الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجابرى:سوق النشر تشهد ركوداً ..والثورة لم تكتمل




النشر صناعة مهمة فى مجال الكتابة فلا يصل الكتاب للقارئ بدون هذه الصناعة فماذا عنها وهل تشهد ركوداً أم لا وغيره و هذا ما نعرفه فى الحوار التالى
 
■ لماذا اخترت النشر كمهنة؟
 
كنت أعمل خارج مصر بدولة قطر ومن كثرة زياراتي لاحدي دور النشر لاحظنى صاحبها ولاحظ مدى تعلقى بشراء الكتاب.. فعرض عليَّ العمل بالدار، فوافقت على الفور كما لو أنه قد قرأ احتياجى الداخلى للانضمام لهذه الصناعة المهمة. وقد استمررت فى هذه المهنة منذ تلك اللحظة أى من بداية عام 1987 وحتى الآن.
 
■ هل تعانى سوق الكتب العلمية من الركود؟
 
نعم تعانى بشدة من الركود وليس هذا وليد الفترة الحالية فقط بل منذ فترة بعيدة نظرًا لعدم اهتمام الدولة بالعلم والتعليم كأحد المشروعات والروافد الكبرى لنقل البلد من حال إلى حال.. ولنا فى تجربة مهاتير محمد صانع نهضةماليزيا أسوة حسنة؛ ولكن بلا شك أن سوق الكتاب وصناعة النشر بشكل عام قد تأثرا، خاصة فى آخر عامين بسبب ثورات الربيع العربى واهتمام الشارع بأشياء أخرى غير الكتاب حيث انصب احتياجه فقط على توفير «العيش» غير المتوفر للأسف لقطاع كبير من الناس خاصة الفقراء وهم الأغلبية الكاسحة من الشعب المصري.
 
■ بدأت بنشر الكتب العلمية ثم تحولت أخيرًا إلى نشر الكتب الأدبية.. فما سر هذا التحول؟
 
- فى واقع الأمر ليس تحولاً.. بل استكمالاً لمسيرة النشر التى بدأتها الشركة.. ولا أعتقد أن هناك فرقًا بين مشروع الكتاب العلمى ومشروع الكتاب الأدبى من حيث المحتوى الثقافي.. ولكن بطبيعة الحال، كل فرع يغطى احتياجًا للقارئ.. كل فى مجاله.
 
ولكن بشكل عام رأينا طرق هذا الباب أخيرًا.. لما رأيناه من حركة نشر أدبى كبير للغاية بالسوق.. ولكن كثيرًا منه وليس كله غير منضبط ويحتاج إلى ترشيد فى المحتوى وكذلك الشكل.. ولذلك رأينا أن يكون لنا دور حتى ولو كان بسيطًا فى المساهمة فى هذا الترشيد بتبنينا لبعض الأعمال الجادة لمؤلفين مصريين يشغلهم حال البلد ولديهم ما يقولونه بالفعل ولديهم بعض التجارب من قبل.
 
■ ما نصيب كتاب الأقاليم من اهتمامك؟
 
- حقيقة لم أحسب يومًا ما نسبة كتّاب الأقاليم أو المدن فى نشر الشركة؛ لأن الثقافة بشكل عام لا تعرف هذا التقسيم، فالإبداع هو الأساس فى الحكم على العمل.
 
وهل يدعى أى مصرى أنه لا يأتى من أصل ريفي. وعليه فأنا أقول إن كل الكُتّاب لدينا على أساس هذا الطرح من الأقاليم.
 
■ دائمًا ما يشكو الناشرون من الركود والخسارة.. فما مواصفات الناشر الناجح؟
 
الركود فعلاً هو سيد الموقف.. على الأقل حاليًّا فى كثير من القطاعات، لكن يأتى الكتاب بكل صوره على رأس القائمة كنموذج لحالة الركود التى تعيشها معظم قطاعات البلد أما بالنسبة لمواصفات الناشر الناجح، فهى مسألة نسبيةللسببين التاليين:
 
إذا كان المعيار هو أرقام المبيعات، فيمكن للناشر أن ينتج كتب الفضائح والكتب الصفراء التى تحقق أعلى مبيعات.. وبالتالى يكون طبقًا لهذه النظرية ناجحًا.
 
وإذا كان المعيار هو المحتوى العلمى والثقافى الذى يُقدَّم إلى القارئ بغض النظر عن أرقام المبيعات.. وهذا من وجهة نظرى هو الأهم، فهذا هو النجاح الأفضل لأنه الأبقى للناشر.
 
ولكن الناشر الناجح بلا شك هو الذى يستطيع التوفيق بين معدلات المبيعات المرتفعة وبين تبنى دار النشر لأعمال جادة تتطرق لاحتياجات الناس وتعبر عن طموحاتهم ولسان حالهم.. ولكن هذا الأمر للأسف قلما يحدث! ولكنه أحيانًا.. أكرر أحيانًا يحدث.
 
■ ما نصيب إبداع الثورة فى مطبوعاتك؟
 
الثورة من وجهة نظرى لم تكتمل بعد؛ لأنها ببساطة شديدة لم تحقق أهدافها.. والصورة لم تكتمل.. وتحتاج لبعض الوقت لكى يكون الكلام عن الثورة كلامًا مؤسسًا!! ومع ذلك فالمشروعالأدبى الذى نحن بصدد البدء فيه، وسوف يخرج إلى النور بإذن الله فى شهر نوفمبر/أكتوبر المقبل.. يكاد يكون حديثًا خاصًّا عن الثورة بشكل أو آخر. ولذلك نرجوا الانتظار لشهر أكتوبر المقبل لتعميم الأعمال التى نحن بصدد طرحها للقارئ المصرى والعربى فى كل مكان.
 
■ كيف ترى مستقبل النشر فى ظل حكم الإخوان المسلمين؟
 
بكل بساطة.. الصورة حتى الآن غير واضحة.. ولكننى رجل يعيش بالأمل دائمًا.. ولا بد أن يكون الغد هو الأفضل سواء مع الإخوان أو غيرهم؛ لأن مصر فوق الجميع وأكبر من أى فصيل أو حزب أو شخص.. ولأن مصر هى المستقبل.