الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حمدى أبوجليل يستكمل مشروعه التاريخى بـ«القاهرة: جوامع وحكايات»




الحديث عن تاريخ القاهرة تحديدا كإحدى أهم المحافظات المصرية وعاصمتها أمر معقد وشائك، فكل تفصيلة أو مكون من مكونات القاهرة هو فى حد ذاته تاريخ منفصل، لذا وجب الحديث عن تاريخ القاهرة بشكل متوازيا، وهو ما فعله الكاتب والروائى حمدى أبوجليل حينما بدأ مشروعه الراصد لتاريخ القاهرة بكتابه «القاهرة: شوارع وحكايات» ليصدر مؤخرا الكتاب الثانى من المشروع وهو «القاهرة: جوامع وحكايات» الذى يسلط فيه الضوء على المكون المعمارى والبنيوى العام فى القاهرة الكبرى وذلك عبر رصد 35 مسجداً وجامعاً قسمها حسب الحقب التاريخية لكل مجموعة منها فى «جوامع الولاة» و«جوامع الفاطميين» و«جوامع المماليك» و«جوامع العلويين» و«جوامع الأولياء» وهى عناوين فصول الكتاب الخمس.
 
يتناول أبو جليل فى «جوامع الولاة» سمات وتاريخ خمسة مساجد رئيسية، وهي: مسجدالفسطاط، جامع عمرو بن العاص، جامع أحمد بن طولون، جامع عقبة بن عامر، جامع سارية الجبل.
أما فى الجزء الثاني، فيتحدث عن جوامع «الفاطميين»، مستعرضا تلك المساجد التى أنشئت فى تلك الحقبة، وقدم دراسة لأربعة مساجد رئيسية أخرى: جامع الفتح، جامع الأقمر، جامع الأنور، جامع الصالح طلائع، عن جامع «عمرو بن العاص» الذى شهد مؤخرا خطبة العريفى الشهيرة الداعية للجهاد بسوريا يذكر أبوجليل انه سمى فى البدء باسم «مسجد الفتح» ثم تغير إلى «تاج الجوامع» ليستقر على اسمه الحالى، ورغم أن جامع الأزهر الشريف كان الجامع الأهم والرسمى للدولة لدى الفاطميين إلا أنهم اهتموا جدا بجامع ابن العاص واشتروه من أحفاد ابن العاص وأحاطه الخليفة العزيز بالله بمساقف الخشب وجدد بياضه، ومن بعده أضاف الخليفة الحاكم بأمر الله 1298 مصاحف كتب بعضها بماء الذهب، كما أرسل له نجفة من الفضة بلغ وزنها سبعة قناطير، والمثير أن كل ذلك دمره فيما بعد الفاطميون أنفسهم حرقا برعاية الوزير -غريب الأطوار- «شاور» خوفا من استيلاء الصليبيين على الفسطاط!
 
خصص المؤلف الجزء الثالث، لبحث ودراسة تاريخ وحكايات جوامع حقبة المماليك: جامع زين الدين بن يحيى، جامع الكخيا، جامع الجوهر اللالا، جامع أبو الدهب، جامع قطز، جامع الناصر قلاوون، جامع قلاوون، جامع الظاهر بيبرس، جامع الغوري، جامع السلطان حسن، جامع المؤيد شيخ، جامع البنات، جامع صرغمتش، وأخيرا جامع الطباخ».
 

 
ولم يغفل أبو جليل فى رصده التاريخى جوامع «العلويين»، بكل مفرداتها وتفاصيلها، متناولا جامع محمد علي، جامع الفاضل باشا، وغيرها، لينتهى بالجزء الخامس إلى إدراج معلومات توثيقية وتاريخية، مستفيضة ودقيقة، حول جوامع «الأولياء» كجامع عمر مكرم، جامع الحسين، جامع رابعة العدوية، جامع السيدة نفيسة، جامع السيدة زينب، جامع الرفاعي، ومعظمها جوامع اتخذت أدوارا جديدة بعد ثورة يناير، فجامع عمر مكرم هو جامع الثورة والمستشفى الميدانى الدائم لها، وجامع «رابعة العدوية» هو مقر تظاهرات التيار الإسلامي، أما جامع الحسين فأصبح قبلة السياحة الإيرانية التى تم فتح خطوط جوية وسياحية معها فى عهد حكم الإخوان المسلمين لمصر.
 
يشتمل ختام الكتاب على مصادر الأبحاث عن كل الجوامع التى شهدتها القاهرة، على مدار الحقب التاريخية المتخلفة، بدءا من عصر الولاة والخلافتين الأموية والعباسية، ومرورا بالدولة الطولونية والخلافة الفاطمية والسلطنة الأيوبية ودولة المماليك وأسرة محمد على باشا. ومن ثم جوامع تنتمى لما يطلق عليه اسم «قارة الأولياء»، التى بدأ ظهورها مع الفاطميين، ولا تزال مستمرة إلى الآن.
 
اللافت فى كتاب «القاهرة: جوامع وحكايات» رصد جوامعها هو غياب الصور! ... يكشف أبوجليل عن هذه المفارقة فى أن تصميم الكتاب والغلاف للفنان أحمد اللباد، التى لم تنفذها جيدا اللجنة الفنية بالهيئة العامة للكتاب على أنه سيتم تداركها فى الطبعات التالية، وأوضح أبو جليل أنه استغرق ثلاثة سنوات للانتهاء من هذا الكتاب بكل تفاصيله.