الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حوار مع المعارضة
كتب

حوار مع المعارضة




 


  كرم جبر روزاليوسف اليومية : 27 - 07 - 2010


القضية المحورية الآن هي نزاهة الانتخابات


(1)


- المعارضة جزء أساسي من نظام الحكم، والمعارضون شركاء في الوطن، ولابد أن يتسع صدر الحزب الوطني للتحاور معهم والاستماع إليهم والاستجابة إلي مطالبهم المشروعة.


- ليس صحيحًا أن جولات الحوار في سنوات سابقة كانت فاشلة، ولكنها أدت إلي نتائج مهمة، أبرزها ترسيخ مبدأ الحوار السلمي، بدلاً من الصخب والجدل العنيف الدائر الآن في وسائل الإعلام.
- شركاء في الوطن، ومن حقهم الحصول علي تمثيل عادل ونزيه في المجالس النيابية والبرلمانية، ولا يمكن أبدًا لحزب أن يحتكر 90% أو 80% من المقاعد.
(2)
- الحوار الذي يجب أن يدور مع المعارضة الآن هو «نزاهة الانتخابات».. فمن حقها أن تطمئن علي اتخاذ الإجراءات الكفيلة لإدارة انتخابات تعكس الإرادة الحرة للناخبين.
- كيف يتحقق ذلك؟ هناك مقترحات جادة وهادفة يجب الاستماع إليها، في صدارتها تفعيل الإشراف القضائي، وزيادة عدد القضاة في اللجان العامة والفرعية.
- ليس مطلوبًا أن يجلس قاض فوق كل صندوق، ولكن علي الأقل أن تكون للقضاة داخل اللجنة المشرفة علي الانتخابات السلطات والصلاحيات القانونية لأداء عملهم.
(3)
- التزوير آفة ونقطة سوداء، ومصر تعاني منذ نشأة الحياة السياسية من صور وأشكال وألوان من التزوير، جعلت الرأي العام يتشكك كثيرًا في جدوي الانتخابات.
- يجب العمل علي إعادة الثقة للناخبين ولن يحدث ذلك إلا إذا شعروا بأن أصواتهم هي القوة الحقيقية التي تحسم الانتخابات، دون تزييف إرادتهم.
- مصر تغيرت بالفعل، ولم يعد ممكنًا استخدام أساليب الماضي للتعامل مع الحاضر أو المستقبل، وما كان يرضاه الناس بالأمس لن يقبلوه اليوم.
(4)
- المعارضة هي البديل الشرعي الآمن الذي يسد الطريق علي الجماعة المحظورة، التي تحاول أن تختزل المعارضة في نفسها، لتصبح المواجهة بينها وبين الحزب الوطني فقط.
- لم ينكر أحد علي أي مواطن مصري أن يمارس حقه المشروع في الحياة السياسية، ولكن فكرة الحزب الديني قنابل موقوتة تهدد بانفجار المجتمع في أي وقت.
- مشكلة الجماعة المحظورة أنها لا تري سوي نفسها علي سطح المياه، ولكن القاع مليء بجماعات وفئات وفتن كثيرة، تتحين الفرصة للصعود إلي السطح.
(5)
- الحوار هو بديل العنف، والمجتمع المصري للأسف الشديد يمضي بخطوات ثابتة نحو التوتر والانفلات، ومن يشاهد صور الجريمة الآن، يدرك أننا مقبلون علي كارثة.
- العنف أصبح الآن هو الطريق السهل للابتزاز وممارسة الضغوط وتحقيق المطالب، ويغيب صوت العقل والمنطق، لأننا أغلقنا آذاننا طوال السنوات السابقة عن سماع الأصوات التي لا تعجبنا.
- الحوار ولا بديل عن الحوار.. الرأي والرأي الآخر.. الاحترام المتبادل للعقول والأفكار وعدم تسفيهها أو التقليل من شأنها أو الاستخفاف بها.
(6)
- الحوار مع المعارضة سوف يفتح العقول والقلوب نحو مرحلة جديدة، أساسها المشاركة والتفاهم، وأعتقد أن الأحزاب مهيأة لهذه المبادرة.
- يحتاج الأمر أيضًا أن تفتح لجنة الأحزاب الطريق نحو السماح لأحزاب أخري جديدة، حتي لا يكون لأي قوة سياسية حجة أو مبرر للعمل خارج إطار الشرعية السياسية.
- ما الذي يضير أن يظهر حزبان أو خمسة بجانب ال23 حزبًا الموجودة حاليًا.. لا تتركوا للحركات الاحتجاجية أي فرصة للانقضاض علي الحياة الحزبية وضرب شرعيتها.
(7)
- إنه مستقبل مصر، وهو ملك للجميع، ويجب أن يتشارك الجميع في رسم ملامحه والاطمئنان علي صورته، مشاركة علي قدم المساواة والعدل.
- حوار لا يكون الهدف منه، تمرير فترة الانتخابات بشغل الرأي العام في مناقشات وهمية، ولكن أن تتوافر الرغبة والنية علي إنجاح الحوار وتفعيل المشاركة.
- ليس أمام هذا الوطن سوي أن يعلي ثقافة الحوار وأن يعيد ترسيخ سياسة احترام الرأي والرأي الآخر، كفانا ما تفعله بنا بعض الصحف الخاصة والفضائيات.
 

E-Mail : [email protected]