الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر والجزائر بين البيزنس.. الوطنية




كمال عامر روزاليوسف اليومية : 10 - 11 - 2009
تعالوا نبطل الشوشرة والصوت العالي وقلة احترام العقل.. تعالوا نتعامل باحترام في كلامنا وسلوكياتنا وتصرفاتنا. منذ سنوات ونحن نهاجم تليفزيون مصر مرة بأن الكفاءات تتركه لغيره.. ومرة بأن نسبة المشاهدة فيه هبطت.. ومرة بأنه يضم مجموعات لا تسعي إلا للمصالح الخاصة.
منذ سنوات ونحن نتمني لتليفزيون مصر أن يغير من أفكاره ويتعامل مع الواقع.
أنا شخصيا هاجمت التليفزيون المصري في الكثير من المواقف، مرة لأن القائمين عليه عادة لا يتحركون لشراء حقوق رياضية واضحة من المنبع.. تاركين الساحة لغيرهم يحصلون عليها ثم يدفع التليفزيون مصر أضعاف ثمنها.. حدث ذلك في أمم أفريقيا، وكأس العالم وغيرهما.
هاجمت التليفزيون عندما رفض شراء حقوق كرة القدم المصرية وسحب عرضه، وكان من الممكن أن يحصل علي أرباح في ظل منظومة تسويق ملحة بالسوق، وكأنه يترك مساحة للآخرين للبيع والشراء والربح!!
لكن.. حدث أمر يجب التوقف عنده.. اتحاد الكرة قال: عاوز أبيع مباراة مصر والجزائر فضائيا، بعد فوزه في مزايدة علي الحقوق الحصرية لها.. الفضائيات: الحياة، مودرن ودريم والجزيرة الرياضية كل منها تقدم بعرض وكان عرض التليفزيون هو الأعلي.. هذا الموقف يوضح أن هناك جرأة وشكلاً جديدًا علي إدارة التسويق الرياضي في التليفزيون المصري.
الفضائيات المصرية كعادتها حاولت التودد لشراء المباراة من التليفزيون بشروطها التاريخية في الوقت الذي كان تليفزيون مصر قد نجح في تسويق المباراة إعلانيا وحصريا، ونجح في الاستحواذ علي أكثر من 13 مليون جنيه كحقوق إعلانية.
الفضائيات بدورها لم تتعلم بأن هناك أمورًا لا يمكن أن تحسمها المجاملات عن طريق أنت بابا.. أانت ماما.. وأنت أنور وجدي.. الحقوق تساوي فلوس وإعلانات من جهتها تحاول بعض الفضائيات أن تلعب دور المظلوم والمدافع عن حق الشعب والمواطن في نشر اللعبة، وبالفعل لها دور لكن لم تحاول أن تتعلم بأن هناك حقوقًا وشروطًا، وأيضًا تغيرًا في قواعد اللعبة.
تليفزيون مصر من جهته واحترامًا لعقوده ومعلنيه وجماهيره قدم طرحًا جديدًا علي الفضائيات خاصة إذا كانوا بالفعل يسعون لخدمة المواطن والمشاهد، يعني عملية وطنية وهي أن تحصل كل قناة فضائية علي المباراة بإعلاناتها التي سوقها التليفزيون علي أن تقوم كل قناة بعمل استديو التحليل الرياضي الخاص بها، وهو عرض جيد لو بالفعل الفضائيات تعمل وفقًا لمفهوم وطني، سنوافق عليه من أجل المشاهد المصري، أما لو إنها لعبة بيزنس فالأمر الطبيعي أن ترفض وتملأ الدنيا ضجيجاً!!
ولأن البيزنس لا يعرف المجاملات ثم في حرب الميديا كل شيء مباح، الفضائيات بدورها في دفعت الألوف من الجنيهات لجذب نجوم الفن وجذب أشهر المذيعين والمخرجين بعيدًا عن تليفزيون مصر، ولم تكتف بذلك بل نظمت الإشاعات حوله بادعاء انخفاض عدد المشاهدين وغيره.. وعندما تحرك التليفزيون المصري للحصول علي حق مباراة كروية واحدة حصريا انقلبت الدنيا وهات يا اتهامات.
تليفزيون مصر أمام تحدٍ واضح عندما وضع الفضائيات المصرية أمام وقفة، مطالبًا إياها بأن تعلن عن غايتها من المباراة وطني ولا بيزنس!!
علينا أن نكشف سرًا بأن أنس الفقي وزير الإعلام كان وراء سحب عرض تليفزيون مصر من شراء حقوق المباريات والمعروف ب90 مليون جنيه، مانحًا الفضائيات المصرية فرصة للدخول والشراء بأسعار متواضعة برغم أن طاقم التفاوض التليفزيوني وقتها المكون من أحمد أنيس، أسامة الشيخ، إبراهيم العقباوي ووليد العيسوي كانوا علي دراية بربحية المشروع للتليفزيون المصري، المهم أن أنس الفقي هنا وقف بجانب الفضائيات وقدم لهم خدمة العمر ومنع رفع أسعار شراء الدوري، كمساعدة من تليفزيون مصر للفضائيات.
حتي الساعة الثالثة عصر أمس لم يبع تليفزيون مصر المباراة لأي قناة.. لا الجزيرة ولا غيرها، ومن المهم أن نتعلم جيدًا أن عرض تليفزيون مصر للسماح ببث مباراة مصر والجزائر فضائيا عرض واحد للكل وهو البث بإعلاناته التي تعاقد عليها.
إنها من المرات النادرة التي يحاول التليفزيون المصري المحافظة علي العميل واحترام المشاهد وأعتقد أن أنس الفقي وزير الإعلام وضع الفضائيات المصرية في موقف محرج والأخطر أنه يدفعها لتعلن حكاية بث المباراة علي شاشاتها عملية وطنية أم بيزنس.