الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

»التلاسن« تحت القبة!






حماد عبدالله حماد الأخبار : 31 - 03 - 2010



ظاهرة خروج نواب الامة في البرلمان المصري العريق عن التقاليد البرلمانية، اصبحت حديث المدينة »مع الاعتذار لأستاذنا مفيد فوزي« وايضا حديث يتندر به المثقفون المصريون علي احوال البرلمان »وسنينه«!!
كما ان ظواهر الخروج عن القانون بل والتعدي عليه من نواب البرلمان، وهم المنتخبون »إفتراضا« من الشعب للحافظ علي تنفيذ السلطة التنفيذية للقانون، ومواجهتهم للفساد، وتشريع القوانين المحفزة للوطن علي السير في درب النمو، والازدهار بعناصر الامة في التعليم والصحة والإسكان والمرافق العامة وغيرهم.
كل هذا اصبح في خبر كان او في منتهي أمل المصريين، بعد ان خرجت قلة من النواب عن الاصول البرلمانية المصرية بل والعالمية اذا جاز لي التعبير!!
ولعل القائمين علي تقييم السياسات في بلادنا وانا اعلم انهم »كثر«، كأجهزة وشخصيات سياسية محترمة، وعلي رأسهم، رئيس البرلمان نفسه الاستاذ الدكتور »أحمد فتحي سرور« بصفته وايضا بشخصه كأستاذ كبير في القانون، شخصية لها احترامها في الوطن وفي آرجاء البرلمانات الدولية، لا أشك ابدا في ان تقييما يتم او قد تم لهذه الظواهر السلبية في حياتنا البرلمانية ولا أشك ايضا بأن هناك إتجاها لتنقية هذه الاجواء من هذه السلبيات خلال المرحلة القادمة، خاصة ونحن علي ابواب اختيار نواب البرلمان الجدد بالاضافة إلي 76 إمرأة، قد تم تخصيص مقاعد لهن طبقا للقانون المستحدث لذلك!!
ولعل انقطاع البث المباشر لجلسات البرلمان علي قناة تليفزيونية مصرية خاصة، قد ساعدت علي ان يتبادل السادة الاعضاء الالفاظ غير الحميدة والتلاسن بالالفاظ والتنابذ فيما بينهم مرة بالشتائم ومرات بالاحذية، كل هذه الظواهر، ساعد عدم نقل وقائع الجلسات علي انتشارها وكذلك إعتمادا علي ان هناك رقيبا سوف يقطع من البث المسجل كل ما يشيب الولدان له حين رؤيته!!
إلا ان الصحف والمراسلين سواء كانوا محليين او دوليين، لن يتركوا ولم يتركوا حدثا دون تسجيل بالكاميرات الثابتة والمتحركة بمعني ان فضائحنا علي كل لسان فنحن في قرية صغيرة جدا، اصبحت وسائل النقل البينية تتم في يسر، وبمعاونة كاملة من الالية التكنولوجية في الاتصالات ولعل عودة البث المباشر للجلسات، بجانب انها آلية تدعو البعض للخجل من الخروج عن المألوف او الخروج عن الادب امام اعين الناس وخاصة هؤلاء الناخبين الذين جاءوا بمثل هؤلاء »النواب الفالصو« كما جاء في مقالي بروزا اليوسف يوم الثلاثاء الماضي!! فهي إضافة لعنصر الشفافية في الحياة البرلمانية والسياسية.
البرلمان المصري، يجب ان يعود لشموخه وهيبته وكينونته المعهودة عنه، والموروثة منذ اكثر من مائة وعشرين عاما، كأول برلمان في المنطقة، نحن أصحاب حق في ان نعيد الامور لنصابها، ونحن اصحاب حق في ان نعيد البرلمان إلي سابق عهده كما اننا اصحاب حق في ان نقول لهؤلاء كفي!! فأنتم لستم ممثلين للأمة، وان كنتم فأنتم اليوم لا !