الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإنذار الأخير للإخوان: الدبلوماسية انتهت




تقرير - إيهاب كامل وإبراهيم جاد

أعلنت رئاسة الجمهورية أن الحكومة سمحت لمبعوثي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة وقطر بالزيارة والنقاش، من أجل استطلاع تفاصيل المشهد، وحث جماعة الإخوان المسلمين علي الالتزام بمسئولياتها الوطنية واحترام الإرادة الشعبية التي تجسدت في الثلاثين من يونيو والسادس والعشرين من يوليو2013، وذلك في إطار حرص الدولة علي إعطاء الفرصة كاملة لجميع الجهود الدبلوماسية للوقوف علي حقائق الأوضاع عن التجمعين غير السلميين بكل من "رابعة العدوية" و"النهضة".
وأوضحت رئاسة الجمهورية في بيان لها أمس أن مرحلة الجهود الدبلوماسية، التي بدأت منذ أكثر من عشرة أيام بموافقة وتنسيق كاملين مع الحكومة المصرية انتهت وقد، سمحت بها الدولة إيمانا منها بضرورة إعطاء المساحة الواجبة لاستنفاد الجهود الضرورية التي من شأنها حث جماعة الإخوان المسلمين ومناصريها علي نبذ العنف وحقن الدماء والرجوع عن إرباك حركة المجتمع المصري ورهن مستقبله، وكذلك الالتحاق بأبناء الوطن في طريقهم نحو المستقبل.
وأضافت رئاسة الجمهورية أن تلك الجهود لمٌ تحقق النجاح المأمول، رغم الدعم الكامل الذي وفرته الحكومة المصرية لتيسير الوصول إلي شارع مصري مستقر وآمن، يستقبل أبناؤه الأيام الطيبة لعيد الفطر المبارك بتسامح ووئام.
وأكدت رئاسة الجمهورية أن مصر سترحب دوما بجهود هذه الأطراف، وسٌتثمن مواقفها لدعم " خارطة المستقبل" وتعزيز الانتقال الديمقراطي.
وقالت رئاسة الجمهورية إن الدولة المصرية إذ تشكر جهود تلك الدول الشقيقة والصديقة، وتتفهم أسباب عدم نجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة، فإنها تحمل جماعة الإخوان المسلمين المسئولية كاملة عن إخفاق تلك الجهود، وما قد يترتب علي هذا الإخفاق من أحداث وتطورات لاحقة فيما يتعلق بخرق القانون وتعريض السلم المجتمعي للخطر.
فيما أكد رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي علي أن فض اعتصامي رابعة والنهضة هو قرار نهائي ولكن كان هناك تاجيلا لحرمة شهر رمضان.
من جانبها اعتبرت القوي السياسية بيان الرئاسة أنه بمثابة الإنذار الأخير لهم بعد رفضهم التنازل عن المطالب المستحيلة، مؤكدا أن الرئاسة قامت بكل الطرق الممكنة قبل البدء في استخدام الخيار الأمني.
ووصف الدكتور وحيد عبدالمجيد القيادي بجبهة الإنقاذ بيان الرئاسة بالمتوقع، حيث إن الجهود الدبلوماسية الدولية وصلت إلي طريق مسدود منذ ظهر أمس في محاولة إقناع جماعة الإخوان للإقلاع عن موقفها.
وأضاف عبدالمجيد أن بيان الرئاسة يعني أن العالم كله أصبح شاهدا علي قيام جماعة الإخوان بمحاول جر البلاد إلي نفق مظلم مرة ثانية، وأصبحوا شهودا علي تطرف قيادة جماعة الإخوان في موقفها من 30 يونيو.
وأشار إلي أنه بعد ما فشلت الجهود الدبلوماسية أصبح مطلوبا من الدولة المصرية تطبيق قانون العقوبات فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب والبلطجة، مؤكدا أن هناك جهودا دولية بذلت ومرحب بها ومن قاموا بهذه الجهود رأوا أن الجماعة تريد جر مصر للعنف، معتبرا أن جون ماكين ليس له أي قيمة فهو مجرد عضو في الكونجرس ويمثل أقلية داخله.
فيما قال الدكتور محمود العلايلي إن الرئاسة تقول في بيانها إنه آن الأوان لفض السيرك الدولي الذي نصبته جماعة الإخوان بعد رحيل محمد مرسي عن حكم البلاد ولا رجعة عن تنفيذ مطالب المصريين وعلي الجميع أن ينصاع للإرادة الشعبية.
وأشار إلي أن البيان حمل رسالة واضحة للجميع بأن الجهود المبذولة جميعها فشلت ولا سبيل إلا بتطبيق القانون بعدما رفضت الجماعة العدول عن موقفها ومطالبها المستحيلة بعودة مرسي للحكم .
وأكد أن الرئاسة أرادت تحميل الجماعة مسئولية أي معوقات تحدث في الفترة القادمة بعد ما استخدمت جميع الطرق السلمية معهم.
من جانبه، أكد المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة، والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أن بيان مؤسسة الرئاسة بشأن انتهاء الجهود الدبلوماسية للأزمة التي تشهدها مصر هو بيان مسئول ومتزن، بالرغم من تأخره بعض الشيء، لافتا إلي أنه كان الأولي أن تتحرك الدولة لتصفية أي اعتصامات غير سلمية عقب مليونية التفويض مباشرة.
وأضاف سامي أن الحل الآن بعد فشل الجهود الدبلوماسية، هو أمني لمواجهة أي تجمعات غير سلمية تهدد حركة الوطن، مشدد علي أن علي كل الأطراف تحمل مسئوليتها الوطنية، بشأن الخروج من هذه الأزمة.
بينما قال الدكتور عماد جاد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن بيان رئاسة الجمهورية بشأن انتهاء الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، جاء متأخرا خصوصا مع ما وصفه بـ"بمهرجانات الوسطاء وزيارة الدبلوماسيين الأجانب لمصر" والتي وصلت لإهانة الدولة المصرية وإهانة الشعب المصري، كما جاء في مؤتمر جون ماكين الذي أهان الشعب المصري كله.
وأضاف جاد أن بيان الرئاسة هو بيان مهم، وذلك بعدما أهينت الدولة المصرية في مؤتمر، جون ماكين، لافتا إلي أن هذا البيان كان يجب أن يكون حاسماً وفي توقيت يسبق هذا التوقيت.
وأشار جاد إلي أنه بعد انتهاء الحلول الدبلوماسية لحل الأزمة، فإن الدولة تحاول أن تفض اعتصام رابعة والنهضة بطرق بعيدة عن الحل الأمني وإن لم يفلح ذلك فستلجأ إلي الحل الأمني لفض الاعتصام.