الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر والعزل الدولى!




هل تواجه مصر العزل الدولي؟ بعد فض اعتصامى الاخوان المسلحون فى ميدانى النهضة ورابعة العدوية ومقتل 587 شخصاً وفق ارقام وزارة الصحة و اصابة 4201 اخر و قيام كلا من بريطانيا والمانيا وفرنسا والاكوادور باستدعاء سفرائها واعلان باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الامريكية الغاء المناورات العسكرية المشتركة حتى و لو كانت ليست ذات قيمة..بينما اعتبرت لبنان ما حدث يوم 14 اغسطس هو الاكثر دموية فى مصر منذ رحيل الرئيس الاسبق مبارك ..و حذرت ايران من وقوع مصر فى حرب اهلية ..و وصفته تركيا بالمجزرة ..بينما اعلنت مشيخة الازهر برئاسة الدكتور احمد الطيب شيخ الازهرفى بيان لها بأنها لم تكن على علم بموعد فض الاعتصامين بالقوة وانها ضد اراقة الدم و يعلم شيخ الازهر بصفته رجل دين معتدل معنى حرمة الدم وفق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم « كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه»و ان «لزوال الدنيا اهون على الله من قتل مؤمن» و انه- أى شيخ الازهر- كان يتبنى وجهة نظر مزيد من المفاوضات للوصول لحل سلمى و هو ما اتفق مع ما جاء فى استقالة الدكتور محمد البرادعى بأعطاء الفرصة للحلول الدبلوماسية..

هل كان يجب علينا الانتظار أكثر من ذلك بالرغم من أن الدول الاجنبية و على رأسها امريكا و بريطانيا و المانيا و فرنسا و تركيا عندما تتعرض لنفس الموقف من مظاهرات و اعتصامات تقوم بفضها بعنف و قوة و لا تتحدث عن حقوق الانسان و لا حتى الحيوان! هل كانت امريكا تقبل او تسمح باعتصام مسلح يستمر لمدة 60 يوما و يعربد الاخوان المسلمين يمينا ويسارا من قطع طرق و اعتداءات و وقف حال لدولة بأكملها ..هل كان من الممكن ان تظل مصر اسيرة لجماعة لا تدافع عن الاسلام و انما عن كرسى الحكم!

لكن يجب فى نفس الوقت ان نعلم جيدا انه لا توجد دولة على وجه الارض بما فيها الولايات المتحدة الامريكية الدولة الاكبر والاقوى على مستوى العالم اقتصاديا وعسكريا تستطيع ان تعيش بمعزل عن العالم الخارجي.. فما بالك بدولة مثل مصر لا تملك الاكتفاء الذاتى غذائيا- نستورد نصف القمح من امريكا و اوروبا- ولا ايضا من حيث التسليح ولا نريد ان نكون اسودا و رجالة «بفردة الصدر» و» العنطزة» الفارغة و»الجعجعة» التى ليس لها لازمة ونعمل مثل ما فعل جمال عبد الناصر عندما قال سأحارب اسرائيل وما وراء اسرائيل-يقصد امريكا- وكانت النتيجة هزيمة منكرة فى 67 يدفع الوطن العربى بأكمله ثمنها حتى هذه اللحظة..لا سيما ان من لا يملك قوته لا يملك قراره.. ويجب ايضا الا نعتقد ان روسيا ستقف بجانبنا وتساندنا ضد امريكا حتى لو كانت هناك خلافات بينهما يرى البعض أنها سحابة صيف وانه من الوارد ان تتخلى روسيا عنا فى أى وقت اذا ما عادت علاقاتها بأمريكا وان تستخدمنا روسيا كورقة ضغط على الامريكان لحل خلافتهما بطريقة»سيب وانا سيب»!

..علينا ان نتعامل مع واقعنا بما لا يمس السيادة الوطنية اولا مع التوازن فى العلاقات الدولية حتى لا تضر مصالحنا ولا ننسى اننا وجهنا « قلم « قاسى لامريكا عندما احبط الفريق اول عبد الفتاح السيسى مخطط الامريكان بالتعاون مع «الخونة» الاخوان بتقسيم مصر..ومن ثم فأنه لابد فى هذا التوقيت الحرج والصعب التعامل بحنكة و حكمة شديدين  حتى نستطيع الخروج من هذا المأزق!