الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البرادعي .. زعيم «أونطة»






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 09 - 06 - 2010


من الواضح أن الدكتور البرادعي لا يخاصم فقط الطبيعة التراتبية لاحتلال مكانة أو حفظ دور التي تقوم أساساً علي عمل متواصل يستغرق سنين عديدة من العمر في البناء خطوة خطوة وطوبة فوق طوبة وحركة تلي الحركة وإنما ظن أن الاهداف تتحقق قفزا بالباراشوت علي سياق عام ينمو في اطار حراك سياسي غير مسبوق في تاريخ الحياة السياسية والعامة.

وإنما أيضا يخاصم القدرة علي التفاعل مع نتائج موضوعية أدت إليها ظنونه الشخصية وأحلامه الذاتية التي جاءته بعد التقاعد كموظف دولي فوقع في الفخ الذي نصبته له بعض الصحف وبعض التيارات السياسية التي قدمته كرمز سياسي يمكن الالتفاف حوله.

وصدق هو نفسه وأعلن عن كونه زعيما يتساوي رأسا برأس مع غاندي ومارتن لوثر كينج دون أن يشرح لنا الحيثيات التي بني عليها المنطق الذي يضعه في قامة واحدة مع غاندي أو كينج وكل منهما ليست دعوته من الأسرار وليس نضاله علي مدي سنوات طويلة من الكفاح محجوباً عن الفهم و لا العلم ولا التاريخ.

ولم يكن أي منهما - غاندي أو مارتن لوثر كينج - موظفا دوليا غاب عن بلاده سنوات طويلة واكتشف فجأة أنها في حاجة الي خدماته في كل مرة ينزل فيها زائرا أو سائحا.. و لم يفرض أي منهما شروطا علي الناس باثبات جديتهما قبل أن يتفضل هو ليحتل منهما موقع المقدمة.

ليصبح في نهاية الأمر.. علي حد وصف المتحدث الاعلامي لما يسمي بالجمعية الوطنية للتغيير في مقال له.. والتي استقال رموزها كلها من الجمعية قبل أن يسحبوا استقالتهم و يعلنوا أن البرادعي ليس رئيسا للجمعية ولم يكن يوما رئيسا لها.

البرادعي ضعيف الثقة في النخبة.. مهتما بجمع التوقيعات دون مد الجسور مع المعارضة.. وطاشت من د.البرادعي طعنات في مراحل تاريخ مصر.. وزار جامع عمرو والكنيسة المعلقة كسائح أجنبي.. واعتمد علي حشد من جماعة الاخوان المحظورة.. وهو الامر المؤسف الذي كانت تتطلب معالجته حدا اقصي من الحكمة ولجما للمشاعر و النزاعات الشخصية.

وهذا تقدير من اقتربوا من د.البرادعي وعملوا له ومعه .. والذين انتهوا الي وصف الطيش والمقامرة بالاستناد الي جماعة محظورة وعدم الحنكة والنزعة الشخصية.

وهل كان غاندي أو مارتن لوثر كينج .. طائشا، مقامرا، غير محنك ، ذا نزعات شخصية؟ هل هناك إجابة؟ اسأل البرادعي علي موقعه الالكتروني.
زعيم "أونطة".. مش كده.

[email protected]