الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نار الأسعار






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 26 - 09 - 2010


أريد أن أصدق أن الحكومة لديها آليات محددة تتعامل مع ارتفاع مفاجئ في أسعار الخضروات والفاكهة واللحوم وغيرها وأن لديها أجهزة استشعار تستطيع بها التنبوء بارتفاع سعر سلعة غذائية خلال شهر أو أسبوعين أو حتي أسبوع.

وفي هذا السياق تستطيع الحكومة تفعيل آليتها في ضبط الأسعار قبل حدوث هذه الموجة من ارتفاع الأسعار أو علي الأقل التخفيف من حدتها بشكل أو بآخر بإدارة لمنظومة العرض والطلب في السوق الحرة.

فالتجار قد أرجعوا ارتفاع أسعار الخضروات إلي هذا الحد "الحارق" لجيوب المواطنين إلي عدة أسباب في مقدمتها ارتفاع درجة حرارة الجو وزيادة تكلفة الإنتاج والنقل وإيجار منافذ البيع.

وهي أسباب لا تبدو مفهومة أو مبررة.. إذ لم نشهد حدوث أي مؤشرات تؤدي إلي ارتفاع تكلفة الإنتاج والنقل.. لا في أسعار الأسمدة وغيرها من وسائل الإنتاج.. ولا في أسعار وقود النقل.. بنزين وسولار.. فلا الحكومة اتخذت قرارات فيما يخص دعم أسعار الأسمدة ولا دعم أسعار البنزين والسولار.. ولم تتحرك أسعار أي منهما.

ويبقي المبرر الوحيد وطبقاً لكلام التجار.. وهو ارتفاع درجات الحرارة الذي اتلف جزءاً كبيراً من إنتاجية هذه المحاصيل وبالتالي ارتفاع سعرها.. ولكن حتي هذا المبرر الذي يبدو موضوعياً لا يمكن تمريره أو تفهمه بسهولة.

فارتفاع درجة حرارة الجو لم تحدث هذا الأسبوع أو الأسبوع الماضي وإنما منذ بداية فصل الصيف، حيث جاءنا الشهر الكريم «رمضان» في أعلي موسم ارتفاع الحرارة وغادرنا بعد نهاية شهر أغسطس وقبل أسبوعين.

وفي الشهر الكريم لم تسجل أسعار السلع الغذائية والخضروات مثل هذا الارتفاع الكبير المفاجئ في الأسعار بالرغم من الارتفاع الرهيب في استهلاك السلع الغذائية خلال الشهر المبارك.

حسناً.. قلت إنني أريد أن أصدق أن للحكومة آليات في هذا الشأن.. ولكن واقع الأمر يؤكد العكس.

[email protected]