الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحلام الجماعة تتحطم علي صخور المصريين




دولة الخلافة الاسلامية.. هذا هو الحلم الذي ظل يراود جماعة الاخوان المسلمين منذ نشأتها منذ اكثر من 80 عاما والتي ظنت انها بدأت اولي خطوات تحقيقه بعد فوز مرشحهم الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر.. الا ان الشعب المصري قرر ان يحطم هذا الحلم بعد فشل الجماعة في إدارة البلاد وانتهي بعزل مرسي، حتي بات التنيظم الدولي للإخوان مهددا بنفس المصير.

وجاءت زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كأول رئيس عربي وأجنبي يزور مصر للتأكيد علي دعمه للحكومة والشعب، لتدخل التنظيم الدولي للجماعة في مأزق كبير فضلا عن الدعم الذي اعلنت عنه دول الخليج لمصر، حيث بادرت كل من السعودية والإمارات والكويت وقطر بدعم مصر بالعديد من المليارات علي شكل ودائع ومنح ومشتقات نفطية وسندات بما يقارب الـ 9 مليارات دولار.
في الوقت ذاته، أصر التنيظم الدولي للإخوان بعد تلقيه صدمة كبيرة من موقف الجيش واعتبر ما حدث انقلابا عسكريا وروج لهذا المصطلح عالميا سعيا لإعادة مرسي وحفظا لماء وجه التنظيم، حيث سارع بوضع خطة تحرك خلال الفترة القادمة، منها العمل علي دعم إخوان مصر وإعادة المعزول للحكم، وتنظيم فعاليات مركزية والحشد في وسائل الإعلام، وأشارت تقارير إعلامية إلي استئجار الإخوان مساحات إعلانية في مجلات وجرائد عالمية للترويج لمصطلح «الانقلاب» لتشويه ثورة 30 يونيو المجيدة.
وتلبية لأوامر التنظيم الدولي، فإن حزب السعادة التركي عقد مؤتمر اسطنبول بشكل عاجل لدعم الرئيس المعزول محمد مرسي ضم قيادات التنظيم الدولي للإخوان، وأكد الحزب أن ما حدث سيؤثر في جميع الدول الإسلامية.
وقال الحزب إنه سيقوم بتنظيم مظاهرات حاشدة بمشاركة الآلاف من أعضائه في أكبر تجمع في مدينة إسطنبول من أجل دعم الرئيس المعزول، والمطالبة بعودته مرة أخري إلي الحكم.
ونشرت «صحيفة مونيتور الأمريكية» تحت عنوان «من التحرير إلي تقسيم.. التنظيم الدولي للإخوان ينهار» تقريرا أشارت فيه إلي أن الحكومة التركية باتت في مأزق كبير بعد سقوط الاخوان في مصر، لافتة إلي أن ميداني التحرير وتقسيم نجحا في توجيه لطمة للتنظيم الدولي للجماعة، خاصة بعد نجاح المصريين في إسقاط النظام وهو ما يربك حسابات أنقرة التي تصارع طوال الأسابيع الماضية لإنهاء الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت في ميدان تقسيم للمطالبة برحيل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مشيرة إلي أن سقوط مرسي سيزيد من شجاعة وحماسة الشباب التركي الذي أثني علي الشباب المصري وقرر السير علي دربه.
ونقلت الصحيفة عن صحيفة «ميلليت» التركية تقريرا أشارت فيه إلي أن سقوط الجماعة في مصر أحدث انقلابا في تركيا التي سعت إلي إبراز الإسلاميين علي أنهم الضحية، مؤكدة أن من يأتي عن طريق الانتخابات يجب أن يذهب عن طريقها أيضا، في إشارة إلي احترام شرعية الرئيس وهو ما يخدم المعني الذي تسعي حكومة أردوغان لإيصاله إلي العالم الخارجي إلا أن الأتراك استوعبوا الدرس المصري وأكدوا أنهم لن ينسحبوا إلا بعد تحقيق مطالبهم.
وفي الجزائر طالب عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي محسوب علي جماعة الإخوان المسلمين بالجزائر، حكومة بلاده، بطرد السفير المصري عز الدين فهمي من البلاد.
ولم تكن الأردن بعيدة عن المشهد، حيث رأي قادة الإخوان المسلمين في الأردن أنهم في قلب الصراع السياسي في مصر، حسبما أظهرت التصريحات الأخيرة التي أدلي بها المراقب العام لحركة الإخوان في الأردن همام سعيد الذي أكد فيها علي مناصرة الرئيس المصري السابق محمد مرسي ودعم الشرعية.
أما إخوان تونس فيخشون أن يلقوا مصير نظرائهم في مصر، هذا ما أشارت إليه مجلة «تايم» الأمريكية، لافتة في تقرير لها إلي أن الحزب الإسلامي الحاكم في تونس لديه مخاوف من اندلاع ثورة في البلاد، موضحة أن هناك اختلافا بين البلدين؛ في إدارة الحكم إلي أن هناك تخوفات تسود حزب النهضة الحاكم من قوة التحالف الإسلامي العلماني في وطنهم، بسبب ما شهدته القاهرة من تطورات تتمثل في خلع نظام إسلامي آخر هو نظام حكم الإخوان المسلمين؛ موضحة أن التحالف التونسي هش وقد لا يحمي الإخوان في تونس من أن يلاقوا المصير ذاته.