الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ومازال العلم مرفوعاً




كمال عامر روزاليوسف اليومية : 25 - 11 - 2009
شباب مصر هم أجمل ما فيها أراهم بعيون جميلة. وهم بالفعل مسلحون لخوض معركة المستقبل ومع كل ما هو جديد.
أنا متحيز جداً لهم. وأشجعهم وفخور بهم، برغم أن البعض منا يعارضهم أحياناً ويتهمهم بما ليس فيهم. لكن أؤكد أنهم قوة مضافة لمصر.
في أي اختبار تعرضوا له نجحوا وحققوا نتائج مبهرة. وأنا أتابع منذ مؤتمر السكان بالقاهرة في التسعينيات وقبله الألعاب الأفريقية بالقاهرة. ثم مروراً بأي تجمع كبير احتجنا فيه لجهودهم. إذا هم ناجحون خاصة لو كان التحدي كبيراً وواضحاً.
مع الأزمة الأخيرة التي نشأت بعد اعتداء عدد من جمهور الكرة الجزائري علي المصريين. وجدناهم يبحثون عن أدوات للدفاع عن مصر والمصريين.
شباب مصر دخل في معركة للحفاظ علي كرامة بلدهم.
اشتبكوا مع الجانب الجزائري من خلال أجهزة الكمبيوتر. اخترقوا مواقع رسمية جزائرية ونجحوا في رد الإهانات والعملية ليست في هذا الموقف فقط.
شباب مصر ممن نتهمهم بما ليس فيهم حملوا أعلام مصر بأعداد غير مسبوقة.. نجحوا في حشد الشارع وجذب الأسر بكامل أفرادها لتشارك في مسيرة العلم.. التي قطعت شوارع القاهرة في إعلان واضح بأن هناك وحدة وعلماً واحداً. لم يطلب من شباب مصر النزول أو رفع العلم، لم يطلب أحد من الحزب الوطني أو الحكومة من الشباب النزول أو رفع العلم أو جذب الناس أو الدفاع عن مصر أمام أكاذيب جماهير الكرة من الشعب الجزائري.
في الأزمة أعتقد أن شباب مصر أكدوا مرة جديدة أنهم بالفعل يستحقون مشروعاً وطنياً للالتفاف حوله.. وعلينا أن نستثمر صيحة العلم ونوبة الصحيان.. شباب مصر ينتظرون فقط دعوة للمساهمة في البحث عن المشروع ثم تنفيذه.
لاحظوا أن مليون شاب سوف يشارك، هذا معناه ظهور جهة قوية أو مجموعة جهات معاً في الدعوة لهذا الأمر.
أثبتت المأساة أن شباب مصر واعي.. وهو ينتظر الإشارة، خاصة أنه حشد العلم وسار تحته معلناً التزامه بتقدم مصر ورفعة شأنها دون النظر لأي معوقات من أي جهة.
هل يمكن لحكومة د.أحمد نظيف أن تنتبه لتلك الصحوة، والاستفادة منها، الآن صعب، مع فشل معظم المشروعات السابقة التي طرحتها عدة جهات.
يجب ألا نتسرع في طرح الأفكار قبل دراستها. لأن الفشل سيكون من نصيب الأفكار غير المدروسة والأخطر أن شبابنا تعود علي هذه الظاهرة.
شباب مصر احتلوا شوارع القاهرة، أكثر من مليون مصري في الشارع تحت العلم يحتفلون بالانتصار المصري. مسيرات تحيطها مشاعر المصريين. لم يخرج أحد عن النظام. لم تلوث تلك المظاهرات أي شواهد حزبية أو غيرها.
هذا معناه أن شعب مصر وشبابها علي استعداد للمشاركة والعمل ولكن لحظة البداية يجب أن تكون من صنع الحكومة. أو الحزب وبالتحديد أمانة السياسات ولا تترك الأمر لجهة مهما كانت. مبروك لمصر عودة الحيوية لشبابها. وأيضاً ترسيخ حكاية أمن وأمان الشارع المصري. وحضارة المواطن. واحترام مبارك لمشاعر المصريين.. هذا التلاحم الذي لم أره منذ أن احتفل شعب مصر كله بعودة مبارك سالماً من أديس أبابا إنها لحظات تاريخية لم يصنعها حزب أو حكومة. ولم تحركها جهات.. لكنها ترجمة لماهية مكنون المواطن المصري.
..شكراً شباب مصر بمختلف أعمارهم وياحكومة أنا معهم انتظر ما هي الخطوة المقبلة. فالعلم مرفوع. والشباب موجود ومؤهل للمشاركة، لكنه لا يعلم كيف يبدأ.