الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إلي محمود درويش






شعر / عبدالرحمن مقلد
ها أنت في رحلةٍ لا يعودُ المسافرُ منها

 

ونحن علي آخر البحر نرجو حضورك

 

نشعلُ أعمدة التبغ

 

نشرعُ في حفلنا الوثني الفقير

 

نحادثُ أشباحنا عن نهوضك ثانية

 

لتباشر ورد الحديقة حتي يجف فترثيه

 

تكتشفَ الحزن في قسمات وجوه تمرُّ عليك

 

تورطَ أرواحنا في شِراك البلاد

 

وأجسادنا في رصاص العدو..

 

تلقننا كلماتٍ نلاقي بها غضبَ الطاغيةْ

 

وشعراً جديداً به نشعلُ الثورة الآتيةْ

 

تعلمنا أن نكون محبين غير قنوعين

 

أن نتفادي هزائمنا في الغرام بخفةِ صيادِ

 

أن نَتَشَهَّي حبيباتنا ونُريقَ النبيذَ علي رقصهن

 

وتدفعنا للصراخ بأسمائهن البسيطة عبر البراري..

 

نذوبُ علي بابهن من الحب

 

تُبشرنا بخسائرَ عابرةٍ

 

ومصائرَ مجهولةٍ

 

وحرائقَ لا تنتهي

 

ومنافٍ وأرضٍ

 

وبعضَ قصائدَ ضاحكةٍ

 

وقصائدَ غاضبةْ

 

تبشرنا بالحقيقةِ والتجربةْ

 

تعلمنا أن نفكرَ في الموتِ عند الممرات

 

عند المواخيرِ

 

فوق أسرتنا

 

في المساجدِ

 

خلف الكنائسِ

 

تفكر في الموت من أن يأتيك؟

 

من غضبِ الرب

 

من مدفعٍ لا يفكر

 

من سفر خاطفٍ

 

وسيارةٍ لا يدققُ سائقها في المشاةِ

 

تعلمنا أن نسلي مساءتنا بالحديثِ عن الحربِ

 

عما يفكرُ فيه جنودُ المظلاتِ

 

وهمْ يسقطون علي مدنٍ

 

لم يروها

 

وعن قادةٍ يحلمون بطرد الهزيمة من نومهم

 

عن خطابٍ يَدقُّ به الجنرال طبولَ المعارك

 

عن حركاتِ التحررِ

 

عن فقراءَ يريدون ملحَ البلادِ لهم

 

تعلمنا أن نفسرَ معني الحياة هنا

 

في البلادِ التي تحتوينا

 

نفسرَ معني الهوية

 

لا شيء غير نهارٍ رأينا به الشمسَ تشرقُ

 

فابتهجَ القلبَ

 

لا شيء غير مساء يحلُ

 

فنسكنُ في سمرِ الأهلِ

 

لا شيء غير طفولتنا في المكانِ هنا

 

والأغاني التي دونتها الأصابعُ عن وطنٍ لا يموت..