شفط الدهون

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 20 - 07 - 2010


المفاجآت التي تتوالي عن نواب الشعب المتلاعبين متاجرة بقرارات العلاج علي نفقة الدولة.. لا أظن أنها ستتوقف بل إنها ستفصح عن أكثر من وجه شرير لمن يفترض أنهم حريصون علي مصالح الغلابة ومدافعون عنها ويتمتعون بحصانة لكل كلمة وفعل يصدر عنهم.

وبدلا من الدفاع المستميت عن توجه أموال الدولة التي هي أموال دافعي الضرائب لعلاج غير القادر علي تكلفة العلاج وأعطته الدولة فرصة للعلاج علي نفقتها راضية مرضية في سياق دورها الاجتماعي.

قرر نواب العلاج علي نفقة الدولة استباحتها بغير شرف ولا ضمير.. انتصارا للقادر علي العلاج ومن لا يستحق ومن له نظم أخري للعلاج أيضا في سياق دور الدولة الاجتماعي. والأكثر فداحة أن وجهت هذه الأموال وبالملايين من الجنيهات الي عمليات زرع الشعر وشفط الدهون.. بضغط من نواب الشعب تحت قبة برلمان المجلس الذي وصل جميع من فيه بالانتخاب المباشر من الشعب وأقسم كل من فيه علي حماية مصالح الشعب.. البسطاء منهم والفقراء وغير القادرين.
لا أعلم كيف يكون عقاب هؤلاء المتاجرين بعجز غير القادرين عن توفير تكلفة علاج أمراضهم.. وفي تقديري أن الجريمة أخلاقية قبل أن تكون تجاوزا أو تحايلا علي القانون.. جريمة تمس الشرف والواجب.. خيانة للأمانة التي منحها الناخبون إلي هؤلاء المتلاعبين من النواب في مجلس الشعب.. وافترضوا فيهم الصدق وحفظ الأمانة.

ولكن الذي أعلمه ان كل من ارتبط اسمه بهذا التلاعب وثبت عليه الاتهام.. سيوصم إلي الأبد بوصمة عار لن تمحي من تاريخه وستلاحقه أينما ذهب.. وستظل تطارد مستقبله السياسي والمهني مهما حاول التبرؤ منها.. مصحوبا بكل لعنات الغلابة.. والدعاء عليهم من غير القادرين.

نواب شفط الدهون.. شفط حق الغلابة.. لا تأخذوهم بشفقة ولا برحمة.