب الفلسطيني.. والوقت قد حان لتغير حماس من موقفها وتوقع علي الاتفاق الذي أمضت شهوراً في الاتفاق علي تفاصيل بنوده.