الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يعملوها الصغار ويقع فيها الكبار




كمال عامر روزاليوسف اليومية : 03 - 11 - 2009
إلي الجزائر زيارة برفقة أحمد شوبير هدفها المعلن تكريم شوبير وغير المعلن مبادرة للتهدئة. شوبير سافر للتكريم.. وأنا سافرت للبحث عن إجابات عن سبب احتقاني وغضبي من جمهور وصحافة الجزائر، أو بمعني أوضح للبحث عن إجابات لسؤالي: لماذا يناصبنا جمهور الكرة الجزائري العداء؟
قبل سفري أعلنت وكتبت بوضوح أن هناك حالة من الاحتقان بين جمهور البلدين، خاصة من جانب جمهور الجزائر.
والمهم هناك وبعد اجتماعات، ونقاش ومصارحة ومصالحة وشد وجذب.. ووسط الطاقم الصحفي لجريدة "الشروق" الجزائرية توصلت لمجموعة من القناعات:
1 - ما نشر بالصحافة هنا وهناك بشأن الاحتقان والهجوم المتبادل معظمه نقلا عن المنتديات دون الإشارة لتلك التي يديرها شباب من البلدين.. مراهقون، والصحافة في مصر والجزائر بريئة من ذلك.
2 - النخبة الرياضية الجزائرية غير مدركة للمجتمع المصري، والدليل أنها اتخذت مما ينشر هنا أو هناك سببا للغضب وتجييش الشعب الجزائري ضد المصريين، نفس الحال للنخبة الرياضية في مصر، والملاحظ أنه لم تقم جهات هناك أو هنا بشرح ملابسات ما ينشر أو ما يبث برغم ما تبذله جريدة "الشروق" الجزائرية وهي مستقلة غير تابعة للحكومة الجزائرية، إلا أن الملاحظ أن التحرك الحكومي الجزائري وأيضا المصري كان بطيئا بشأن المساعدة في "لم" الشمل ومنذ سنوات.
3 - الصحافة في مصر "حرة".. والمطبوعات وصلت إلي العشرات، والمحطات الفضائية متعددة، والقنوات التليفزيونية كثيرة، وهي تعمل بدون رقابة والدليل أن بعضها لا يترك شخصًا في مصر إلا واشتبك معه وهاجمه من الصغير حتي رئيس الجمهورية مرورًا بالوزراء وهي بيئة مختلفة عما يجري في الجزائر.
والإخوة في الجزائر الشقيقة يتعاملون مع أي سطور غاضبة بأي مطبوعة مصرية علي أنها تمثل توجهًا مصريا، شعبيا أو رسميا.
4 - الأشقاء في الجزائر علي يقين تام بأن هناك علاقة مميزة بين الرسميين في البلدين وهذه العلاقة نجحت القيادات هنا وهناك في تحقيقها، في الوقت الذي فشل فيه الرياضيون هنا وهناك في تكملة الحلقة والمشوار وزيادة التبادل والحوار والنقاش بين الأطراف.
5 - صوت العقل في الرياضة بسيط وقليل، وقد لاحظت أن في الجزائر متطرفين رياضيا ومن حقهم رؤية فريق الكرة بالجزائر يحقق فرحة الفوز والانتصارات وهو حق مشروع، لكن دون الإخلال بمشروعية أحلام المنافس أيضا.
إشعال حريق أمر سهل وهو يحتاج فقط لعود ثقاب ويحتاج الأمر لثوانٍ.. والبناء أمر يحتاج لشهور وسنوات.
إذا كانت بعض الأصوات في مصر والجزائر تسعي لحرق ما خارج أسوار استاد القاهرة ومصرين علي امتداد النيران لتحرق كل شيء علي هؤلاء أن يعلموا جيدًا أنهم سوف يلحقون الضرر بمصر والجزائر وعليهم أن يتحملوا المسئولية.
عندما سافرت إلي الجزائر وأحمد شوبير لم نذهب إلي إسرائيل.. ولم نبع خطط حسن شحاتة.. ولم نمنح المثقفين في الجزائر الشقيقة الخطط السرية للمباراة أو غيرها، بل كان الهدف الواضح هو العمل علي نزع فتيل أزمة وإفساد لغم من الممكن لو انفجر أن يطيح برؤوس عديدة في مصر والجزائر.. وعليهم أن يتحملوا مسئولية قيادة نشر الكراهية والحساب أيضا.
6 - أنا بالفعل أكرر كلمة سمعتها من وزير الإعلام الجزائري ووزير الشباب والرياضة في الشقيقة الجزائر وسفير مصر هناك ورئيس تحرير جريدة "الشروق" والمدير العام لها وهي:
"يعملوها الصغار.. ويقع فيها الكبار".
أخيرًا: أناشد الزملاء في مصر ممن يعملون بكل الطرق علي زيادة ونشر الكراهية بين المصريين والأشقاء في الجزائر، عليكم أن توجهوا السهام- إن أردتم الاستمرار- إلي عدو مشترك وهو إسرائيل.. لأن الجزائر دولة عربية مسلمة ومهما حدث بيننا فما يجمعنا بالأشقاء هناك كاف لتدمير أي خطة سرية لزعزعة العلاقة المصرية- الجزائرية.. ومع الأسف فإن الداعين للكراهية في مصر والجزائر يساعدون أعداء الوطن العربي في تنفيذها- حتي لو دون قصد!